في مثل هذا اليوم30 يونيو1960م..
إستقلال الكونغو كينشاسا عن بلجيكا.
جمهورية الكونغو الديمقراطية (بالفرنسية: République démocratique du Congo أو RD Congo) وتُسمى أيضًا كونغو كينشاسا، أو الكونغو، وعُرفت تاريخيًّا باسم زائير، هي دولة تقع في وسط أفريقيا. وهي أكبر الدُّول مساحةً في أفريقيا جنوب الصحراء، وثاني أكبر دولة في القارة الأفريقية (بعد الجزائر)، والحادية عشر في العالم. تعدّ جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر دولة ناطقة بالفرنسية من حيث عدد السكان في العالم، وهي ثالث أكثر الدول الأفريقية اكتظاظًا بالسكان (بعد نيجيريا وإثيوبيا)، والرابعة عشر في العالم. وهي عضو في الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز والاتحاد الأفريقي وكوميسا. لم يزل شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 2015 مسرحًا لنزاعٍ مسلح في كيفو.
سكن البشر الباحثون عن الطعام المنطقة التي تقع فيها جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل 90 ألف سنة، وتمركزوا حول حوض الكونغو، ثم بلغ توسع البانتو المنطقة قبل نحو 3 آلاف سنة. وفي الغرب، حكمت مملكة الكونغو المنطقة المحيطة بمصب نهر الكونغو خلال الفترة الممتدة من القرن الرابع عشر إلى القرن التاسع عشر. أمّا في الشمال الشرقي ووسط وشرق الكونغو فحكمت ممالك أزاندي ولوبا ولوندا المنطقة من القرنين السادس عشر والسابع عشر حتى القرن التاسع عشر.
بدأ الاستكشاف الأوروبي لحوض الكونغو في سبعينات القرن التاسع عشر قبيل بدء التدافع على أفريقيا، وكان أول من قاده المستكشف هنري مورتون ستانلي تحت إشراف ليوبولد الثاني ملك بلجيكا. حاز ليوبولد رسميًّا على امتياز استملاك منطقة الكونغو في مؤتمر برلين عام 1885 وجعل الأرض ملكيته الخاصة، وسمّاها دولة الكونغو الحرة. في أيام الدولة الحرة، أجبرت وحداته العسكرية الاستعمارية المُسماة «القوات العامة» السكان المحليين على إنتاج المطاط. من عام 1885 إلى 1908، ماتَ ملايينُ الكونغوليين نتيجة للوباء والاستغلال. في عام 1908، تنازل ليوبولد، بعد ممانعة منه، عن الدولة الحرة لبلجيكا، وأصبح اسمها عندئذ الكونغو البلجيكية.
استقلّت الكونغو عن بلجيكا في 30 يونيو 1960 تحت اسم «جمهورية الكونغو». انتُخب الزعيم الوطني الكونغولي باتريس لومومبا أوّلَ رئيسٍ للوزراء، وجوزيف كازافوبو أوّلَ رئيس للجمهورية. نشأ صراع على إدارة المنطقة، عُرف باسم أزمة الكونغو. حاولت مقاطعة كاتانغا تحت حكم موييس تشومبي ومقاطعة جنوب كاساي، الانفصال عن الجمهورية. بعد رفض الأمم المتحدة والحكومات الغربية طلبات لومومبا للدعم، صرّح بأنه مستعد لقبول مساعدة أي دولة في الأزمة حتى الاتحاد السوفييتي، وهنا تنبهت الولايات المتحدة وبلجيكا وأشرفتا على إزالته من منصبه على يد كازافوبو في الخامس من سبتمبر وإعدامه على يد قوات كاتانغية لها قيادة بلجيكية بتاريخ 17 يناير عام 1961.
في 25 نوفمبر عام 1965، اعتلى قائد الجيش جوزيف ديزيري موبوتو السلطة بانقلاب عسكري، وغيّر اسمه بعد ذلك إلى موبوتو سيسي سيكو. وفي عام 1971، غيّر اسم البلاد إلى زائير. وهكذا أُديرت الكونغو في تلك الفترة تحت نظام الحزب الواحد، إذ كان حزب حركة الثورة الشعبية الحزب القانوني الوحيد. دعمت الولايات المتحدة حكومة موبوتو دعمًا كبيرًا، بسبب موقفها المناوئة للشيوعية إبان الحرب الباردة. في أوائل تسعينات القرن العشرين، بدأ الضعف يستشري في حكومة موبوتو. كان لتزعزع استقرار المنطقة الشرقية جراء الإبادة الجماعية الرواندية عام 1994، وتهميش حقوق سكان بانيامولنج الشرقية (وهم روانديون كونغوليون من إثنية التوتسي) أن أدّى إلى شن رواندا خلال عهد الجبهة الوطنية الرواندية التوتسية لغزو، وهو ما أشعل فتيل حرب الكونغو الأولى.
في 17 مايو 1997، أصبح لوران ديزيري كابيلا، وهو قائد لقوات توتسية من مقاطعة جنوب كيفو، رئيسًا بعد أن هرب موبوتو إلى المغرب، وأعاد اسم الدولة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية. أدت التوترات بين الرئيس كابيلا والوجود الرواندي والتوتسي إلى اندلاع حرب الكونغو الثانية التي بدأت عام 1998 وانتهت عام 2003. في النهاية، اشترك في الحرب تسع دول أفريقية ونحو عشرين مجموعة مسلحة، وهو ما أدى إلى موت 5.4 مليون نسمة. دمرت الحربان البلاد. اغتيل الرئيس كابيلا على يد أحد مرافقيه في 16 يناير عام 2001، وخلفه بعد ستة أيام ابنه جوزيف، الذي بقيت حقوق الإنسان في البلاد في حكمه متردية وحدثت انتهاكات كثيرة منها الاختفاء القسري والتعذيب والسجن الاعتباطي وتقييد الحريات المدنية، وفقًا لما أوردته منظمات غير ربحية.
جمهورية الكونغو الديمقراطية غنية جدًّا بالموارد الطبيعية ولكنها عانت من الاضطراب السياسي، وسوء البنى التحتية، والفساد، وقرون من الاستغلال التجاري والاستعماري، مع تطور عام قليل. إلى جانب العاصمة كينشاسا، المدينتان الكبريان بعدها لبومباشي ومبوجي-مايي، هي مجتمعات تعدين. أكثر بضائع الجمهورية تصديرًا هي المعادن الخامة، وتستورد الصين أكثر من 50% من البضائع المصدرة من جمهورية الكونغو الديمقراطية بحسب تقديرات عام 2012. احتلت جمهورية الكونغو الديمقراطية المرتبة السادسة والسبعين بعد المئة «176 من أصل 187» دولة على مؤشر التنمية البشرية في عام 2016. في عام 2018، هاجر نحو 600 ألف كونغوليّ إلى الدول المجاورة هربًا من النزاعات في وسط البلاد وشرقها. يواجه مليونا طفل خطر الموت جوعًا، وقد هجّر النزاع المسلح 4.5 مليون شخص.!!