في مثل هذا اليوم 18 ديسمبر 1914م..
إنجلترا تعلن الحماية على مصر وتخرجها من تحت جناح الدولة العثمانية.
في أعقاب اندلاع الحرب العالمية الأولى، قامت بريطانيا بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني (ابن الخديوي توفيق)، والذى كان يحكم مصر بدءًا من 8 يناير 1892، ونصبت بدلًا منه عمه حسين كامل (ابن الخديوي إسماعيل المولود عام 1853)، ثم أعلنت وضع مصر تحت حمايتها، وإنهاء السيادة العثمانية عليها، في مثل هذا اليوم من عام 1914، وأصبح اللقب الرسمي لحاكم مصر “السلطان” كتأكيد لخروجها من السيادة العثمانية.
وجاء في قرار إعلان الحماية البريطانية على مصر:
“إن وزير خارجية جلالة ملك بريطانيا يعلن أنه نظرًا لحالة الحرب الناشئة عن عمل تركيا ، فقد وضعت مصر تحت حماية صاحب الجلالة، وسوف تصبح من الآن فصاعدًا تحت الحماية البريطانية”.
وبذلك انتهت سيادة تركيا على مصر، وسوف تتخذ حكومة جلالة الملك جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصر وحماية سكانها ومصالحها، وعندما نشبت الحرب، عهد بحماية مصر إلى جيش الاحتلال البريطاني، بينما اضطلع الجيش المصري متعاونًا مع الحامية البريطانية الصغيرة في الخرطوم بمسئولية الأمن في السودان ، ولقد قام جنود السودان بمساعدة فعالة في أثناء الحرب، ووضعت مخازن الجيش، ومستشفياته وإدارات ذخائره تحت تصرف الحاميات المصرية.
وكان من نتائج إعلان الحماية على مصر:
– إنهاء السيادة العثمانية على مصر حيث كانت مصر قبل الإعلان ولاية تابعة للدولة العثمانية.
– إلغاء نظارة الخارجية المصرية.
– تسخير إمكانيات مصر الاقتصادية لخدمة الوجود العسكري البريطاني، مما زاد من معاناة الشعب المصري وخاصة الطبقة الكادحة من العمال والفلاحين.
وانتهت الحماية البريطانية على مصر بموجب تصريح 28 فبراير 1922، فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تألف الوفد المصري للسفر إلى بريطانيا لمناقشة المسألة المصرية، وحيث إن مطالبه قد قوبلت بالتسويف، فلجأ إلى إثارة الرأي العام ضد بريطانيا، وقد أدى ذلك إلى إلقاء القبض على سعد زغلول، وزملائه الثلاثة فاندلعت ثورة 1919 م، وبعد أن هدأت الثورة أوفدت إنجلترا “لجنة ملنر” التي قاطعها الوفد، نتيجة إصرار الحكومة البريطانية على عدم إلغاء الحماية البريطانية، إلا إذا اعترفت مصر رسميًا بكل ما تدعيه بريطانيا من مصالح لها في مصر، ونتيجة لعدم قبول الشعب المصري لهذا الشرط أعلنت بريطانيا من جانب واحد إنهاء الحماية، واستقلال مصر بمقتضى تصريح 28 فبراير 1922، وقد نص هذا التصريح على انتهاء الحماية البريطانية على مصر، وتكوين دولة مستقلة ذات سيادة، إلا أن التحفظات الأربعة التي أعطت إنجلترا لنفسها حق توليها لم تغير كثيرًا من حقيقة الاحتلال.
وجاء في تصريح 28 فبراير سنة 1922:
بما أن حكومة جلالة الملك عملًا بنواياها التي جاهرت بها، ترغب في الحال في الاعتراف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة، وبما أن للعلاقات بين حكومة جلالة الملك وبين مصر، أهمية جوهرية للإمبراطورية البريطانية، فبموجب هذا تعلن المبادئ الآتية:
انتهت الحماية البريطانية على مصر وتكون مصر دولة مستقلة ذات سيادة.
حالما تصدر حكومة عظمة السلطان قانون تضمينات (إقرار الإجراءات التي اتخذت باسم السلطة العسكرية) نافذ الفعل على جميع ساكني مصر تلغى الأحكام العرفية التي أعلنت في 2 نوفمبر سنة 1914.
إلى أن يحين الوقت الذي يتسنى فيه إبرام اتفاقات بين حكومة جلالة الملك، وبين الحكومة المصرية فيما يتعلق بالأمور الآتي بيانها، وذلك بمفاوضات ودية غير مقيدة بين الفريقين، تحتفظ حكومة جلالة الملك بصورة مطلقة بتولي هذه الأمور وهى: تأمين مواصلات الإمبراطورية البريطانية في مصر، والدفاع عن مصر من كل اعتداء أو تداخل أجنبي بالذات أو بالواسطة، وحماية المصالح الأجنبية في مصر، وحماية الأقليات.!!!!!!!!!!