التعليم العربي .. اعلام واحلام شابة .. !
مع بداية ما يسمى الربيع العربي او الضحك الذقوني .. أقيمت احتفالية في جامعة بغداد .. وقد أتيح لي ان القي كلمة من على منصة الاحتفال ، جاء فيها : ( ان جيوش مواقع التواصل اسقطت أنظمة واطاحت برؤوس في وقت ما زالت كلياتنا الإعلامية تُدرِّس طلبتها ( الهرم المعتدل والهرم المقلوب ) ..
بدعوة لي بإحدى الدول العربية التي يعمل زميلي في احدى وسائلها الإعلامية مع انه أستاذ في معهد اعداد المعلمين .. وقد اجتهد داعيا القائي محاضرة عن تجربتي الصحفية .. فاطلعت على مستوى طلاب المعهد ( اناث ورجال ) وكان ضعيف من حيث الجراة الأدبية بالحوار مع فقر الثقافة العامة .. ثم طلبت إجابات معينة على ورقة دون ذكر الاسم .. وبعد اطلاعي عليها ظهرت مختلفة تماما عما ابدوه اثناء المحاضرة حيث كانوا صم بكم . فيما الإجابات الورقية دلت على مستوى ثقافي اعلى افرحني كثيرا ولم أفاجئ به . فقلت لمضيفي الذي سالني عن السبب : ( ماذا تريد من جيل مكتوم … كيف يجيب ويتكلم ونحن شعوب مقهورة ممنوع علينا الحديث سيما المفيد منه ، كما ان الدين والسياسة عندهم خط احمر .. في وقت هما يمثلان لب الحياة بل اجمل ما فيها ) .
زرت كرويا الجنوبية موفدا .. وقد شاهدت باصات تنقل تلاميذ بالقرب من سكن الوفد ، فقررت الاستعانة بالمترجم لاشباع فضولي الذي يعد من موجبات الحس الاعلامي .. وتدوين ذلك ثم نقل التجربة ان كانت ملائمة وتناسب حضارتنا .. وذلك اهم ما ينبغي ان يتصف به الإعلامي – كرسول للامة – فاتضح انها سفرة مدرسية ابتدائية لمتحف مدرسي بأسلوب ومنهجية أروع. حينما عرفوني على المديرة بجلتني باحترام جم لما للصحفي والعراقي من منزلة عندهم .. ثم سالتها عن اهم درس – وان لم يكن ضمن المنهج – بصفتها مسؤولة وطنية تحرص على تربية الصغار عليه .. فقالت : ( نعلمهم الصراحة ) .
مضيفة : ( ان الصراحة تصنع أجيال حرة تمتلك قدرة الفهم والحوار والتصدي وان لا تقاد كالعربة الصماء لكل من يديرها حيث ما اتفق ولو على حساب مصالح الامة ) ..
قبل مدة دعاني صديقي الدكتور علي صاحب مدير منتدى الحرية – بجهود شخصية وحس مسؤول – لالقاء محاضرة على بعض طلاب الثانويات . فاخترت عنوان ( الاعلام الاخر في زمن العولمة ) وتحدثت بايجاز عن دور الاعلام في المجتمعات وثقافة الأمم .. ثم توجهت باسئلة حبلى متعددة بذلك ولم اسمع أي مشاركة تدل على وعي مؤهل للجامعة ، الا نزر وبصمت وخجل ووجل .. بعدها طلبت الإجابة بورقة دون ذكر الاسم .. ولما قراتها وجدتها اجابات رائعة تدل على فهم عالي .. فسالني صديقي عن المغزى ، فقلت : ( انه الكبت العربي بمختلف اشكال الحكم شمولي او ديمقراطي علماني او ديني .. انه الاضطهاد الذي تعاني منه الشعوب .. لقد حكمونا بمنهجية : نفذ ولا تناقش .. في ظل مقاصل منصوبة على طول التاريخ وتحت عناوين مضحكة .. فما زالت مدارسنا تعلم وفقا : ( الى متى يبقى البعير على التل ) .. فيما جدنا البدوي – رحمه الله – غزا كل اصقاع المعمورة بحثا عن حياة كريمة لاجياله التي ما زالت تنادي .. (لا حياة لمن تنادي ) . !