في مثل هذا اليوم30 مارس1296م..
إدوارد الأول ملك إنجلترا يعزل مدينة بيرويك أبون تويد، خلال النزاع المسلح بين اسكتلندا وإنجلترا.
الملك إدوارد الأول (Edward I) (وستمنستر 17 يونيو 1239- برغ باي سَاندْسْ 7 يوليو 1307م)، والمُلقب بـالساقين الطويلتين (Longshanks) ومطرقة الاسكتلنديين (The Hammer of the Scots). ملك إنجلترا العاشر (1272-1307م)، والابن الأكبر للملك هنرى الثالث (حكم 16-1272) الذي هو ابن الملك جون (حكم1199-1216) الذي خلفَ أخاه الملك ريتشارد الأول قلب الأسد (حكم1189-1199) وكلاهما ابني الملك هنرى الثانى. خلف إدوارد الأول ابنه الملك إدوارد الثاني.
بعد عام 1255 اجتمعت حول إدوارد قوى المقاومة الملكية لتناهض جماعة البارونات التي كان يقودها سيمون دي مونتفورت، والتي حاولت إبعاد مستشاري أبيه الملك هنري وتسلم مقاليد الحكم في إنجلترا.
وبعد صراع طويل هزم إدوارد في لويس بتاريخ 14 أيار من عام 1264، واقتيد أسيراً إلى دوفر، لكنه سرعان ما لاذ بالفرار وأعاد تنظيم قواته وهزم البارونات نهائياً نحو عام 1266 واستقر الأمر للملك هنري الثالث.
وبعد عودة الهدوء إلى إنجلترا التحق إدوارد بـالحملة الصليبية التاسعة (1271- 1272)، لكن وفاة الملك لويس في تونس جعلته يتوجه إلى صقلية حيث أمضى فصل الشتاء. وإبان الحروب الصليبية أبحر إلى عكا ومكث فيها قرابة سبعة عشر شهراً وعاد من هناك عند سماعه نبأ وفاة والده، ولم يصل إلى البلاد إلا بعد سنتين حيث توّج ملكاً في لندن في 19 آب عام 1274.
برز إدوارد في السنوات الست عشرة التالية في الدبلوماسية والقضاء والإدارة. وكانت العلاقات بينه وبين ملك فرنسا قد ساءت نتيجة التعقيدات التي نشأت عن التسوية بين لويس التاسع وهنري الثالث، فاجتمع سنة 1279م بالملك فيليب الثالث ملك فرنسا لتسوية الخلافات بينهما حول منطقة النورماندي، ونجح بين عامي 1286 و 1289 في تهدئة الأوضاع في القارة الأوربية. وأخمد ثورة إمارة ويلز في إنجلترا نحو عام 1283، وأعدم آخر أمرائها المستقلين بتهمة الخيانة، وأتم عمله هناك ببناء القلاع، وإدخال نظام القضاء وقانون العموم الإنكليزي، وأصبح لقب «أمير ويلز» تقليداً يمنح لورثة التاج الإنجليزي الشرعيين.
كان إدوارد قد عقد العزم على إيجاد حكومة مركزية قوية بتعديل قانون العموم الإنكليزي، وأعطى صفة مميزة لقوانين الأملاك غير المنقولة، وعمل على اجتذاب التجار الأجانب بوضع تسوية عاجلة وحازمة لمنازعات الديون، وعلى استعادة الحقوق الملكية الضائعة من النبلاء المغتصبين، كما عمل على تحديد اختصاص المحاكم الملكية المختلفة، والإجراءات الأولية في مجموعة قوانين العدالة بديلاً عن المحاكمة بموجب أعراف قانون العموم التقييدية. ولم تكن قوانين إدوارد موجهة ضد الإقطاع إلا أنها بمجملها وضعت حداً لسيطرة الإقطاع السياسية.
اتسمت السنوات الأخيرة من عهد إدوارد بالكوارث داخل البلاد وخارجها. ففي سنة 1294 ثارت بلاد ويلز مجدداً فأخضعها قبل نهاية الصيف التالي، وفي الوقت نفسه أقامت فرنسا واسكتلندا تحالفاً في وجه إنجلترا. وقبل انقضاء السنة المذكورة اتسعت دائرة الحرب مع فرنسا لتشمل اسكتلندا أيضاً. وأدى الإجهاد المالي المفرط الذي حل بالمملكة إلى انبعاث معارضة البارونات من جديد.
ومع حلول عام 1306 كان الملك العجوز قد نجح في عقد صلح مع فرنسا والانتصار على اسكتلندا، وكبح جماح ثورة نبلائه. لكن ثورة الاسكتلنديين الوطنيين من جديد، اضطرت إدوارد إلى التحرك ثانية لإخمادها. ففاجأه المرض في الطريق ومات في بورغ – أُن – سَندس قرب الحدود.
حمل إدوارد صليب الصليبيين في احتفال في 24 يونيو 1268 مع شقيقه إدموند الأحدب وابن عمه هنري ألمان. كان خصوم إدوارد السابقين مثل إيرل غلوستر من بين الذين انضموا إلى الحملة الصليبية التاسعة على الرغم من أن دي كلير لم يشارك فيها في النهاية. كان أكبر عائق أمام تهدئة الدولة هو توفير التمويل الكافي. قدم الملك لويس التاسع ملك فرنسا الذي كان قائد الحملة الصليبية قرضًا بنحو 17,500 جنيه إسترليني له، لكن ذلك المبلغ لم يكن كافيًا. توجب تحصيل باقي المبلغ من خلال فرض ضريبة على العلمانيين والتي لم تؤخذ منذ عام 1237. أقرَّ البرلمان في مايو 1270 فرض ضريبة قدرها 5% ووافق الملك في المقابل على إعادة تأكيد الوثيقة العظمى وفرض قيود على إقراض اليهود للمال. أبحر إدوارد من دوفر إلى فرنسا في 20 أغسطس. لم يحدد المؤرخون حجم القوة التي اصطحبها معه بشكل أكيد لكن من المحتمل أنَّ إدوارد أخذ معه نحو 225 فارسًا وأقل من ألف رجل.
اعتزم الصليبيون فك الحصار عن المعقل المسيحي المحاصر في عكا، ولكن تحول الملك لويس إلى تونس. قرر لويس وشقيقه شارل أنجو ملك صقلية مهاجمة إمارة تونس لتأسيس معقل في شمال أفريقيا. فشلت الخطة عندما ضرب وباء في 25 أغسطس القوات الفرنسية وأدى إلى مقتل لويس نفسه. كان شارل قد وقّع معاهدة مع الأمير خلال الوقت الذي وصل فيه إدوارد إلى تونس ولم يكن ممكنًا القيام بشيء آخر سوى العودة إلى صقلية. أجّلت الحملة الصليبية حتى الربيع التالي لكن ضربت عاصفة مدمرة ساحل صقلية وثنت شارل وخليفته فيليب الثالث عن إطلاق أي حملة أخرى. قرر إدوارد الاستمرار بمفرده، وصل في 9 مايو 1271 أخيرًا إلى عكا.
أصبح الوضع في الأراضي المقدسة بحلول ذلك الوقت محفوفًا بالمخاطر. سقطت القدس عام 1244 وأُعلنت عكا مركز مملكة بيت المقدس. كانت الدول الإسلامية تتعرض لهجوم من قبل المماليك تحت قيادة بيبرس. وعلى الرغم من أن رجال إدوارد كانوا إضافة مهمة للجيش إلا أنهم لم يمتلكوا أي فرصة تذكر ضد قوات بيبرس المتفوقة، ولم تكن الغارة الأولية على بلدة سانت جورج القريبة في يونيو مجدية. ساعدت رسالة إلى ملك المغول الإلخان أباقا (1234-1282) في شن هجوم على حلب في الشمال مما أدى إلى تشتيت قوات بيبرس. قاد إدوارد في نوفمبر غارة على قاقون والتي كانت تمثل بداية الطريق إلى القدس، لكن الغزو المغولي والهجوم على قاقون فشلا. بدت الأمور الآن سيئة بشكل كبير، وقع هيو الثالث ملك قبرص الذي كان الملك الاسمي لمملكة بيت المقدس في مايو عام 1272 هدنة لمدة عشر سنوات مع بيبرس. مثّل إدوارد تحديًا في البداية، لكن أجبرته محاولة اغتياله والتي قام بها واحد من جماعة الحشاشون في سوريا (ذُكر أنَّ بيبرس قد أرسلهم) في يونيو 1271 على التخلي عن أي حملة أخرى. وعلى الرغم من أنه تمكن من قتل القاتل فقد ضربه في ذراعه بخنجر ومن الممكن أنه تعرض للتسمم، ومرض بشدة خلال الأشهر التالية.!!