في مثل هذا اليوم25 مايو 1946م..
الأمير عبد الله يصبح ملكًا على إمارة شرق الأردن بعد مبايعتة كملك، وتغيير اسم الإمارة إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
عبد الله الأول بن الحسين بن علي الهاشمي (2 فبراير 1882 – 20 يوليو 1951) مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وأول ملوكها. يُعرف بلقب “الملك المؤسس”. أصبح عبد الله أميرًا على إمارة شرق الأردن (الأردن فيما بعد) بعد الثورة العربية الكبرى التي قادها والده الشريف الحسين بن علي ضد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
وُلد في عام 1882 في مكة المكرمة وهو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي الذي أنجب أربعة أبناء: (علي وعبد الله وفيصل وزيد). خلف علي والده كثاني ملوك الحجاز ولكنه تنازل في العام التالي، بينما أصبح فيصل ملكًا على العراق باسم فيصل الأول وعبد الله أميرًا على إمارة شرق الأردن.
تلقّى تعليمه الأساسي في مكة المكرمة وأكمله في إسطنبول، وكان عنده إطلاع واسع على الأدب العربي والتركي، وكان شاعراً وأديباً، ازدهرت في بلاطه المجالسُ الأدبية. كما عُرف عنه تعلقه الشديد بعلوم الدين والتراث وحبه للخيول.
قاد الملك عبد الله الأول القوات العربية إبان الثورة العربية الكبرى تحت الراية الهاشمية مستلهما أفكار والده . ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، حررت الثورة العربية الكبرى دمشق والأردن الحديث ومعظم منطقة شبه الجزيرة العربية. وتولى الملك فيصل عرش سوريا لكنه تخلى عنه بعد معركة ميسلون وتسلم عرش العراق. وفي تموز 1920م احتل الفرنسيون سوريا، وجاءت برقيات استغاثة من السوريين إلى الشريف الحسين بن علي، فأوفد ابنه الأمير عبد الله إلى معان قادما من الحجاز على رأس قوة عسكرية .
أسس الملك عبد الله إمارة شرق الأردن في 21 نيسان 1921م وأقام أول نظام حكومي مركزي في مجتمع معظمه عشائري وبدوي. وطوال السنوات الثلاثين التالية، ركّز على بناء الدولة، ووضع الأطر المؤسسية للأردن الحديث. سعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال بإقامة شرعية ديمقراطية، نتج عنها وضع أول دستور للأردن في عام 1928 عُرف باسم القانون الأساسي، وأُُجريت الانتخابات لأول برلمان في عام 1929م. وخلال هذه العقود الثلاثة أيضاً، عقد الأمير عبد الله سلسلة من المعاهدات بين إنجلترا وإمارة شرق الأردن، كان آخرها في 22 آذار 1946م التي عُرفت بالمعاهدة الإنجليزية – الشرق أردنية والتي أنهت الانتداب البريطاني وحققت لشرق الأردن استقلالا كاملاً، لتصبح الدولة باسم “المملكة الأردنية الهاشمية” في 25 أيار 1946م.
تزوج الملك عبد الله الأول من الملكة مصباح بنت ناصر ورُزقا بالملك طلال والأميرة هيا. كما تزوج من عالية أركان (سوزديل خانم) ورُزقا بالأمير نايف والأميرة مقبولة والأميرة منيرة.
اغتيل الملك عبد الله عند مدخل المسجد الأقصى بالبلدة القديمة في القدس بينما كان يهم لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. قام القاتل بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قريبة حيث كان مختبئا خلف البوابة الرئيسية للمسجد وقتل على الفور برصاص الحرس الشخصي للملك. نقل جثمان الملك عبد الله إلى عمان ودفن في المقابر الملكية .
خاض الأمير عبد الله حروب الاستقلال بعد مفاوضات شاقة وطويلة مع بريطانيا، انتهت بتوقيعه وثيقة الاستقلال في قصر رغدان يوم 25 أيار 1946 والتي تضمنت إعلان الأردن حكومةً مستقلة استقلالاً تاماً وذات حكم ملكي وراثي، والمناداة بالأمير عبد الله ملكاً دستورياً للبلاد بلقب ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وتعديل القانون الأساسي الذي صدر على إثره الدستور الثاني عام 1947.
وانطلاقاً من مبادئ الثورة العربية القائمة على الوحدة والحرية والاستقلال، حرص على إقامة علاقات أردنية – عربية قائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمصالح المشتركة وخاصة مع مصر وسوريا والعراق والسعودية، تمثلت المبادئ العربية للأمير عبد الله في طرحه للمشاريع القومية كمشروع سوريا الكبرى، كما دعم الثورة السورية الكبرى، وكان في طليعة الموقّعين على ميثاق الجامعة العربية عام 1945، وحضرَ مؤتمر أنشاص في مصر عام 1946، وأبدى الموافقة على مشروع الهلال الخصيب، وحافظ على عروبة القدس خلال حرب عام 1948، حيث قدم أبناءُ الجيش العربي أرواحهم فداءً للقدس وفلسطين. كما أُعلن في عهده عن قرار وحدة الضفتين في 24 أبريل 1950.
اغتياله:
عُرف عن الملك عبد الله الأول تردده المنتظم على المسجد الأقصى للمشاركة في أداء الصلاة، وفي يوم الجمعة 20 يوليو 1951، وبينما كان يزور المسجد الأقصى في القدس لأداء صلاة الجمعة قام رجل يدعى مصطفى شكري عشو وهو خياط من القدس يبلغ من العمر 21 عاما باغتياله، حيث أطلق ثلاث رصاصات إلى رأسه وصدره، وكان حفيده الأمير الحسين بن طلال إلى جانبه وتلقى رصاصة أيضاً ولكنها اصطدمت بميدالية كان جده قد أصر على وضعها عليه، مما أدى إلى إنقاذ حياته. ورغم أنه لم يتبين شيء في التحقيقات إلا أنه كان يعتقد أن سبب ذلك هو التخوف من إمكانية قيام الملك عبد الله بتوقيع اتفاقية سلام منفصلة مع إسرائيل.
اتُهم عشرة أفراد بالتآمر والتخطيط للاغتيال وحوكموا في عمّان، وقد قال الإدعاء في مرافعاته أن العقيد عبد الله التل حاكم القدس العسكري والدكتور موسى عبد الله الحسيني كانا المتآمرين الرئيسيين، وقد قيل وقتها بأن العقيد عبد الله التل كان على اتصال مباشر مع المفتي السابق للقدس أمين الحسيني وأتباعه في القسم العربي من فلسطين.
وأصدرت المحكمة حكماً بالإعدام على ستة من العشرة وبرأت الأربعة الباقين، وقد صدر حكم الإعدام غيابياً على العقيد عبد الله التل وموسى أحمد أيوب وهو تاجر خضار وذلك بعد هروبهم إلى مصر مباشرة بعد عملية الاغتيال. كما تمت إدانة موسى عبد الله الحسيني وزكريا عكة وهو تاجر مواشي وجزار، وعبد القادر فرحات وهو حارس مقهى وجميعهم مقدسيون.
قام عبد الرحمن عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك بالتوجه إلى عمان فورا للتعبير عن حزنه وعزائه بفقدان الملك عبد الله قائلا:” الملك عبد الله خدم الدول العربية طوال حياته والاغتيال جريمة يدينها كل دين”.!!