في مثل هذا اليوم 19 يناير1792م..
– مجلس الأمة الفرنسي المنبثق عن الثورة الفرنسية يحكم بإعدام الملك لويس السادس عشر وعائلته بتهمة الخيانة العظمى.
بعد أحداث 10 أغسطس 1792 التي شهدت على سقوط الحكم الملكي بعد هجوم الثوار على توليري، جرى اعتقال لويس السادس عشر أثناء محاولته الهرب من فرنسا، ووضع في السجن بصحبة عائلته، وأدين بتهمة الخيانة العظمى وحكم عليه بالإعدام. وبنفس العام أعدمت زوجته ماري أنطوانيت بالمقصلة.
قرر أعضاء المؤتمر الوطني محاكمة لويس السادس عشر بتهمة الخيانة. ومنذ يوم العاشر من أغسطس عومل أفراد الأسرة المالكة معاملة غير إنسانية. وبذل الجيرونديون (Girondist) كل ما في وسعهم لتأجيل المحاكمة لأنهم كانوا يعلمون أن الأدلة ستؤدي إلى إدانة الملك واعدامه، وفي 20 نوفمبر تم اكتشاف صندوق حديدي في إحدى جدران الغرف الملكية في قصر التوليري فأحضره رولان إلى المؤتمر الوطني، وكان به دليل يؤكد بقوة تهمة الخيانة، وكان بالصندوق وثائق يبلغ عددها 625 وثيقة سرية تفضح تعاملات ورسائل الملك مع لافاييت وميرابو وتاليران وبارناف وعدد من المهاجرين. كان من الواضح أن الوثائق تثبت تأمر لويس على الثورة. وفي 2 ديسمبر قامت بعض الوفود من أحياء باريس بالتظاهر أمام المؤتمر الوطني وطالبوا بالإسراع بمحاكمة الملك، وفي 3 ديسمبر انضم روبيسبير للمطالبين بهذا الأمر. وبدأت محاكمة الملك لويس السادس عشر في الحادي عشر من ديسمبر سنة 1792 أمام أعضاء المؤتمر الوطني. ذكر النائب في المؤتمر الوطني سباستيان مرسييه (Sebastien Mercier) في مذكراته ان «خلفية الصالة تحولت إلى مقصورات، وارتدين النسوة أكثر ملابسهن أناقة ورحن يلعقن المثلجات ويأكلن البرتقال ويشربن المسكرات المعطرة والمحلاة». تم اطلاع الملك أثناء المحاكمة على الوثائق التي وجدت في الصندوق فأنكر توقيعه وأنكر أي علم له بالصندوق.
في 15 يناير سنة 1793 بدأ التصويت على إدانة الملك فصوت 683 من اصل 749 نائبا شخص بمن فيهم ابن عم الملك فيليب دورليان على إدانة الملك.
وفي يوم 21 يناير حملت عربة يحيط بها الحراس من كل جانب إلى ميدان الثورة. وقبل ان ينفذ حكم الاعدام بالمقصلة حاول أن يتحدث إلى الجماهير: “أيها الفرنسيون، إنني أموت بريئا إنني أقول ذلك وأنا على سقالة المقصلة وسأمثل قريبا أمام الرب. إنني أعذر أعدائي، وآمل في فرنسا ” لكن عند هذه الكلمة أشار رئيس حرس باريس الوطني سانتير وقال: فلتدق الطبول فدقت الطبول، وراحت الجماهير تنظر في صمت كئيب والنصل الثقيل يسقط، وفي وقت لاحق قال واحد ممن حضروا هذا المشهد” في ذلك اليوم راح كل واحد يسير ببطء ولم يكن الواحد منا يجسر على النظر إلى الآخر.
بدأت محاكمة الملك فى 11 ديسمبر سنة 1792 أمام أعضاء المؤتمر الوطنى جميعا، وبدأ التصويت على إدانة الملك فى 15 يناير سنة 1793، فصوت 683 – بمن فيهم ابن عم الملك فيليب دورليان من بين 749 نائبا على إدانة لويس، وتم تنفيذ الحكم فى 21 يناير 1793.
والملك لويس السادس عشر (23 أغسطس 1754 – 21 يناير 1793) ملك فرنسا ونافارا، آخر ملوك فرنسا قبل الثورة الفرنسية، فى عهده قامت الثورة الفرنسية وأدت إلى إطاحة الحكم المطلق. تزوج من مارى انطوانيت وهو فى عمر الخامسة عشر، والأخيرة تصغره بقرابه العام. وأنجب منها لويس السابع عشر الذى مات صغيرا.
وعن الأسباب التى دفعت إلى قيام الثورة والإطاحة بالملك لويس السادس عشر، وإعدامه هو وزوجته فيما بعد، توضح دراسة نشرت بعنوان “الثورة الفرنسية الأولى: 1789-1799″، أعدها الباحث حسن عمران، بمركز إدراك للدراسات، إن الخزينة الفرنسية عانت خلال القرن الثامن عشر، نتيجة للحروب المتتالية التى خاضها ملوك البلاد، بداية من حملات لويس الرابع عشر، ختاما بلويس السادس عشر، حيث قام الأخير بتقديم كل الدعم المادى للثورة الأمريكية، ما ساهم فى إثقال وزيادة عناء الشعب الفرنسى، وخاصة الطبقة الثالثة “طبقة عامة الشعب الفرنسى الفقيرة”، حيث قام الأخير بمغامرة غير محسوبة العواقب بحسب تعبير الباحث، حين قام بتكريس خذينة الدولة المفلسة لدعم الثورة الأمريكية ضد الاحتلال البريطانى (1775-1784)، نكاية فى المملكة البريطانية، وليس تأييدًا للثورة الأمريكية، ويضيف الباحث إن من المفارقات التاريخية أن الثورة الأمريكية كانت سببا فى صعود النفس الثورى فى العالم، وتحديدًا فرنسا، فكان لويس تمامًا كمن حفر قبره بيده.
وقيل إن أن لويس السادس عشر أعدم بالمقصلة بعد أن أقتيد لها وهو فى كامل أبهته كملك وزوجته مارى انطوانيت وبكل مظاهر الاحترام وضعوه فى عربته المذهبة وداروا به فى باريس بين شعبه الذى لم يحسن التعامل معه، وحينما أعدم لويس السادس عشر بالمقصلة ونزل الدم إلى الأرض ركض الحشد نحو دمه ليغمسوا فيه مناديلهم بسبب كرههم له.!!
Discussion about this post