فى مثل هذا اليوم 3ديسمبر1882م..
بدء محاكمة زعماء الثورة العرابية في مصر.
يمر اليوم 142 عامًا على بدء محاكمة زعماء الثورة العرابية في مصر، إذ بدأت في مثل هذا اليوم 3 ديسمبر من عام 1881، فقد تم اعتقل زعماء الثورة العرابيَّة، واعتقل أيضًا كثيرون من الضباط، وأُلقوا في السجون رهن التحقيق والمحاكمة، بتهمة عصيان الخديو.
ووضعت الحكومة يدها على جميع زعماء الثورة، ماعدا السيد عبد الله نديم، فإنه اختفى عن الأنظار ولم تستطع عيون الحكومة أن تعرف مقرَّه، وقُبض على كبار الضباط المعروف عنهم التشيع لعرابي أو الذين اشتركوا في حوادث الثورة، وغصت السجون بكبار المعتقلين منهم: عرابي باشا، ومحمود باشا سامي البارودي، ومحمود فهمي باشا، ويعقوب سامي باشا، وعبد العال حلمي باشا، وعلي فهمي باشا، وطلبة باشا عصمت (السبعة الزعماء)، وحسن باشا الشريعي وزير الأوقاف في وزارتي راغب والبارودي، وعبد الله باشا فكري وزير المعارف في وزارة البارودي، حسب ما قال عبد الرحمن الرافعي في كتابه “الزعيم الثائر أحمد عرابى”.
وقد حوكم عرابي وصحبه أمام محكمة عسكرية مصرية بتهمة عصيان الخديو، واهتم بأمره منذ القبض عليه المستر ولفرد بلنت المستشرق الإنجليزي، الذي ناصره منذ ابتداء الحركة والمشهور بمناصرته لمصر والمصريين، وسعى جهده في إنقاذ عرابي من الإعدام، ولم يكن هذا المسعى من صالح عرابي في شيء؛ لأن حياته في الواقع لم تكن لها قيمة بعد الهزيمة، وقد اختار له المستر بلنت باتفاقه مع السلطات الإنجليزية اثنين من المحامين الإنجليز، وهما المستر برودلي والمستر نابيه، للدفاع عنه أمام المحكمة العسكرية.
واستقر رأي الإنجليز على أن يقدَّم عرابي وصحبه أمام المحكمة العسكرية بتهمة عصيان الخديو، واستبعاد تهمة مذبحة الإسكندرية وتهمة إحراقها، وأن يعترفوا بجرمهم، وأن يستبدل الخديو بحكم الإعدام النفي المؤبد، وأن يصدر بعد ذلك مرسوم بمصادرة أملاكهم مع عدم المساس بأملاك زوجاتهم، وأن تقرر الحكومة لكل منهم معاشًا يفي بحاجتهم مع حرمانهم رتبهم وألقابهم، فارتضى العرابيون هذا المصير.
أما عن كواليس تنفيذ الحكم في عرابي وزملائه فقد اختارت الحكومة الإنجليزية جزيرة “سيلان” بالهند منفًى للزعماء السبعة، فاجتمعوا في سجن الدائرة السنية يوم 13 ديسمبر، ليتداولوا في تجهيز معدات الرحيل و25 ديسمبر نفذ في الزعماء حكم التجريد من رتبهم وألقابهم، بأن جمعوا في الساعة الثانية بعد ظهر ذلك اليوم في ساحة “قصر النيل” وتلا عليهم علي غالب باشا وكيل وزارة الحربية أوامر التجريد، وأعدت الحكومة لرحيل الزعماء الباخرة مريوتس “مريوط” وهي باخرة إنجليزية حمولتها 1400 طن، استأجرتها خصيصًا لنقل الزعماء وذويهم وحاشيتهم إلى جزيرة سيلان، وأنزلتهم فيها بالدرجة الأولى، وعهدت إلى الكولونل موريس بك ـ وهو ضابط إنجليزي كان في خدمة الحكومة ـ أن يرافقهم حتى يصلوا إلى منفاهم.!!!!!!!!