فى مثل هذا اليوم11 سبتمبر1973م..
انقلاب عسكري في تشيلي بقياده قادة الجيش وعلى رأسهم أوغستو بينوشيه يطيح بالرئيس سلفادور أليندي، وأدى الانقلاب إلى مقتله بظروف غامضة في القصر الجمهوري المحاصر.
كان انقلاب تشيلي عام 1973 لحظة فاصلة في كل من تاريخ تشيلي والحرب الباردة. بعد فترة طويلة من الاضطرابات الاجتماعية والتوتر السياسي بين كونغرس تشيلي الذي تسيطر عليه المعارضة، والرئيس الاشتراكي سلفادور أليندي، فضلًا عن الحرب الاقتصادية التي أمر بها الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، أسقطت القوات المسلحة والشرطة الوطنية حكم سلفادور أليندي.
أطاح الجيش بحكومة تحالف الوحدة الشعبية المناصر لحكم أليندي، وأنشأ في ما بعد مجلسًا عسكريًا علّق جميع النشاطات السياسية في تشيلي، وقمع الحركات اليسارية، وخاصةً الأحزاب الشيوعية والاشتراكية وحركة اليسار الثوري. صعد قائد جيش حكومة أليندي أوغستو بينوشيه إلى السلطة العليا بعد مرور عام على الانقلاب، وتولى السلطة رسميًا في أواخر عام 1974. اعترفت إدارة نيكسون، التي عملت على تهيئة ظروف الانقلاب، على الفور بحكومة المجلس العسكري ودعمته في توطيد سلطته.
خلال الغارات الجوية والهجمات البرية التي سبقت وقوع الانقلاب، ألقى أليندي خطابه الأخير الذي تعهد فيه بالبقاء في القصر الرئاسي، ورفض عروض الممر الآمن في حال اختياره المنفى بدلًا من المواجهة. تتفق روايات شهود العيان المباشرين عن وفاة أليندي على أنه قتل نفسه في القصر.
قبل الانقلاب، احتُفي بتشيلي على أنها منارة للديمقراطية والاستقرار السياسي لعقود من الزمن، وهي الفترة التي شهدت ابتلاء بقية دول أمريكا الجنوبية بالطغمات العسكرية والحكم الدكتاتوري (الكوديلو). أدى انهيار الديمقراطية التشيلية إلى إنهاء سلسلة من الحكومات الديمقراطية في تشيلي، والتي أجرت انتخابات ديمقراطية منذ عام 1932. وصف المؤرخ بيتر وين انقلاب عام 1973 بأنه واحد من أكثر الأحداث عنفًا في تاريخ تشيلي. استمرت حركة التمرد الضعيفة ضد نظام أوغستو بينوشيه داخل تشيلي من قبل عناصر متعاطفة مع حكومة أليندي السابقة. أعقب الاستفتاء العام الذي حظي بدعم دولي في عام 1988، تحت رعاية الديكتاتورية العسكرية، انتقال سلمي إلى حكومة مدنية منتخبة.
اقتحم الجيش القصر الرئاسي تحت قصف كثيف من سلاح الطيران يوم 11 سبتمبر/أيلول 1973، واستقر الأمر لنظام عسكري دكتاتوري بقيادة بينوشيه. ماتَ أليندي في ظروف غامضة، وساد اعتقاد بأنه تمت تصفيته بأمر من الاستخبارات الأميركية التي لم تكن بعيدة عما حدث، لكن تحقيقا أُجري عام 2011 رجح فرضية انتحار أليندي في مكتبه بعد تأكده من نجاح الانقلاب العسكري.!!