سنوات عجاف عاث فيها الإرهابيون فسادا ودمارا في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي… خطفها الإرهاب سبع سنوات لكنها اليوم تضج بالحياة بعد تخليصها منه… كيفما تولي وجهك ترى وتسمع ضجيج ورشاتها ومخابزها ومدارسها ومتاجرها.. منهمكة في استعادة مكانتها كخزان للإنتاج في الريف الشمالي في ظل تؤمة بين العمل الأهلي والجهود الحكومية في أجواء الأمن والاستقرار التي وفرها الجيش العربي السوري بتطهيرها من الإرهاب.
كاميرا سانا جالت في مدينة الرستن ورصدت واقع الحياة فيها والتقت عدداً من الأهالي حيث أكد محمد الرجب أحد سكان المدينة أن مدينة الرستن تنعم اليوم في الأمان وأن الأهالي عادوا إلى أعمالهم التي أجبروا سابقا خلال وجود المجموعات الإرهابية على تركها.
الحاج أبو محمد بين أنه هجر بفعل التنظيمات الإرهابية من منزله وغاب عن المدينة ليعود اليها بعد أن دحر الإرهاب مشيرا إلى أن “سمات الراحة والأمان بادية على وجوه الأهالي والتي افتقدوها خلال الأيام العصيبة التي شهدتها المدينة خلال وجود الإرهابيين”.
المزارع محمد الحبيب يعمل اليوم في حقله على خدمة أشجار الزيتون قال إنه “مع عودة الأمان إلى مدينتنا عاد الفلاحون إلى أرضهم التي منعوا عنها طيلة فترة وجود التنظيمات الإرهابية يزرعون بجد لينتجوا محاصيلهم التي هي مصدر رزقهم” مؤكدا تمسكه بارضه ودعا كل من هجر للعودة الى بلده.
في مدارس المدينة تشهد العملية التعليمة استقرارا حيث تم ترميم أغلب المدارس وعاد الطلبة لمتابعة تحصيلهم العلمي وتشير الطالبة هدى عمار إلى أنها هجرت من المدينة مع ذويها وأنهم عادوا إليها ورمموا منزلهم وهي اليوم تتابع تحصيلها العلمي وقد حصلت على جميع مستلزمات الدراسة من المدرسة.
الطالبة مريم المحمود قالت إن المدرسة هي بيتها الثاني الذي تحب وأنها ستواظب على دراستها في مدارس المدينة لتحقق حلمها مستقبلا.
علاء منصور مشرف المجمع التربوي في مدينة الرستن أوضح ان واقع العملية التربوية في الرستن “قياسا بما تعرضت له المدينة من إرهاب وتدمير وصل حاليا إلى مرحلة متقدمة وخاصة انه وخلال وجود الإرهابيين دمرت أغلب المدارس وخرجت من الخدمة ومع عودة الأمان إلى المدينة باشرت وزارة التربية بترميم أغلب المدارس حتى وصلنا إلى اليوم لإدخال معظمها في الخدمة حيث بات لدينا الآن (مدرسة على مستوى المجمع التربوي بالرستن) وجميعها مكتملة بالكادر التدريسي”.
وفي الحي الآخر من المدينة حيث يقع مخبز المدينة أشار المشرف على المخبز إلى أنه “ومع خروج الإرهابيين من المدينة تم تجهيز مخبز مؤقت وهو اليوم يقدم الخبز بشكل يومي للأهالي ويغطي مدينة الرستن وجزءا كبيرا من قراها”.
وفي سياق الجهود الحكومية لتأمين المرافق الخدمية للمناطق المحررة من الإرهاب شهدت مدينة الرستن نشاطا لافتا لورشات الترميم والإعمار لمختلف المرافق حيث أوضح محمد طيباني رئيس مجلس مدينة الرستن أنه وبعد “تحرير المدينة من رجس الارهاب دخلت اليها فورا مؤسسات الدولة لإعادة الخدمات للأهالي الذين تفاعلوا بكل مسؤولية مع جميع هذه الجهود من خلال تشكيل مجموعة من الفعاليات الأهلية لترميم المنشآت الخدمية وإعادتها للعمل” لافتا إلى الانعكاس الإيجابي جراء هذا التفاعل بين الجهود الحكومية والفعاليات الأهلية الامر الذي ساهم في العودة السريعة للأهالي المهجرين الى مدينتهم.
وأشار طيباني إلى أن المجلس يعمل حاليا وفق خطة لترميم كل الطرق التي خربتها التنظيمات الإرهابية والاستمرار في عملية إعادة الإعمار على مستوى المدينة وريفها.
Discussion about this post