في مثل هذا اليوم13مارس1986م..
المحطة الفضائية مير تستقبل أول زائريها، وهما رائدا فضاء سوفياتيين.
مير (بالروسية: Мир) وتعني العالم أو السلام. كانت محطَّة فضائية مأهولة أطلقها وتحكَّم في تشغيلها الاتحاد السوفيتي ومن ثمَّ روسيا بعدما سقط الاتحاد السوفيتي. دارت في المدار الأرضي المُنخفض لأخذ المُلاحظات الفلكيَّة أُطلقت عام 1986 إلى أن هوت واحترقت في الغلاف الجوِّي عام 2001. كانت أول محطة فضائيَّة تتألف من وحدات جُمعت في الفضاء لتتكون منها المحطة الفضائيَّة الروسية من عام 1986 إلى 1996. كان حجم كتلتها أكبر من حجم كتلة أي مركبة فضائيَّة أُخرى واعتُبرت في ذلك الوقت بأنَّها من أكبر الأقمار الاصطناعيَّة التي صنعها الإنسان في المدار. بعد تدهور مدار محطة مير الروسيَّة كانت محطة الفضاء الدولية هي خليفتها في المدار. احتوت محطة مير الفضائيَّة على مختبر بحث الجاذبية الأرضِّية التي أُجريت فيها تجارب علميَّة في علم الأحياء، علم الأحياء البشري، الفيزياء، علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية بالإضافة إلى تجارب في أنظمة المركبات الفضائيَّة والتي كان الهدف منها هي تطوير التقنيات اللازمة لاحتلال الفضاء بشكلٍ دائم.
كانت مير أول محطة مأهولة للقيام بالبحوث العلميَّة طويلة الأمد في المدار وفي ذلك الوقت كانت قد حقَّقت رقمًا قياسيًّا لأطول مدَّة وجود للإنسان في الفضاء وهي 3,644 يوم إلى أن تعدَّتها محطة الفضاء الدوليَّة وحطَّمت رقمها القياسي في 23 أكتوبر من عام 2010. وكذلك حقَّقت هذه المحطة لوجود أطول مدَّة للطبيب ورائد الفضاء الرُّوسي فاليري بولياكوف فقد أمضى فيها 437 يومًا و18 ساعة من عام 1994 إلى 1995. خدمت هذه المحطة البشريَّة لمدة 12 سنة ونصف من أصل خمسة عشرة سنة من عُمرها المُتوقَّع. كان بإمكان محطة مير استقبال ثلاثة من رواد الفضاء وأكثر من هذا العدد في حال كان الزائرون سيبقون لمدة قصيرة فقط.
مع نجاح برنامج ساليوت الروسي اعتُبرت مير هي الأُخرى أحد الصروح العظيمة التي أنشأها الاتحاد السوفيتي في مجال الفضاء. في عام 1986 أُرسلت أول وحدات محطة مير الروسيَّة والقاعدة الأساسيَّة لها وهي قاعدة مير الأساسية وتبعتها بعد ذلك ستُّ وحدات أُخرى ليُشكِّلوا جميعًا وهُم مجتمعين المحطَّة الفضائيَّة مير. أُرسلت جميع وحدات مير إلى الفضاء الخارجي عن طريق صاروخ بروتون ماعدا وحدة الالتحام التي أُرسلت للفضاء في عام 1995 عن طريق مكوك فضائي في رحلة الإطلاق STS-74. بعد اكتمال بنائها أصبحت المحطة بأكملها تتكون من سبع وحدات مضغوطة وعدة أجزاء منها غير مضغوطة. كانت المحطة تعمل بصفوف من الألواح الضوئيَّة الجهديَّة المرتبطة بوحدات المحطة الفضائيَّة. حافظت مير على ثبات ارتفاع مدارها في الفضاء بين 296 كم (184 ميل) و421 كم (262 ميل) بمعدل سُرعة 27,700 كم/ساعة (17200 ميل/الساعة) وبتلك السرعة فقد كانت عدد جميع مداراتها 15.7 مدار في اليوم الواحد.
أُطلقت هذه المحطة نحو الفضاء كجزءٍ من برنامج الفضاء السوفيتي للقيام بالأبحاث العلميَّة طويلة المدى في الفضاء الخارجي وبعد زوال الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 أصبحت في 25 فبراير 1992 تابعة لوكالة الفضاء الروسية الفدرالية. كان طاقم العمل في المحطة من الجنسيَّة السوفيتيَّة ولكن بعد التَّعاون الدولي مثل Interkosmos وبرنامج الفضاء الأوروبي لمير Euromir وأخيرًا برنامج شاتل-مير بين الولايات المتحدَّة الأمريكيَّة وروسيا أصبحت المحطَّة تستقبل زوَّارًا من قارَّات أُخرى كالآسيويون والأُوربيُّون وكذلك زوَّار من شمال قارة أمريكا. تدهور مدار محطَّة مير الروسيَّة في شهر مارس 2001 بعد قطع التَّمويل عنها. في عام 2001 ذكر الرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسَّة الفدراليّة يوري كوبتيف أن تكاليف هذه المحطة هي 4.2 مليار دولار من عمر المحطَّة طوال هذه السنوات وهذه القيمة تشمل التطوير والتجميع والتشغيل لمحطَّة مير في الفضاء الخارجي.
في عام 1997 اصطدمت إحدى مركبات التموين الفضائيَّة Progress M-34 بالوحدة العلميَّة سبيكتر وتحطُّم لوح واحد من ألواح الطاقة الشَّمسيَّة الثلاثة وتسبب هذا الاصطدام باختلال عمل الأجهزة العلميَّة وكذلك عُطل وحدة سبكتر وأدى فُقدان الطاقة إلى الانقطاعات المُتواصلة لجهاز الحاسوب فيها مما أثَّر على عمل المحطَّة وكانت هذه البداية في تدهور حالة محطَّة مير.!!