القرّاؤون ( السَفّاكون ) ..
بعلى مَقرا ..
د.علي أحمد جديد
” القراؤون ” ، طائفةٌ من طوائف اليهود ، كانت حاخاماتها في الأصل من طائفة اليهود الفِرُيسين . ينبذون ” التلمود ” اليهودي المعروف ويتطرفون في التمسك بالتشريعات التوراتية التي جاء بها كبير أنبياء بني إسرائيل ” موسى ” عليه السلام ، ويلتزمون تأدية طقوس السبت وتقديسها ، حيث يُقَطِّعون خبزهم في الليل ويجهِّزون طعامهم ، ثم يتحلّقون لترديد ابتهالاتهم للربّ كما جاءت في نصوص ( مزامير داود ) من التوراة العبرانية ، ولايشعلون ناراً ولايضيئون نوراً في بيوتهم حتى ينقضي السبت كله . وكان اسم طائفتهم ” القراؤون ” من لفظٍ عبراني في أصله ( مقراه ) ، أي (الرسالة أو الدعوة) ، وتلفظه اليهود الفرنسيون ( L,Ecriture ) أي الكتابة ، ويَعنونَ بها “مايتوجب قراءته من الكتاب” . وقد نشطوا في العراق أيام الخليفة العباسي ” أبو جعفر المنصور ” الذي استعان بهم في بناء عاصمته الجديدة ( بغداد ) وفي تنظيم شوارعها وحدائقها . ويُقِرُّ القَرّاؤون الاجتهادات الكهنوتية التي تتناول تأويل أسفار التوراة العبرانية وشرح نصوصها لأنها تؤدي إلى تصحيح ماتم إدخاله على التشريعات الموسوية ـ كما يعتقدون ـ من خلال “التلمود” وشروحاته في “مِشناه و جِمارا” والتي باتت من أساسيات الديانة اليهودية والتي تتقدم على التشريعات التوراتية نفسها . ويَعتبرُ القراؤون اليهود طائفتَهم حركةَ إصلاحٍ كهنوتي تحفظ انتماءهم الأساسي للتشريعات التوراتية ، وشعارهم الإصلاحي الذي يتمسكون به هو :
” التوراة دستورنا و موسى قائدنا ” .
=============
من كتابي :
” القَبَّالَة و طوائف اليهود ” .