فى مثل هذا اليوم 28 مارس1939م..
استسلام العاصمة الأسبانية مدريد لجيش المتمردين بقيادة الجنرال فرانثيسكو فرانكو.
وقع الهجوم الأخير للحرب الأهلية الإسبانية بين 26 مارس و 1 أبريل 1939، قرب نهاية الحرب الأهلية الإسبانية. في 5 مارس 1939، ثار الجيش الجمهوري بقيادة العقيد «سيجيسموندو كاسادو» والسياسي «جوليان بيستيرو» ضد رئيس الوزراء الاشتراكي «خوان نيغرين»، وشكل خونتا عسكرية، وهو مجلس الدفاع الوطني؛ ( Consejo Nacional de Defensa) وذلك من أجل التفاوض على إتفاق للسلام. هرب «نيغرين» إلى فرنسا، لكن القوات الشيوعية في مدريد ثارت ضد الخونتا العسكرية، ما أشعل حربًا أهلية آخرى داخل الحرب الأهلية القائمة بالفعل. هزمهم «كاسادو»، وبدأ مفاوضات السلام مع القوميين، إلا أن «فرانشيسكو فرانكو» لم يكن مستعدًا سوى لقبول استسلام غير مشروط. وفي 26 مارس، شن القوميون هجومًا عامًا، وسيطروا بحلول 31 مارس على جميع الأراضي الإسبانية. واعُتقل مئات الآلاف من الجمهوريين واحِتُجزوا في معسكرات الاعتقال.
بعد سقوط كاتالونيا في فبراير 1939، كانت الحالة العسكرية في الجمهورية الإسبانية بائسة للغاية. وعلى الرغم من أنها كانت ما زالت تملك العاصمة وما يقرب من نحو 30% من الأراضي الإسبانية، فقد فقدت نحو 220,000 جندي، وثاني أكبر مدينة مأهولة بالسكان في البلد، والموارد الصناعية في كاتالونيا. وعلاوة على ذلك، استقال الرئيس «مانويل أثانيا» في 27 فبراير، ثم اعترفت المملكة المتحدة وفرنسا بالحكومة القومية.
كان الجيش الجمهوري يمتلك ما بين 250,000 إلى 500,000 مقاتل، ولكنه كان يمتلك فقط نحو 40 طائرة (ثلاثة طائرات ناتاشا، واثنتان من طائرات كاتوسكا، و25 طائرة تشاتو وموسكا)، والقليل من المدفعية والقليل من الأسلحة الآلية. كان العديد من الجنود غير مسلحين (في ديسمبر 1938، كان الجيش الجمهوري يملك نحو 225,000 بندقية فقط)، وكان يفتقر إلى الأحذية والمعاطف. في مدريد، كان الطعام يكفي لمدة شهرين فقط، ولم يكن هناك ماء، ولا تدفئة، ولا أدوية، ولا ضمادات جراحية. وعلى الجانب الآخر، كان الجيش القومي يضم أكثر من مليون مقاتل في نهاية سنة 1938. من بينهم 35,000 مغربي، 32,000 إيطالي، و 5,000 ألماني، بالإضافة إلى 600 طائرة.
في 16 فبراير، أبلغت القيادة العليا للجيش الجمهوري رئيس الوزراء «خوان نيغرين» بأن مواصلة المقاومة العسكرية أمر مستحيل. إذ رأى معظم أعضاء كل من الجيش الجمهوري، والحزب الاشتراكي العمالي، واتحاد العمال العام، والاتحاد الوطني للعمل؛ أنه من الضروري بدء مفاوضات السلام. ومع ذلك، أراد «نيغرين»، مدعومًا من الحزب الشيوعي، مواصلة القتال؛ وذلك لأن «فرانشيسكو فرانكو» رفض إعطاء أي ضمان ضد القيام بأي أعمال انتقامية، إلى جانب اعتقاد «نيغرين» بقرب حدوث حربًا قارية ضد الفاشية. وعلاوة على ذلك، أراد «نيغرين» تنظيم إجلاء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
في 26 مارس، تقدمت قوات «ياجوي» في «سييرا مورينا». لم تكن هناك مقاومة تذكر، وفي يومٍ واحدٍ استولوا على نحو 200,000 كيلومتر مربع من الأراضي، وأسروا نحو 30,000 سجين. أمرت الخونتا العسكرية جنودها بعدم مقاومة تقدم القوميين، وألقى الجنود الجمهوريون أسلحتهم وتركوا الجبهة. وبحلول 27 مارس، كان القوميون يتقدمون على جميع الجبهات دون مقاومة تذكر. تقدم جنود «سولشاغا» التابعين لمنطقة نبرة، وفيلق «غمبارا» للقوات المتطوعة، وجيش «غارسيا فالينو» التابع لمنطقة المايسترازو؛ من مدينة طليطلة. وفي 28 مارس، استسلم العقيد «برادا»، قائد جيش المركز، للقوات القومية التي احتلت مدريد. وفرّ «كاسادو» وبقية أعضاء الخونتا العسكرية، باستثناء «بيستيرو»، إلى فالنسيا.
في 29 مارس، احتل القوميون جيان وثيوداد ريال وقونكة والباسيتي وساغونتو. تجمع نحو 50,000 لاجئ من الجمهورين في موانئ فالنسيا ولقنت وكارتاخينا وغانديا، ولكن كانت عملية الإجلاء مستحيلة في ظل عدم وجود الأسطول الجمهوري، ولأن الحكومتين الفرنسية والبريطانية رفضتا تنظيم عملية الإجلاء. أقلية فقط هم من تمكنوا من العبور، وذلك بسبب امتلاكهم للأموال اللازمة، وأجْلتهم السفن البريطانية (وكان يُقدر عددهم بنحو 650 إلى أكثر من 3,500)، وكان من بينهم «كاسادو». في 30 مارس، احتل القوميون فالنسيا، واقتحمت قوات «غمبارا» مدينة لَقَنْت، وحاصروا 15,000 لاجئ جمهوري. كان الجنرال الإيطالي «غمبارا» مستعدًا للسماح بإجلاء اللاجئين السياسيين، ولكن في 31 مارس، وصلت القوات القومية، واستولت على السلطة من «غمبارا». ونتيجة لذلك، انتحر العديد من اللاجئين حتى لا يقعوا في قبضة القوميين. في 31 مارس، احتل القوميون ألميريا ومَرسِيَا وكارتاخينا، وسيطروا على جميع الأراضي الإسبانية باستثناء منطقة من ميناء لَقَنْت، حيث تجمع آلاف الجمهوريين الذين كانوا يتوقعون الإجلاء. وشرعوا في تسليم أنفسهم في 31 مارس، ولكن أُجلت العملية إلى الليل. استسلم آخر 2000 شخص في صباح اليوم التالي، وانتحر ما يقرب من 25 شخصًا. وبحلول 1 أبريل 1939، كانت الحرب قد انتهت بالفعل.!!