في مثل هذا اليوم22 نوفمبر1990م..
رئيسة وزراء المملكة المتحدة مارغريت ثاتشر والملقبة بالمرأة الحديدية تقدم استقالتها من منصبها إلى الملكة إليزابيث الثانية.
مارجريت تاتشر رئيسة وزراء المملكة المتحدة والملقبة بالمرأة الحديدية، ولدت تاتشر في مدينة “غراندام” شرق بريطانيا في 13 أكتوبر عام 1925 من والد كان يعمل تاجرا للمواد الغذائية ومن أم تعمل في خياطة الملابس وترعرعت في عائلة متواضعة ومتدينة ومحبة للعمل.
تقدمت باستقالتها من منصبها إلى الملكة إليزابيث الثانية في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر عام 1990، وكانت لقبت بالمرأة الحديدية بسبب اتباعها سياسية اقتصادية ليبرالية محضة وصراعها ضد نقابات العمال.
وقامت تاتشر بخصخصة كبرى الشركات البريطانية، ورحلت وتركت الشعب البريطاني منقسم بشأنها، فهناك من يكن لها حبا كبيرا وهناك من يكرهها، وتوفيت مارجريت تاتشر عن عمر يناهر 87 عاما، في 8 أبريل 2013 عن عمر يناهز 87 سنة.
لقبت “بالمرأة الحديدية” بسبب السياسة الاقتصادية “العنيفة” التي اتبعتها في تسيير شئون بريطانيا، عندما كانت رئيسة للوزراء من 1979 حتى1990، وهي المرأة الوحيدة ببريطانيا التي ترأست حزب المحافظين من 1975 إلى 1990، كما هي أيضا المرأة الوحيدة التي قلدت منصب رئيسة الحكومة في بريطانيا.
باشرت تاتشر دراساتها الجامعية في 1943 حين التحقت بمعهد الكيمياء بجامعة أكسفورد ببريطانيا قبل أن تغير مسارها الدراسي وتلتحق بمعهد الحقوق لتعمل بعد ذلك كمحامية، عرفت بجرأتها السياسية وبسياستها الاقتصادية الليبرالية، فبعد وصولها إلى الحكم في 1979، نفذت سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية، أقل ما يقال عنها أنها كانت جريئة ولم تكن مقبولة كلها من قبل الرأي العام البريطاني، خاصة من نقابات العمال.
وقامت بخصخصة كبرى الشركات البريطانية، مثل تلك العاملة في مجال الفحم وقلصت من العلاوات الاجتماعية التي كانت تتقاضاها العائلات، خاصة الفقيرة والمتوسطة، فيما سمحت للأغنياء وأرباب العمل بالاستثمار بسهولة وعلى خلفية القوانين المالية والاقتصادية الجديدة التي قامت بتمريرها في البرلمان والداعمة للنظام الليبرالي.
قادت تاتشر في 1984 و1985 حربا بلا هوادة ضد النقابات البريطانية التي نظمت مظاهرات شعبية للتنديد بسياستها الليبرالية، لكن رغم التعبئة الكبيرة إلا أن تاتشر انتصرت في مواجهتها مع العمال وذلك بفضل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها حكومتها لإنهاء الإضراب.
وكانت تاتشر دائما تقول إنه من غير المعقول أن يمنع أحد البريطانيين الذي يريد ممارسة أولى حقوقه السياسية والاقتصادية وهو العمل من هذا الحق، وفي 1982، بينما كان الاقتصاد البريطاني يمر بمشكلات صعبة، قررت تاتشر الدخول في حرب طويلة ومكلفة ضد الأرجنتين من اجل استرجاع جزر الملاوين التي استولت عليها بيونس آيرس.
وبعد جهد حربي كبير، ربحت تاتشر الحرب، ما رفع رصيدها السياسي لدى النواب المحافظين وغالبية البريطانيين، وأدى إلى إعادة انتخابها للمرة الثانية رئيسة للحكومة البريطانية في 1983، واستمرت خلال عهدتها الثانية بتنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية مهمة، فقامت مثلا بخصخصة عدة شركات وطنية كبرى ومعروفة على المستوى العالمي مثل اتصالات بريطانيا” وشركة ” رولس رويس” لصناعة السيارات الفخمة والخطوط الجوية !!