في مثل هذا اليوم 19 يناير 1268م..
المسلمون بقيادة الظاهر بيبرس يستردون يافا من الصليبيين.
في مثل هذا اليوم من عام 1268 استرد المسلمون بقيادة الظاهر بيبرس مدينة (يافا) من الصليبيين، بعد قتال دام اثنتي عشرة ساعة، فعادت بذلك إلى سلطان المسلمين. ففي أعقاب مقتل السلطان (قطز) اتفق الأمراء المماليك على اختيار بيبرس سلطاناً على مصر، فدخل القاهرة، وجلس في إيوان القلعة في 24 من أكتوبر 1260 فكان ذلك إيذانا ببدء فترة التأسيس والاستقرار لدولة المماليك البحرية بعد فترة التحول التي شهدتها، بعد قضائها على الحكم الأيوبي، وكانت فترة قلقة شهدت حكم خمسة سلاطين قبل أن يلي بيبرس الحكم، وكان عليه أن يبدأ عهدا جديدا من الثبات والاستقرار بعد أن أصبح بيده مقاليد الأمور في مصر والشام. فقبل أن يلي بيبرس السلطنة كانت له صفحة بيضاء في معركة المنصورة المعروفة حيث كان من أبطالها ومن صانعي النصر فيها، وكانت له يد لا تنسى في معركة عين جالوت، فتولى السلطنة وسجله حافل بالبطولات والأمجاد.
وبيبرس من أصل تركي ولد في صحراء القبجاق سنة 1223 ووقع في أسر المغول وهو في الرابعة عشرة من عمره، وبيع في سوق الرقيق بدمشق، فاشتراه الأمير علاء الدين إيدكين الصالحي البُنْدقداري، فسمي (بيبرس البندقداري) نسبة إليه، ثم انتقل إلى خدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب، فأعتقه وجعله من جملة مماليكه، ثم ولاه رئاسة إحدى فرق حرسه الخاصة، ثم رقاه قائداً لفرقة المماليك لما رأى من شجاعته وفروسيته.
ولما تخلص الملك عز الدين أيبك من غريمه ومنافسه (فارس الدين أقطاي) زعيم المماليك البحرية، فر بيبرس ومن معه من المماليك الى بلاد الشام، وظل متنقلا بين دمشق والكرك حتى تولى سيف الدين قطز الحكم سنة 1260 فبعث إليه يطلب منه الأمان والعودة إلى مصر، فأجابه إلى طلبه، وأحسن استقباله وأنزله دار الوزارة وأقطعه قليوب وما حولها.
واشترك مع قطز في معركة عين جالوت سنة 1260 وأبلى فيها بلاء حسناً، وكان من أبطالها المعدودين. وبدلا من أن تسمو روح الجهاد بنفسه وتصبغ قلبه بالسماحة واللطف، تطلعت نفسه إلى السلطة والميل إلى الثأر، فامتلأ فؤاده بالحقد من صديقه القديم السلطان سيف الدين قطز، وحمل في نفسه رفض قطز إعطاءه ولاية حلب وعد ذلك انتقاصاً من قدره وهضماً لدوره في عين جالوت، ووجد من زملائه من يزيده اشتعالا فدبر معهم مؤامرة للتخلص من السلطان وهو في طريقه إلى القاهرة، وكان لهم ما أرادوا وجلس القاتل على عرش مصر قبل أن يجف دم السلطان المقتول، ودون أن يجد أحد من أمراء المماليك غضاضة في ذلك، وتلقب السلطان الجديد بالملك الظاهر.!!
Discussion about this post