في مثل هذا اليوم28 يوليو1402م..
الخاقان المغولي تيمورلنك ينتصر على العثمانيين في معركة أنقرة.
معركة أنقرة (بالتركية العثمانية: أنقره محاربەسی)(بالتركية: Ankara Muharebesi)، وقعت بين الدولة العثمانية والدولة التيمورية إما في يوم الجمعة 19 من ذي الحجة سنة 804هـ الموافق 20 يوليو/تموز 1402م، أو في يوم الجمعة 27 من ذي الحجة 804هـ الموافق 28 يوليو/تموز 1402م على أرجح الأقوال مع اختلاف في المصادر. وذكر تقي الدين المقريزي وابن إياس الحنفي أن القتال صار يوم الأحد 5 من المحرم 805هـ وهو يوافق الجمعة 4 أغسطس/آب 1402م. تشمل المصادر الأخرى عدة تواريخ قريبة، منها يوم الثلاثاء 19 ذو القعدة الموافق 20 يونيو/حزيران أو الجمعة 13 ذو الحجة الموافق 14 يوليو/تموز أو الخميس 19 ذو الحجة الموافق 20 يوليو/تموز أو الخميس 26 ذو الحجة الموافق 27 يوليو/تموز أو السبت 28 ذو الحجة الموافق 29 يوليو/تموز من نفس العام، بل ظهرت روايات تُشير إلى أن السنة الهجرية كانت 805هـ بدلاً من 804هـ وذلك يوم الثلاثاء 1 محرم 805هـ الموافق 1 أغسطس/آب 1402م أو السبت 5 محرم 805هـ الموافق 5 أغسطس/آب 1402م، ويتّضح من بين هذه الروايات المتعددة أن هناك إجماعًا على السنة الميلادية 1402م، كما يتّضح أن الغالبية العظمى من المراجع تتفق على أن المعركة وقعت في شهر ذي الحجة من سنة 804هـ، وهو الشهر الذي وافق شهر يوليو/تموز 1402م. أما بخصوص تحديد اليوم، فإن النقطة المرجعية الوحيدة تفيد بأن المعركة وقعت في يوم جمعة، وذكر ذلك كل من المؤرخين: عاشق باشا زاده، لطفي باشا، عروچ باي، خوجة سعد الدين، وعلي جلبي.
هي أكبر معارك القرون الوسطى من حيث حجم الجيشين والنتائج. جرت أحداث المعركة في سهل چوبوك (بالتركية العثمانية: چبوق اوەسى)(بالتركية: Çubuk Ovası) إلى الشمال الشرقي من أنقرة بين قوات القائد المغولي الأمير تيمورلنك بن طرقاي (9 أبريل/نيسان 1336م – 19 فبراير/شباط 1405م)، الفاتح المغولي التركي المتجبر الذي أسس الإمبراطورية التيمورية على الغزو والنهب وسفك الدماء، والسلطان بايزيد الأول (يلدرم الصاعقة) (ق. 1360م – مارس/آذار 1403م) سلطان الدولة العثمانية. انتصر تيمورلنك وأسر السلطان بايزيد الذي توفي بعد فترة قصيرة في الأَسْرِ، فدخلت من بعده الدولة العثمانية فترة عاصفة من 20 يوليو/تموز 1402م مدة أحد عشر عامًا من الحرب الأهلية والافتقار إلى النظام، تُعرف باسم “عهد الفترة العثماني” التي كادت أن تقضي على استمرار الدولة العثمانية، حيث استقلّ بعض أبناء السلطان بايزيد الأول ببعض أراضي الدولة العثمانية وانفصلوا بها وسط تجاذبات سياسية ومكائد من تيمورلنك ومن البيزنطيين، وتوقفت الفتوحات العثمانية، إلى أن أعاد السلطان محمد الأول ابن السلطان بايزيد الأول توحيد الدولة العثمانية مرة أخرى في 5 يوليو/تموز 1413م لتستمر مسيرة الدولة العثمانية.
أراد تيمورلنك تسوية قضية الأناضول التي كانت تمثل خطرًا كبيرًا عليه، قبل أن يتوجه إلى الشرق بسبب وفاة الإمبراطور الصيني هناك. تلقى تيمورلنك تعزيزات عسكرية من قواته الموجودة في آسيا الوسطى، وأرسل مبعوثاً من تبريز في 13 مارس/آذار 1402م إلى السلطان بايزيد ببعض المطالب التي يصعب قبولها، من أجل وضع مسؤولية الحرب على السلطان بايزيد حين يرفض تلك المطالب. كان من بين طلبات تيمورلنك: عودة قلعة كِماخ إلى مُطّهَرْتَن حاكم إرزنجان السابق، وإرجاع أراضي أمراء الأناضول التي كان السلطان بايزيد قد فتحها وضمها للدولة العثمانية إلى أولئك الأمراء، وكانت تلك الفتوحات قد تمت مبكرا في أعوام 1390م/1391م، وقبول القبعة المخروطية والحزام الذي أرسله إليه مع أحد الأمراء كعلامة على خضوع السلطان بايزيد وإعلان تبعيته إلى تيمورلنك، وتسليم قره يوسف حاكم قره قويونلو وعائلته إلى تيمورلنك. لم يقبل السلطان بايزيد أيًا من هذه الطلبات وأرسل سفراءه في وقت لاحق إلى تيمورلنك بخطاب مُهين، لا يتوافق مع الممارسات الدبلوماسية. وللتعبير عن ازدرائه للفاتح التتري، وضع السلطان بايزيد اسمه في الرسالة بأحرف ذهبية، ووضع أسفل منه اسم تيمورلنك بأحرف صغيرة سوداء، وقال أنه يعرف أن هذا القول يدفع تيمورلنك إلى مهاجمه بلاده؛ مما أثار تيمورلنك بشدة. وفقًا لبعض السجلات الأخرى، فإن الهدايا التي أرسلها السلطان بايزيد يلدريم أزعجت تيمورلنك أيضًا، لأن مقدار كل هدية من الهدايا كان ينبغي أن يكون عشر قطع كما هو العُرف، ولكن بما أن العدد المقبول عند الأتراك هو تسعة، فإن السلطان بايزيد أرسل تسع هدايا بدلا من عشر. بعد أن قرأ تيمورلنك الخطاب تحدث مع السفراء محذراً: «النصيحة التي أُقدمها لبايزيد لا جدوى منها وإن على بايزيد، الذي لم يفِ بمطالبه، أن ينتظرني بصبر وأن يكون مستعدًا لانتقامي منه»، ولم يتخل تيمورلنك عن مطالبه السابقة التي أرسلها إلى السلطان بايزيد. علم تيمورلنك لاحقاً أن السلطان بايزيد قد تحرك بجيشه، فقرر تيمورلنك القتال وجمع كل جيوشه واتخذ إجراءاته لغزو الأناضول.
تعددت الخيانات وتبدلت الولاءات في الجيش العثماني أثناء المعركة لصالح تيمورلنك، وتحول التتار السود من صف العثمانيين إلى جانب تيمورلنك وكانوا يشكلون ثلثي الجيش العثماني، وغادرت قوات عثمانية ساحة المعركة لإنقاذ ما تبقى من الجيش. فقد غادر كلا من الصدر الأعظم علي پاشا الچاندارلي وأغا الإنكشارية «حسن آغا» الجيش العثماني في وسط المعركة مع قواتهما بدون صدور أوامر لهما بعدما رأوا الغلبة ظاهرة للجيش المغولي وتعداده. وغادر ساحة المعركة أيضاً أبناء السلطان بايزيد: سليمان چلبي ومحمد چلبي وعيسى چلبي مع قواتهم.
هذه الهزيمة وضعت حياة الدولة العثمانية في خطر وأدت إلى تفككها مؤقتًا، واستولت قوات تيمورلنك على مناطق واسعة من الدولة العثمانية التي كانت تمتد من شواطئ نهر الدانوب إلى أرضروم وحلب، واستولت قوات تيمورلنك على كامل خزينة الدولة العثمانية في العاصمة العثمانية بورصة ودمرت الأرشيفات والسجلات والوثائق العثمانية التي كانت تُحفظ فيها حتى ذلك الحين.
بعد وفاة السلطان بايزيد في آق شهير بأربعة أيام، تُوفي محمد سلطان ميرزا حفيد تيمورلنك الأعزّ، الذي كان أحد قادة معركة أنقرة وقام بنهب وإحراق العاصمة بورصة. حزن تيمورلنك بمرارة على وفاة حفيده ومن هذه اللحظة نسي كل شيء عن العثمانيين وغادر آسيا الصغرى، وخلال عامين توفي تيمورلنك بسبب الحُمَّى أثناء رحلته لغزو الصين ودُفن في سمرقند في تابوت من خشب الأبنوس.
قال المؤرخ العثماني مصطفى الجنَّابي إن تيمورلنك أطلق سراح السلطان بايزيد قبل ثلاثة أيام من وفاته.
تُعَدُّ معركة أنقرة واحدة من أكبر الحروب التي وقعت بين دولتين مسلمتين في التاريخ التركي. انهارت الوحدة التركية التي تأسست بعد صراعات طويلة في الأناضول، وتعطلت حركة الفتوحات الإسلامية ولاسيما محاولات فتح القسطنطينية الذي تأخر قرابة نصف قرن بعد هذه المعركة، وعادت الإمارات الأناضولية بعد المعركة إلى تفرقها مرة أخرى بعد وَحدتها، ونهبت الجيوش التيمورية المدن وتعطل النظام الذي وضعه العثمانيون.
وعلى هذا فإنه ليس صحيحا أن ننظر إلى هزيمة أنقرة ونعد من خلالها تقييمات خاطئة عن شخصية السلطان بايزيد التي كانت شخصية مستثناة في التاريخ العثماني، ولعل السبب في خسارة الدولة العثمانية في تلك المعركة لم يكن عدم خبرة السلطان بايزيد، بل إن السبب هو خيانة أمراء الأناضول الذين كانوا في جيشه، وانحيازهم إلى جانب تيمورلنك، وذلك لأن هؤلاء الأمراء كانوا يحرصون على السلطة منذ انهيار الدولة السلجوقية وحتى ذلك اليوم.
وبهذا الاعتبار إذا ما أردنا أن نعقد مقارنة بين تيمورلنك والسلطان بايزيد، نجد أن السلطان بايزيد كان يتفوق عليه بكثير لأن دولة تيمورلنك بالرغم من أنها انتصرت في معركة أنقرة إلا أنها انهارت بعدها بعشر سنوات فقط، وذلك لأن تيمورلنك لم يكن صاحب حضارة تفوق الدولة العثمانية، فلم تتمكن دولته من البقاء بعده وتشتت بعد رحيله، أما الدولة العثمانية التي تركها السلطان بايزيد فقد تمكنت من النهوض من جديد في غضون عشر سنوات، وأصبحت دولة الفتوحات من جديد بما يتفق مع روح الجهاد.
بحسب المؤرخ هربرت آدامز غيبونز، فإن معركة أنقرة لم تؤثر في مصير الأمم كما حدث في معارك قوصوه أو نيقوپوليس، إذ لم تغير مسار التاريخ بشكل كبير.
تيمورلنك بن طرقاي برلاس (9 أبريل 1336م – 17-19 فبراير 1405م)، وكلمة تيمور في لغة جغتاي وفي اللغة المنغولية تعني: معدن “الحديد”، و”لنك” عني: “الأعرج”، أي تيمور الأعرج. وُلِد في بلاد ما وراء النهر على بعد حوالي 50 ميلاً إلى الجنوب من سمرقند، وينحدر من قبيلة برلاس المغولية وهي نفس القبيلة التي ينتسب إليها جنكيزخان. لم يكن ملِكا أو سليلا لبيت مالِك وكان عند مولده رجلا قليل الشأن يملك بعض الماشية بآسيا الوسطى يعيش على الإرعاء. بدأ حياته باسم تيمور، ولم يُعرف بتيمورلنك أي تيمور الأعرج إلا بعد أن ابتُلي بالعرج نتيجة لجرح أثناء غارة له في سيستان عام 1365م وقد فقد في تلك الغارة أيضاً أصبعين من يده اليمنى.
كان تيمورلنك مسلماً. وقد دفع علم الأنساب المزيف الموجود على شاهد قبره والذي يتتبع نسبه إلى الصحابي سيدنا علي بن أبي طالب، فضلاً عن وجود الشيعة في جيشه، بعض المؤرخين والعلماء إلى وصفه بالتشيع. ومع ذلك، كان مستشاره الديني الرسمي هو العالم الحنفي عبد الجبار الخوارزمي. كما شيد تيمورلنك أحد أرقى المباني التي أنشأها على قبر الشيخ أحمد يسوي، وهو عالم صوفي تركي مؤثر كان ينشر الإسلام السني بين البدو.
لم ينسب تيمورلنك لنفسه لقب “خان” قط، بل أطلق على نفسه لقب “أمير” وتصرف باسم حاكم جغتاي في بلاد ما وراء النهر. كان تيمورلنك عبقريًا عسكريًا ولكنه كان يفتقر أحيانًا إلى الحس السياسي.
أسس الإمبراطورية التيمورية في أفغانستان الحديثة وإيران وآسيا الوسطى وما حولها، وكان أول حاكم من السلالة التيمورية، وكانت عاصمته سمرقند، وقبره موجود إلى اليوم في هذه المدينة. امتدت امبراطوريته من الهند إلى الأناضول. ترأس الإمبراطورية المغولية التيمورية عام 1370م، فوحَّدَ جميع القبائل التركية والمغولية المتناثرة في بلاد ما وراء النهر، ثم توجه بجيشه صوب إيران وغزاها واستولى عليها عام 1378م، ثم استولى لاحقًا على أذربيجان والعراق، وهزم خانية القبيلة الذهبية مرتين، في 1391م ثم 1395م. استولى تيمورلنك على شمال الهند التي انضوت تحت سيطرته بحملة الهند عام 1399م، ثم اتجه إلى الغرب واحتل بغداد. شرع تيمورلنك في الحملة الغربية الثالثة، المسماة «حرب السنوات السبع»، بسبب اضطراب الصحة العقلية لابنه ميران شاه، الذي كان قد وَلَّاهُ حُكم أذربيجان، وبسبب التمرد الحاصل هناك بعد إفلات زمام الحكم من ابنه واضطراب البلاد بسببه.
في خلال ثلاثين عامًا، أصبح تيمورلنك سيدًا لأكبر جزء من العالم الإسلامي. ضمت فتوحاته بلاد فارس وأرمينيا والأودية العليا لنهري دجلة والفرات والسهول بين بحر الخزر والبحر الأسود، وروسيا من نهر الفولغا إلى نهر الدون والدنيبر، وبلاد ما بين النهرين، وسواحل المحيط الهندي والخليج الفارسي، وغرب وشمال الهند.
كان تيمورلنك على خلاف مع العثمانيين الذين ادّعوا أنهم أصحاب الأناضول والأسبق إليها، وقام بحملته الأولى على الأناضول في عام 1400م وجاء إلى سيواس ودخل المدينة وخربها وقتل كافة الأسرى العثمانيين وعددا غير قليل من الشعب، لكنه لم يكن قد شاهد في حياته صمود قلعة إلى هذه الدرجة من الشدة، وأدرك عدم إمكانية إسقاط القلاع الأناضولية الواحدة تلو الأخرى على هذا المنوال، فكان عليه أن يظفر بالجيش العثماني ويبيده، فانسحب من الأناضول مؤقتا، بينما حضر السلطان بايزيد إلى قيصرية ليصده، ظانَّا أن تيمورلنك سيتوغل في الأناضول. ثم دخل تيمورلنك إلى الأناضول مجددا عام 1402م ووصل إلى أنقرة حيث وقعت المعركة مع العثمانيين.
بايزيد الأول
بايزيد الأول (1361م – 1403م)، ولقبه “يلدرم بايزيد” ومعناه “بايزيد الصاعقة” نظرا لسرعته وشدة بطشه بالأعداء، انتصر مع والده السلطان مراد الأول نصراً حاسماً على الصليبيين في معركة كوسوڤو في 15 يونيو 1389م، وكان بايزيد يومها قائد ميمنة الجيش العثماني. وبعد النصر، تفقَّدّ والده السلطان مراد الأول أرض المعركة، فطلب نبيل صربي أن يلتقي بالسلطان ليُشهر إسلامه أمامه، فلمّا قابل السلطان غدر به وطعنهُ بخنجره المسموم فقتله. فتولّى بايزيد الأول الحُكم من فوره وقاد السلطنة العثمانية.
أخضع السلطان “بايزيد الصاعقة” إمارات الأناضول المتمردة وأخمد التمردات وردَّ الانتهاكات التي صارت على أراضي الدولة العثمانية من أمثال القاضي برهان الدين أحمد بن شمس الدين، صاحب سيواس، وأمراء بني صاروخان والقرمانيين وبني منتشا وبني حميد. وتلقى السلطان مساعدات من بعض القوى النصرانية التي تدين بالتبعية للدولة للعثمانيين أمثال ديسپوت صربيا أسطفان لازاريڤيتش والإمبراطور البيزنطي يوحنا السابع باليولوجوس، والإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني ، بالإضافة إلى سليمان پاشا الثاني الجندرلي حاكم قسطموني (حكم: 1385م-1392م) الذي شارك في حملة الأناضول في شتاء 1389م – 1990م إلى جانب السلطان يلدريم بايزيد.
وفي فتح فيلادلفيا، آخر مستعمرة يونانية مسيحية بيزنطية مستقلة في غرب الأناضول، أجبر السلطان بايزيد ولي العهد البيزنطي مانويل الثاني على الاشتراك في الحملة العسكرية العثمانية لفتح فيلادلفيا، وكان وقتها مانويل مقيما ببلاط السلطان في بورصة كرهينة فخرية، فأشركه السلطان مع كتيبة كاملة من الإمبراطورية البيزنطية، وذلك لأن العثمانيون كانوا قد ساعدوا الإمبراطور البيزنطي يوحنا الخامس باليولوجوس والد مانويل على استعادة عرشه أثناء الحرب الأهلية البيزنطية الكارثية بين عامي 1376م و1379م، وكان مانويل الثاني قد وعد في عام 1378م / 779 هـ بتسليم مدينة فيلادلفيا للعثمانيين مقابل الحصول على تلك المساعدة، فتحقق له استعادة عرش بيزنطة بمساعدة الدولة العثمانية. ولكن فيلادلفيا تجاهلت هذا الاتفاق ورفضت التسليم، فاستدعى السلطان بايزيد إمبراطوري بيزنطة، يوحنا السابع ومانويل الثاني في عام 1390م / 792 هـ، وأمرهما بمرافقة القوة العثمانية لمحاصرة فيلادلفيا. وخضع الإمبراطورين للإهانة، واستسلمت فيلادلفيا عندما رأت الراية الإمبراطورية البيزنطية مرفوعة بين ذيول خيول الباشوات العثمانيين فوق معسكر قوات الحصار.
ثم في عام 1391م حاصر السلطان بايزيد الصاعقة القسطنطينية، ثم هزم التحالف الصليبي الجرّار الذي شكله فرسان أوروپا الغربية في معركة نيقوپوليس عام 1396م، ثم انتصر في معركة “آق تشاي” ضد القرمانيين في خريف عام 1397م بعد أن تكرر غدرهم باحتلال أراضي العثمانيين الشرقية أثناء انشغالهم بمحاربة الصليبيين في الغرب، ثم انتزع ملاطية من يد المماليك عام 1399م.
نال السلطان بايزيد بصورة رسمية وكذلك بتصديق من الخليفة العباسي في القاهرة لقب “سلطان إقليم الروم” وأعلن نفسه إمبراطورا على روما وأضاف هذا اللقب إلى سلطنته حيث أن إمبراطور روما الشرقية كان يتبعه
رحل تيمورلنك عن بغداد بعد أن دمرها وأمعن فيها السلب والنهب، وسار حتى نزل «قره باغ» فجعلها دكاً خراباً ثم قضى بها شتاء 1399م-1400م، ومن بعدها انتقل إلى پاسنلر ، حيث لجأ إليه أمراء الأناضول وطالبوه بمعاونتهم على استعادة الأراضي التي استولى عليها السلطان بايزيد الأول وضمها إلى الدولة العثمانية.
استمال تيمورلنك كلا من «قره يولوق عثمان بك» حاكم قبيلة «آق قويونلو» (قبيلة ذوي الأغنام البيضاء) التركمانية، و«مُطّهَرْتَن» حاكم إمارة إرزنجان، بوعودٍ سياسية من أجل تمردهم والوقوف إلى جانبه لإضعاف الدولة العثمانية. وفي المقابل، لجأ إلى السلطان بايزيد الأول كلا من «قره يوسف بن محمد براني» حاكم قبيلة قره قويونلو (قبيلة ذوي الأغنام السوداء) التركمانية، وحليف السلطان بايزيد ونسيبه «غياث الدين أحمد بن أويس جلائر» سلطان الجلائريين، هرباً من توغل تيمورلنك.
انحياز آق قويونلو وإرزنجان لتيمورلنك
خضعت إرزنجان والمناطق المحيطة بها إلى سلطة إمارة بنو آرتين وأصبحت إحدى ممتلكات الإمارة وضمن حدودها، وكانت تحت حكم «آخي عَينا باي» ثم پير حُسَيْن على التوالي. توفي الحاكم المُعَيَّن على المدينة پير حسين عام 1379م، فسيطر مُطّهَرْتَن من بعده على إرزنجان وضواحيها واستقل عن إمارة بنو آرتين وسكّ النقود باسمه وألقى الخُطَب.
على الرغم من أن أصول مُطّهَرْتَن مجهولة إلا أنه من المرجح أن أصوله تعود إلى أتراك الأوغوز ولعله كان أحد أقرباء حكام بنو آرتين. وكان أتراك الأويغور يعملون كمسئولين حكوميين (بيروقراط) في الإمارات المنغولية. يُعرف مُطّهَّرْتَن أيضا باسم «تراطا» أو «طاهيرتِن».
أعلن مُطّهَّرْتَن سنة 1380م-1381م استقلال إرزنجان عن إمارة بني آرتين خلال فترة خلو عرش بنو آرتين. وجد مُطّهَرْتَن نفسه في وضع حرج بعد أن أُعلن القاضي برهان الدين حاكما على إمارة بنو آرتين فأصبح محاطاً بالعديد من الأعداء، وبالإضافة إلى القاضي برهان الدين، كان تتربص به أيضا إمبراطورية طرابزون ومملكة جورجيا وسلطنة آق قويونلو، فاعتمد سياسة المكائد لحماية استقلاليته.
واجه مُطّهَرْتَن صاحب إرزنجان خطرا جديدا في عام 1387م، إذ أسس تيمورلنك المغولي، الذي احتل غرب إيران، معسكره في قره باغ وبدأ في التحضير لحملة عسكرية إلى شرق الأناضول. عندما وصلت الأخبار تفيد بأن تيمورلنك قد وصل إلى أرضروم، أرسل مُطّهَّرْتَن عائلته إلى صديقه القاضي مالك أحمد بك في شبين قره حصار. أرسل تيمورلنك رسولا إلى إرزنجان وطلب من مُطّهَّرْتَن طاعته فأجابه على الفور بأنه سيطيعه. استولى تيمورلنك على أخلاط وهبط على جانبي بحيرة ڤان.
استمال تيمورلنك كلا من «قره يولوق عثمان بك» (؟ – 1435م) حاكم قبيلة «آق قويونلو» (قبيلة ذوي الأغنام البيضاء) التركمانية ، و«مُطّهَرْتَن» حاكم إمارة إرزنجان (حُكم: 1379م-وفاة 1403م) الذي كان يواجه الصعوبات بإمارته الصغيرة التي استقل بها عن إمارة بني آرتين، فانحازا له بعد أن قطع على نفسه وعوداً سياسية لهما.
أرسل «مُطّهَرْتَن» هدايا قيمة إلى تيمورلنك مع مبعوثيه خلال حملة تيمورلنك الغربية، فطلب السلطان بايزيد الأول من «مُطّهَرْتَن» أن يَخْضَعَ له مرة أخرى وأن يدفع له ضرائبه ويُعيد تبعيته للدولة العثمانية كما كان من قبل. وكان السلطان بايزيد الأول قد ضم أراضي إمارة بنو آرتين إلى الدولة العثمانية بعد وفاة سلطانها القاضي أحمد برهان الدين (1345م-1398م).
كان مُطّهَرْتَن يدفع ضرائب إرزنجان للعثمانيين، فلما تحول إلى دفعها لتيمورلنك تحت حكمه في ذلك الوقت، تسبب ذلك في حدوث مزيد من الشقاق بين الحاكمين: مُطّهَرْتَن والسلطان بايزيد.
كتب تيمورلنك إلى السلطان بايزيد الأول أن يُخرج السلطان أحمد بن أويس جلائر وقره يوسف من حمايته وإلا قَصَدَهُ بجيشه، فَرَدَّ السلطان بايزيد جوابه بلفظ خشن للغاية وأرسل إليه رسالة مهينة.
جاء السفير العثماني إلى تيمورلنك ومعه السفراء الذين أرسلهم تيمورلنك إلى السلطان بايزيد ومعهم رسالة ثقيلة. غضب تيمورلنك بشدة وقال للسفير: “لم يكن من المناسب والصحيح أن لا يوافق بايزيد على طلباتنا الصغيرة، وأن يتصرف بقسوة وغضب ويصبح معاديًا لنا، ولا نريد أن نشهر سيوفنا عليه مرة أخرى لأنه يحارب الكفار ويحافظ على الحدود الإسلامية؛ أردنا اتفاق سلام وانتظرناه في كل مرة، لكن تبين أن العكس هو الصحيح. لقد طلبنا منه ثلاثة أشياء، إحداها كانت قلعة كماخ، وقد أخذناها بسهولة، أما الاثنان الآخران فلا يستحقان العودة.
حذر تيمورلنك السلطان بايزيدَ بأنه لم يهاجمه فقط بسبب انشغال السلطان بايزيد بقتال الصليبيين، وأنه يجب على بايزيد أن يعرف حدوده وألاَّ يُجبر نفسه على الحرب. بعث السلطان بايزيد الأول برسالة إلى تيمورلنك؛ ذكر له فيها «أنه (أي السلطان) كان دائما يريد قتال تيمورلنك وأنه إذا لم يأته تيمورلنك فسوف يذهب إليه (السلطان) بنفسه». كان تيمورلنك ماكر خدَّاع وغير مخلص في حديثه عن السلم والمصالحة.
محاولات الصلح
وعلى إثر هذه التطورات، حاول مسؤولو الدولة العثمانية وكبار الشخصيات، ولا سيما الصدر الأعظم چاندارلي علي پاشا إقناع السلطان يلدرم بايزيد بعقد الصلح والسلام مع تيمورلنك. ولهذا السبب، أرسل السلطان بايزيد مبعوثًا إلى تيمورلنك مرةً أخرى وعرض عليه الاتفاق مُصرِّحًا بأنَّه لا يوجد سبب للاضطرابات والقلاقل بينهما، وأنَّه (أي السلطان بايزيد) مثل جميع أسلافه في حالة حربٍ مع الكُفَّار، وعرض عليه عقد معاهدة.
أمَّا تيمورلنك فقد رد عرض السلطان بايزيد بأن طلب منه أن يُسلِّم قلعة كِماخ إلى مُطّهَرْتَن الحاكم الأسبق لها، وأن يُطلق سراح أسرة مُطّهَرْتَن، وأن يُودِع أحد أمرائه كرهينةً فخرية عند تيمورلنك، وأن يَخضَعَ له بقبول القبعة المخروطية والحزام الذي سيرسله إليه ليلبسهما، وأن يُعيد أراضي الإمارات الأناضولية التي ضمها العثمانيون إلى بكواتها السابقين، وأن يُسلِّم أسرة قره يوسف؛ وذكر أنه إذا قَبِلَ ذلك فسيكون بينهما علاقة أبوية وسيُساعده على الكفار. وأوضح تيمورلنك أن جيشه سوف يقضي هذا الشتاء كما هو في قره باغ، ولكنه سيأتي في الربيع إلى حدود الأناضول لينتظر رد السلطان بايزيد. وأعاد إرسال مبعوثي السلطان بايزيد مع مبعوثيه الخاصين، وأصر تيمورلنك على تسليم قره يوسف إليه حيًّا أو ميتًا.
أكَّدَ السلطان بايزيد على مبعوثي تيمورلنك أن قره يوسف قد رحل بالفعل من عنده، وأنه (أي قره يوسف) حتى ولو عاد ولجأ إليه مرة أخرى، فلن يقوم بتسليمه أبداً إلى تيمورلنك.
رأى تيمورلنك أنه لا يمكنه الانتصار على السلطان بايزيد بالقوات التي كانت لديه، فخطط لتعزيز قواته بمدد من آسيا الوسطى، ثم الانتقال إلى الأناضول بعد قضاء الشتاء في قره باغ.
تطور المراسلات إلى عداء
بعد هذه المشادة، رأى تيمورلنك أن السلطان بايزيد لن يتفاوض معه، فتوجه بجيشه غرباً إلى سيواس الواقعة بالأناضول شرقيّ أنقرة بحوالي 350 كيلومتر (انظر الخارطة). كان السلطان بايزيد قد كلف ابنه سليمان چلبي في عام 1399م بقيادة الفتوحات نحو الشرق وأردف معه عدد من أفضل قادته، وكانت سيواس قاعدة العمليات. عندما وصل تيمورلنك إلى سيواس، أرسل سليمان چلبي نداءً إلى أبيه السلطان بايزيد الذي كان في ثيساليا باليونان، وحاول سليمان چلبي بجهود محمومة تجهيز دفاعات سيواس التي كانت جدرانها القوية قد بناها بشكل ممتاز السلطان السلجوقي علاء الدين كايقباد قبل مائة وستين سنة، ثم خرج بجرأة لمواجهة التتار، ولكن عندما أدرك أن عشرين ألفاً من فرسانه لا يمكنهم الصمود أمام تيمورلنك، انسحب إلى الشمال الغربي تاركاً المدينة لمصيرها. استغرق تيمورلنك ثمانية عشر يوماً من الهجمات المتواصلة لإضعاف دفاعات سيواس. هدم تيمورلنك جدران القلعة ودفع تحتها أكوام مغطاة بالقار وأشعل النار فيها. وبعد سقوط عدة أبراج، وافقت الحامية العسكرية بالقلعة على الاستسلام بناءً على وعد تيمورلنك بأن تُحفظ أرواحهم وتُصان المدينة بالكامل. أوفى تيمورلنك بهذا الوعد جزئياً، إذ سُمح لهم بدفع فدية من أجل حريتهم. ومع ذلك، نهب المدينة وحرقها وباع سكانها المسيحيون كعبيد، وقُتل 4000 من الفرسان الأرمن الذين كانوا أشجع المدافعين وأكثرهم عنادًا.
في سيواس، التقى تيمورلنك بوفده العائد من عند السلطان بايزيد ومعه وفد السلطان يحمل الردّ. أقام تيمورلنك بحضور الوفد العثماني عرضا لقواته استمر طوال النهار، مرّت فيه الفِرَق العسكرية بكامل أسلحتها وألوانها التي تميزها براياتهم وثياب الجند وسروج الخيل الملونة. وبعد هذا الاستعراض الذي استمرَّ من الفجر حتَّى الظهيرة، أظهر تيمورلنك روعة جيشه بإرسال المبعوثين بين صفوف جنوده، ثم أخبر المبعوثين بأنَّه ينوي عقد الصلح مع السلطان بايزيد رغم كل ما كان مستاءً منه، واشترط أن تُحضَرَ إليه عائلة مطهرتن وأحد أبناء السلطان بايزيد كرهينة، ولكنَ وصلته الأخبار بأنَّ بايزيد قادم بجيشٍ كبير، فبدأ الاستعدادات للحرب.
بعد إحراق وتدمير سيواس في أغسطس/آب 1400م، جاءت الأخبار إلى تيمورلنك بأن السلطان بايزيد قد رفع الحصار عن القسطنطينية وأنه يتقدم بجيشه ليتصدى له في سيواس على مسيرة 15 يوما. فتوجه تيمورلنك جنوبا واستولى على ملاطية وكاخته والأماكن المجاورة لها ثم عنتاب، ثم خرج بعد ذلك من الأناضول وانتقل جنوبا إلى سوريا فغزا حلب ودمشق، ثم ماردين وبغداد للمرة الثالثة (انظر الخارطة)، ثم ذهب إلى تبريز وقضى الشتاء في قره باغ.
سبب انسحاب تيمورلنك من الأناضول
كان مجئ تيمورلنك لسيواس ليس بغرض الغزو، وإنما لإظهار القوة أمام السلطان بايزيد لكي يرتدع ويُذعن، ولكنه فوجئ بشدة صمود القلاع العثمانية في سيواس وعلم أن الأمر ليس سهلا، ولذلك لم يواصل تيمورلنك مسيرته لغزو الأناضول نحو الغرب حيث توجد الدولة العثمانية، بل انسحب إلى نهر الفرات، وقضى الثمانية عشر شهرًا التالية في الحملات الشهيرة التي انتهت بتدمير دمشق وبغداد.
وعلى الناحية المقابلة، ظنّ السلطان بايزيد أن تيمورلنك الذي استولى على سيواس شرق أنقرة سوف يتوغل في وسط وغرب الأناضول، فانتقل غرباً إلى قيصرية بوسط الأناضول ليقطع عليه الطريق (انظر الخارطة) وظل هناك منتظراً قدوم تيمورلنك بجيشه ليلاقيه، ولكن تيمورلنك بعد أن استولى على سيواس، انتقل جنوباَ إلى الجانب السوري ولم يستمر غرباً في الأناضول كما تقدم.
كان تيمورلنك مسلماً ولكنه كان يتقيد بتعاليم قانون الياسا، شريعة جنكيز خان لا الدينية، بدلا عن الشريعة الإسلامية. هناك من المؤرخين من يقول أنه كان شيعياً، إلا أن الحقيقة أنه كان مسلماً ذرائعياً، فكان تارة شيعيا عندما كان يرى مصلحة له في إرضاء جنده الخراساني وكانوا من الشيعة، وكان تارة سنياً فيما عدا ذلك. كان ولاء تيمورلنك الظاهري للإسلام يثير الدهشة، خاصة وأنه كان رجلًا قاسيًا للغاية ومجردًا من أي مبادئ، فكان قبل كل معركة يسجد كما يفعل المسلمون تماما، وبعد النصر يدعو الله شكرا على تحقيق النصر. وكان يزور المساجد القريبة منه أثناء حملاته العسكرية، ويبرر حملاته العسكرية بالقول بانها ضد الكفار والمسيحيين والمسلمين الذين لا يتبعون تعاليم الإسلام الصحيحة؛ إلا أن ذلك كان نوعاً من الخداع والنفاق. إن تيمورلنك حتى وإن كان في حياته الشخصية مسلًما متدينًا، إلا أن الأفعال التي قام بها ليست عملا يتناسب مع مشاعر وإيمان المسلم أبدا؛ لأن قتله الناس بوحشية في سيواس مثلا وما قام به من أعمال مشابهة لا يمكن عفوها بأي عذر من الأعذار.
كان تيمورلنك معجباً بالسلطان بايزيد كبطل فاتح باسم الإسلام ضد الكفار، وتردد في شن حرب ضد أمَّة من نفس دينه. ولكن إعجابه تلاشى بعد غزواته الوحشية في الشام والعراق، وكان حرق دمشق وسبي نسائها واستعباد رجالها وصبيانها دليلاً على عدم مبالاته الدينية، كما أن استعداده للتعامل مع أوروپا المسيحية دليلٌ آخر على تغير تحفظاته الدينية.
كان هناك أيضاً تبادل للهدايا والسفارات بين تيمورلنك وجمهورية جنوة المسيحية. أشار سفير جمهورية جنوة على تيمورلنك بضرورة تدمير السلطان بايزيد. عندما ذهبت السفارة التترية إلى پيرا في القسطنطينية واسمها الحالي باي أوغلو في تركيا الحديثة وهي إحدى ضواحي حي غلطة، تم رفع علم تيمورلنك تكريماً له من برج غلطة الذي بناه الجنويون في عام 1348م. حتى ملك قشتالة البعيد كان لديه سفيران في معسكر تيمورلنك، وكانا يتمتعان بامتياز مشاهدة معركة أنقرة من الجانب التتري.
عودة مراسلات تيمورلنك وبايزيد
أثناء حملته العسكرية في سوريا، أرسل تيمورلنك إلى السلطان بايزيد يُحصى له نجاحاته الحربية خلال الحملة السورية ويطلب منه أن يُطيعه. أما السلطان بايزيد فكان يتحدَّث عن نَسَبِهِ وتفوقه ويُعلن أنه مستعد للعدو الذي سيواجهه. وردًا على هذا الجواب، قال تيمورلنك للسلطان بايزيد أنَّ الوحدة بينهما ستزيد من قوَّة الإسلام أمام الأعداء، وأراد أن يأخذ بايزيد تحت نفوذه، فطلب منه أن يُرسل إليه أحد أبنائه (أبناء السلطان بايزيد) كرهينة فخرية عند تيمورلنك تضمن ولاء السلطان بايزيد له.
ولكن من جهةٍ أخرى، عندما علم السلطان بايزيد بأن تيمورلنك قد دخل سوريا وقضى شتاء 1400م-1401م حول دمشق، تقدم بالقوات التي جمعها من الروملي والأناضول واستعاد إرزينجان وكِماخ من مُطّهَرْتَن ليعاقبه على انحيازه لتيمورلنك وليسترد تلك المناطق للدولة العثمانية، كما احتجز عائلة مُطّهَرْتَن كرهائن وأرسلهم إلى العاصمة العثمانية بورصة.
أعاد السلطان بايزيد إرزينجان وكِماخ إلى مطهرتن بشرط أن يعترف بسيادته، إلا أنه لم يُعد قلعة كِماخ، ووضع حامية عسكرية عليها. تسببت هذه المعاملة تجاه مطهرتن، الذي كان من رعايا تيمورلنك، في انفصال كامل بين السلطان بايزيد وتيمورلنك، فأرسل تيمورلنك إلى بايزيد يطالبه بالآتي:
تسليم قلعة كِماخ ومحيطها إلى تيمورلنك.
رهن أحد أبناء السلطان بايزيد عند تيمورلنك لضمان العهد.
إعلان السلطان بايزيد خضوعه لتيمورلنك.
إعادة أراضي إمارات الأناضول لأمرائها السابقين قبل الفتح العثماني لها.
وتسليم قره يوسف حاكم قره قويونلو وعائلته إلى تيمورلنك.
رفض بايزيد هذه الطلبات بشدة، فتوجه تيمورلنك إلى قلعة كِماخ واستولى عليها مرة أخرى عام 1402م.
مجلس حرب تيمورلنك
بعد قضاء فصل الشتاء في قره باغ، عقد تيمورلنك مجلسه في مارس/آذار 1402م وطلب رأي أمرائه. عارض العديد من أمرائه وحتى أولاده وأحفاده نشوب حربٍ بين دولتين إسلامية وتركية، وأنه لا يليق بهم الحملة على الدولة العثمانية السُّنِّيَّة الحنفية التي تنطق بالتركية والتي تحمل راية جهاد الدين الإسلامي.
ولكن في هذا الوقت تقريبًا وُلد في سمرقند حفيد لتيمورلنك من ابنه شاه رخ، وشوهد مذنبٌ يتحرك من الغرب إلى الشرق في السماء، ففسَّر مُنجمو تيمورلنك ذلك على أنه علامة على انتصار تيمورلنك في الغرب، فزادت هذه الأسباب مجتمعة من عزم تيمورلنك على قتال العثمانيين، فأرسل يطلب من السلطان بايزيد مرةً أخرى أن يُسلِّم له أسرة قره يوسف ويُبرم الصلح بينهما، وأن يُعيد إليه قلعة كِماخ، ووعده بأن يساعده في حروبه مع الصليبيين إذا ما تمَّ له ذلك.
انتظر تيمورلنك في منطقة قلعة أڤنيق شهرين ثم انتقل إلى أرضروم حيث انضمت إليه القوات العائدة من العراق. استدعى تيمورلنك حفيده محمد سلطان ميرزا من سمرقند ليقود حصار واقتحام قلعة كِماخ عام 1402م، التي كان قد طلب من السلطان بايزيد تسليمها له. وبعد حصار دام حوالي عشرة أيام، استعاد تيمورلنك قلعة كِماخ فقتل أهلها وسباهم وخربها، وسلمها إلى مطهرتن الحاكم الأسبق لها. وبعد أن تم له الاستيلاء عليها، قرَّر تيمورلنك التحرُّك ضد العثمانيين.
بايزيد يتحدى تيمورلنك برسالة مهينة
بعد استيلاء تيمورلنك على قلعة كِماخ، وصل مبعوثو السلطان بايزيد بهدايا ورسالة، ولكن كمية الهدايا وأسلوب الرسالة أغضبا تيمورلنك، فقد استخدم السلطان بايزيد، الذي كانت الإمارات الأناضولية تحت سيطرته وكان واثقًا من نفسه، أسلوبًا مُهينًا ومتحديًا في رسالته إلى تيمورلنك، وهو ما لم يكن متوافقًا مع الأعراف الدبلوماسية. فقد وصف تيمورلنك “بالكلب المسعور” واستخدم عبارات “لتكن زوجاتك طالق ثلاثًا ” إذا لم تحضر إلى ساحة المعركة بعد استلامك الرسالة، و”لتكن زوجاتي طالق ثلاثًا” إذا لم أحضر أمامك. كما أرسل بايزيد تسع هدايا بدلاً من عشرة كما جرت العادة الدبلوماسية وقتئذ، وكتب اسمه بحروف مُذهَّبَة وكبيرة ثم جعل اسم تيمورلنك مكتوبا تحت اسمه بخط صغير وحبر أسود. بل وقص لحية مندوب تيمورلنك على الفور. بعد قراءة الرسالة قال تيمورلنك: “إنَّ ابن عثمان مجنونٌ أحمق” وقال للمبعوثين بأنَّ “نصيحته لم تُجدِ نفعًا مع بايزيد” وقال لهم: “لقد استوليتُ على قلعة كِماخ دون الحاجة إلى العثمانيين، وبما أنَّ عائلة قره يوسف وقلعة كِماخ لم تُسَلَّم لي، فيجب أن تكونوا مستعدين لانتقامي بالصبر والشجاعة من الآن فصاعدًا”.
حشد وتحرك الجيوش
تحركات الجيش العثماني لمواجهة تيمورلنك
تجهز السلطان بايزيد للخروج بالجيش لمواجهة تيمورلنك، فبدأ بعقد اتفاق عدم اعتداء مع الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوجوس، تلاه برفع الحصار العثماني الذي كان السلطان قد ضربه على القسطنطينية مستمراً منذ عام 1394م، لكي يتفرغ لمقارعة تيمورلنك.
بعد اتخاذ قرار المعركة، أرسل السلطان بايزيد مراسيمه إلى الأناضول والروملي لجمع الجيش. بالإضافة إلى ذلك، أمر بتجنيد جنود جدد في قوته الحالية لمحاربة جيش تيمورلنك. في أوائل ربيع عام 1402م، توقفت الأنشطة العسكرية العثمانية في البلقان، وبدأ إرسال كل جندي يمكن جمعه من المسيحيين والمسلمين إلى الأناضول على عجل. تجمَّع الجيش العثماني للمعركة في غرب الأناضول بمناطق بورصة وإزنيق وإزميت ليستكمل كافة استعداداته. حشد السلطان بايزيد الأول جيوشه من المسلمين الترك والنصارى الصرب وطوائف التتر في مدينة بورصة العثمانية، فلما تكامل جيشه سار نحو تيمورلنك لمحاربته.
.عاش السلطان بايزيد في الأسر مدة 7 أشهر و 12 يوما، ثم وافته المنيَّة.
تيمورلنك يعلن نصره لأوروپا
بعد انتهاء معركة أنقرة وأسر السلطان بايزيد، استقبل تيمورلنك تهاني رجال الدولة على انتصاره. ثم أرسل رسائل إلى ملك فرنسا شارل السادس وملك إنجلترا هنري الرابع، يخبرهما بنصره على السلطان العثماني الذي عجزوا هم عن هزيمته.
كتب هنري الرابع ملك إنجلترا إليه بحرارة، معرباً عن أمله في أن يتحول إلى المسيحية ويصبح بطلها.
تحتفظ الأرشيفات الفرنسية بما يلي:
رسالة مؤرخة في 30 يوليو/تموز 1402م من تيمورلنك إلى شارل السادس ملك فرنسا يقترح عليه فيها إرسال التجار إلى الشرق، وقد كُتبت باللغة الفارسية.
رسالة في مايو/آيار 1403م، نسخة لاتينية من رسالة من تيمورلنك إلى شارل السادس، ورسالة أخرى من ابنه ميران شاه، إلى الأمراء المسيحيين، يعلنون فيها انتصارهم على السلطان بايزيد.
توجد نسخة محفوظة من الرد الذي أرسله شارل السادس إلى تيمورلنك، بتاريخ 15 يونيو 1403م.
بالإضافة إلى ذلك، دفع إمبراطور طرابزون مانويل الثالث الجزية لتيمورلنك اعترافًا بقوته.
أرسل الإمبراطور البيزنطي مانويل باليولوجوس إلى تيمورلنك سفارة تعرض الاعتراف بسيادته، وتُعبِّرُ عن استعداده لدفع الجزية التي كان يدفعها للسلطان بايزيد.
أصبح تيمورلنك شخصية شعبية في أوروپا لعدة قرون بعد وفاته، بسبب انتصاره على السلطان العثماني والإذلال الذي “يُقال” إنه أخضع له سجينه، والذي ينفيه الاستقراء التاريخي والمراجع كما تقدم.
الدمار والانقسام في الأناضول
بعد انتهاء المعركة، نهب الجيش التيموري العديد من المدن العثمانية، وأسروا عائلة السلطان بايزيد المتواجدة في بورصة، وأعاد تيمورلنك الأراضي التي فتحها السلطان بايزيد إلى بكوات إمارات الأناضول وانهارت الوحدة السياسية في الأناضول، ثم قسّم تيمورلنك الأراضي المتبقية بين الأمراء العثمانيين ليضمن تفرقهم.
مطاردة سليمان چلبي وحرق بورصة
أرسل تيمورلنك حفيده محمد سلطان ميرزا بعد المعركة مباشرة إلى العاصمة العثمانية بورصة مع جيش قوامه 30,000 جندي لملاحقة سليمان چلبي الذي فرَّ إليها، وللاستيلاء على خزانة السلطان بايزيد. حرص تيمورلنك على أسر سليمان چلبي قبل أن يتمكن من إزالة كنوز الدولة المحفوظة في بورصة لنقلها إلى أوروپا. كانت سرعة محمد سلطان كبيرة لدرجة أنه قام بهذه الرحلة الطويلة في خمسة أيام. كان سليمان يهرب بأقصى سرعة نحو بورصة مع الصدر الأعظم، وآغا الإنكشارية، وبكوات الإمارات، والصوباشية وغيرهم من كبار الضباط. ومن الثلاثين ألف فارس الذين رافقوه، لم يصل معه إلا أربعة آلاف تحت أسوار بورصة.
وصل محمد سلطان ميرزا إلى بورصة ولكن سليمان كان قد نجح في الهروب من بورصة قبل وصول فرسان التتار إلى بوابات المدينة، آخذا معه العديد من أعظم كنوز المدينة من الخزائن والأموال والحريم والأولاد، فأرسل محمد سلطان جنودًا إلى الشمال نحو غيمليك ونيقية، وإلى الغرب نحو ميخاليتش وكاريسي للبحث عن سليمان، الذي لم تُعرف تحركاته ولم يصلوا إليه، فنُهبت هذه المدن واستُعبد سكانها.
نهب الجيش التيموري ما تبقى من الكنوز التي تركها سليمان چلبي في بورصة، بما في ذلك البوابات البرونزية المطلية بالذهب والمينا، وقدموها لاحقًا إلى زوجة تيمورلنك، “سراي المُلك هانم” ، وحملوا الأبواب الفضية وكمية كبيرة من الأواني الفخارية الذهبية والفضية والأقمشة الغنية والأشياء الثمينة التي لم يتمكن سليمان من حملها في هروبه السريع. وبعد انتهاء أعمال النهب، قام محمد سلطان ميرزا بإحراق المدينة.
تميز الاستيلاء على بورصة بكل الفظائع التي ميزت عادة غزوات جحافل تيمورلنك، وتحولت المدارس والمساجد إلى إسطبلات. ربط التتار خيولهم في مساجد بورصة وجعلوها اسطبلات، بينما كانوا ينهبون المدينة بحثًا عن كنوزها وفتياتها الصغيرات. حاول التتار هدم الجامع الكبير ببورصة «أولو جامع» فأضرموا فيه النار وخَرَّبوا الواجهات الخارجية ولكنهم فشلوا في هدم الجامع فتركوه بعد حرق الواجهات الخارجية، ولم يتم إصلاح أو إعادة إعمار الجامع إلا بعد 19 عاماً بعد انتهاء عهد الفترة العثماني، ومازال الجامع قائما حتى اليوم.
استولى المغول على المكتبة البيزنطية والخزانة العثمانية التي جُمعت حتى ذلك التاريخ، وبعد أن قام اثنان من أمناء تيمورلنك بجرد الخزانة العامة، ترك محمد سلطان المدينة لتنهب وتحرق، مما تسبب في ضياع كافة الأرشيفات العثمانية التي تعود إلى زمن السلاطين عثمان الأول وأورخان غازي ومراد الأول، وأرسلوا ما نالوه إلى تيمورلنك. وبعد أن نهب التتار بورصة، أشعلوا الحرائق في المدينة التجارية الكبرى.
أحرق تيمورلنك الأرشيف العثماني الذي كان يحوي تفاصيل السلاطين العثمانيين السابقين والوثائق والمراسلات.
تعامل المغول مع شيوخ الإسلام
لاحقا في بورصة، أُسر الشيخ العلامة محمد البخاري (أمير سلطان) زوج ابنة السلطان بايزيد الأول، والفقيه الحنفي العالم والقاضي المُلا شمس الدين الفناري، والعلامة مُفسر القرآن وشيخ شيوخ القرّاء الإمام الحافظ الشافعي المشهور في علوم التجويد وفنون القراءات محمد ابن الجزري، أثناء فرارهم. وأُحضروا هؤلاء الثلاثة المشهورون أمام “نور الدين أول” والي التتار وقائد بورصة، فأطلقهم من قيودهم وأرسلهم مع ما لهم من الاحترام الواجب إلى تيمورلنك في كوتاهية.
رحب تيمورلنك بالأسرى الثلاثة الأعلام ترحيباً حاراً ودعاهم إلى اللحاق به في سمرقند، ولكن أجاب دعوته فقط الشيخ محمد ابن الجزري. لم يقبل الشيخ أمير سلطان أو المُلا شمس الدين الفناري الذهاب إلى سمرقند لأنهما كانا يتوقعان أن ترجع الدولة العثمانية لسابق قوتها خلال 30 أو 40 سنة.
عاد تيمورلنك إلى سمرقند وأراد تعيين الشيخ محمد الجزري سفيرًا إلى سلطان مصر. وفي وطنه سمرقند، عُيِّن محمد الجزري بصفته “الملا الأكبر للتتار”، لقراءة عقود الزواج علنًا أثناء احتفالات زواج أحفاد الإمبراطور وحفيداته.
نهب باقي المدن العثمانية
أرسل تيمورلنك السلطان حسين والشاه زاده سليمان شاه ورستم توقاي بوجا إلى قونية وآق شهير وقلعة قره حصار لملاحقة القوات العثمانية واحتلال هذه المناطق. بعد ذلك، توجه تيمورلنك إلى سيڤري حصار ثم إلى كوتاهية حيث نظم احتفالًا وقدم هدايا متنوعة للسلطان بايزيد، ووعده بإعادة دولته إليه.
دخل الشيخ نور الدين بورصة ونهبها وأسر ابنة السلطان أحمد جلائر، وأوليفيرا ديسپينا خاتون زوجة السلطان بايزيد وأخت أسطفان لازاريڤيتش حاكم صربيا، كما أسر ابنتي السلطان بايزيد. زوَّج تيمورلنك ابنة السلطان بايزيد الكبرى لحفيده أبي بكر ميرزا، وابنته الصغرى “پاشا مَلَك” لجلال الدين شمس الدين محمد. وانتشرت قوات تيمورلنك في مناطق الأناضول تُمعن فيها السلب والنهب.
محاولات إنقاذ بايزيد
انتقل تيمورلنك إلى ألتن طاش بعد أن مكث في كوتاهية لمدة شهر أو شهرين.
أرسل محمد چلبي، ابن السلطان بايزيد، جواسيس إلى ألتن طاش بهدف إنقاذ أبيه من الأسر، ولكن قُبض عليهم أثناء حفر الأنفاق التي تؤدي إلى خيمة السلطان بايزيد، وأُعدموا. أُعدم أيضًا خوجا فيروز قائد قلعة أنقرة الذي كان يُعتقد أنه متورط في محاولة تحرير السلطان بايزيد.
وبعد الحادثة، تم تشديد التدابير الأمنية لمنع أي محاولة لتحرير السلطان بايزيد.
أسطورة القفص الحديدي
ترددت شائعات بأن تيمورلنك بنى قفصًا حديديًا لحماية بايزيد ولحمله داخل هذا القفص، ولم يذكر ذلك إلا مؤرخ بيزنطي واحد لم يكن دقيقا في سرد الأحداث، هو المؤرخ البيزنطي جورج فرانتز، كما سيأتي بيانه.
وحقيقة هذا الأمر أن تيمورلنك حمل معه السلطان بايزيد الأول وعاملوه بكل إجلال واحترام رغم الرسائل المهينة التي تبادلوها مؤخرًا قبل المعركة. وأمر بفك أغلاله وأجلسه بجانبه، وأكد له أنه سيحافظ على حياته. وأصدر تعليماته بنصب ثلاث خيام فخمة لحاشية السلطان، ولكن عندما حاول السلطان بايزيد الهرب احتُجز في خيمة نوافذها مسدودة بالحواجز. وأدت محاولات السلطان بايزيد للهروب من الأسر إلى تعامل تيمورلنك معه بصرامة.
يقول المؤرخ هامر إن قصة القفص الحديدي تعود إلى زمن غير موثوق فيه، وأن حكاية القفص الحديدي لا أساس لها تماما من الصحة مثل تلك القصة التي استخدم فيها تيمورلنك ظهر سجينه كمداس حتى يركب على حصانه.
المؤرخ الفارس الباڤاري يوحنا شيلدبرجر (1380م-1440م)، الذي أُسر أول الأمر في معركة نيقوبوليس وسرد تفاصيل مذبحة الجيش الصليبي فيها، لم يذكر شيئًا يمكن أن يُشير إلى وجود قفص حديدي وُضع فيه السلطان بايزيد. فلا يمكن افتراض أن هذا المؤرخ تجاهل حقيقة كهذه، إذا كانت صحيحة، وهو الذي أُسر مرة ثانية بعد معركة أنقرة، وانتقل إلى خدمة تيمورلنك وتابَعَهُ إلى سمرقند وأرمينيا وجورجيا، ثم بعد وفاة تيمورلنك أصبح عبداً لشاه رخ أكثر أبناء تيمورلنك كفاءة، ثم لميران شاه شقيق شاه رخ ثم انتقل لخدمة أبي بكر ميرزا بن ميران شاه، ولم يغفل في روايته أي شيء يمكن أن يعطينا فكرة دقيقة عن تلك المعركة الشهيرة، بل إنه وصف الجبل الذي انسحب إليه السلطان بايزيد مع عشرة آلاف من الإنكشارية بكل دقة، ورصد جميع تفاصيل وأحداث أسر السلطان.
وما يجعل شهادة يوحنا شيلدبرجر غير قابلة للطعن هو أن المؤرخين البيزنطيين والمسلمين يتفقون معه تمامًا على تفاصيل المعركة وما سبقها وتلاها من أحداث.!!!!






