فى مثل هذا اليوم 7نوفمبر 1985م..
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يعلن من القاهرة إدانته لكل أشكال الإرهاب، لكنه يجدد تأكيده على حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على أرضهم.
كان الشعب الفلسطيني، وما يزال، يناضل في سبيل تحرير أرضه المحتلة وممارسة حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته، كشرط لازم لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، تتعايش في ظله جميع شعوبها متحررة من أعمال الإرهاب والقهر.
ورغم المتغيرات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة، خاصة في السنوات الأخيرة بدءاً بالعدوان الإسرائيلي على المنظمة في بيروت (لبنان) العام 1982، والغارة الإسرائيلية على تونس لضرب مقار المنظمة العام 1985، فقد ظل الشعب الفلسطيني المناضل متمسكاً بالسلام، ساعياً لتهيئة المناخ في المنطقة وعلى الصعيد الدولي للتسوية السلمية العادلة.
وقد قطعت المنظمة شوطاً متقدماً على هذا الطريق، على مراحل بالغة الأهمية:
– قمة فاس العربية التي عقدت العام 1982 وحسمت اختيار جميع الأطراف العربية، بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، بالسلام بضمان مجلس الأمن وفي ظل الشرعية الدولية تلك القرارات التي تأكدت في قمة الدار البيضاء [العام] 1985م.
– إعلان جنيف الخاص بالمؤتمر الدولي لفلسطين العام 1983، الذي أكد حق كل الدول في المنطقة في الوجود ضمن حدود آمنة ومعترف بها دولياً، بما فيها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره فوق أرضه وإقامة دولته الفلسطينية.
– الاتفاق الأردني – الفلسطيني الموقع في 11 شباط [فبراير] 1985، الذي ترجم خصوصية العلاقة والتزامهما بمسيرة واحدة وتصور مشترك للهدف والوسيلة.
– التمسك المستمر بصيغة المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، الذي يحضره الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وكذلك باقي الأطراف الأخرى المعنية في المنطقة بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي إطار السعي لتحقيق تسوية سلمية عادلة، وانطلاقاً من نضال المنظمة، بجميع الوسائل المشروعة لاستعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وحرياته الأساسية، فإن المنظمة تدين كل انتهاك لحقوق الإنسان، خاصة حقه في الحياة والأمن، ومن تفرقة على أساس العقيدة أو الجنس أو اللون.
ودفعاً للجهود المبذولة لعقد المؤتمر الدولي للسلام، تعلن المنظمة شجبها وإدانتها لجميع عمليات الإرهاب، سواء تلك التي تتورط فيها الدول أو التي يرتكبها أفراد أو جماعات ضد الأبرياء والعزل في أي مكان.
وتؤكد منظمة التحرير الفلسطينية قرارها الصادر في العام 1974 بإدانة جميع العمليات الخارجية وكل أشكال الإرهاب، وتؤكد، مجدداً، التزام جميع فصائلها ومؤسساتها هذا القرار، وأن المنظمة سوف تتخذ ابتداء من اليوم، كافة الإجراءات الرادعة بحق المخالفين.
ونظراً لأن الالتزام لا يتحقق من جانب واحد، فعلى المجتمع الدولي أن يلزم إسرائيل بوقف جميع الأعمال الإرهابية في الداخل والخارج.
وتؤكد، المنظمة، في هذا السياق، تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه بكل السبل المتاحة بهدف تحقيق الانسحاب من هذه الأراضي، لأن حق مقاومة الاحتلال الأجنبي حق مشروع لا يمكن إنكاره في ظل ميثاق الأمم المتحدة الذي دعا إلى نبذ استخدام القوة أو التهديد بها لتسوية المنازعات واعتبر اللجوء إلى القوة خرقاً لمبادئه وأهدافه. ويتأكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال في الأرض المحتلة بالقرارات العديدة التي صدرت عن منظمة الأمم المتحدة، والأحكام الواردة في اتفاقيات جنيف.
إن الأحداث تؤكد قناعة المنظمة بأن العمليات الإرهابية التي ترتكب في الخارج تسيء إلى قضية الشعب الفلسطيني وتشوه كفاحه المشروع في سبيل الحرية، ومن جهة أُخرى فإنها ترسخ اعتقادها بأن إنهاء الاحتلال ووضع حد لسياساته هو السبيل الوحيد لإقرار الأمن والسلام في المنطقة.
وتناشد م.ت.ف. كافة القوى المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم أن تقف إلى جانبها وهي تتخذ هذه الخطوة للإسهام في تخليص العالم من ظاهرة الإرهاب، وتحرير الأفراد من الخوف ووقايتهم من الخطر، لأن هدفنا في النهاية هو تحقيق السلام العادل والشامل والدائم بما يضمن إقرار الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني من أجل إقامة المجتمع الآمن في كل مكان.
المصدر: “شؤون فلسطينية”. العدد 152-153 (تشرين الثاني/ نوفمبر – كانون الأول/ ديسمبر 1985)، ص 100-101