دوري المحترفين ..
رؤية فنية ام خطوة ارتجالية !!
حسين الذكر
من ينظر الى الخارطة ويتفحص نظام الدوري المتبع منذ عشرين عام تقريبا سيجد ملاحظتين مهمة تعد اكثر المخرجات السلبية نتاجهما : –
الأولى : – عدم استقرار وضع نظام الدوري الذي تدار فيه مسابقات الاندية الذي يعد أساس رفد وصناعة منتخبات قوية .. اذ شهد تقلبات متعددة ما زالت اثارها السلبية تنخر بكرتنا بشكل واضح ..
الثانية : – ان اغلب الأفكار المسوقة لنظام الدوري تفرض بالتطبيق وتخضع لضغوط او محابات او رغبات تتعلق بجانب الانتخابات وتبعاتها اكثر من أي جنبة ..
تلك مقدمة للخوض في الأهم القادم وفقا : لعفى الله عما سلف وحسن النوايا و( الحي ابقى من الميت ) .
جراء النقطتين السابقة عانت الأندية والمدربين عدم معرفة بداية وشكل الدوري وما له علاقة في برامج الاعداد والتدريب .. اذ لم يعرفوا موعد انطلاق الدوري والياته الا بشكل متأخر جدا .. وما يمثله ذلك من عارض مرضي مرفوض .
منذ اطلاقة موسم (2021 – 2022 ) .. ما زال شكل دوري الموسم اللاحق مبهم مقلق يشكل ارباك بحسابات الأندية .. والحديث معقد يخوض فيه الجميع لما يمثله من جوهر مصالح الكثير ( من الناحية المهنية والفنية والاقتصادية والمعنوية والإعلامية … وكذا الجماهيرية … وما يرافقها ومدى قوة تاثيرها في العهد الديمقراطي المنفلت ) .
حتى اليوم … لا احد يعرف ذلك .. كانه سر محفور في ذاكرة او مودع في صندوق ما .. وقد لفت الانتباه وحرك ساكن تصريح السيد علي جبار نائب رئيس اتحاد كرة القدم فيما يخص عدد الأندية وتطبيق نظام دوري المحترفين .. وهو خبر تناقلته وسائل الاعلام وشكل مادة لحديث اهل البيت الكروي وغيرهم ..
وفقا لقراءة متانية لنظام التصاريح العالمي الذي اطلقه الفيفا منذ عام 2008 .. سنجد انه نظام اداري متطور يهدف الى رفع شان منظومة كرة القدم وتفاعلها وامتزاجها معه المجتمع وتطوري اليات نجاحه وديمومتها سيما الاقتصادية والفنية والحضارية .. مع ان القانون يشكل طفرة حضارية متقدمة التزمتها وطبقتها اغلب الدول اللاهثة للحاق بركب الحضارة .. الا اننا – للأسف الشديد- تاخرنا كثيرا .. بل التففنا وتحايلنا لعدم تطبيقه مفضلين ومراعين مصالح البعض ( اشخاص او مؤسسات ) على الصالح العام .. في خطء كبير يعد جزء مما تعانيه البيئة العراقية وافرازات النظام السياسي العام ..
هنا .. نؤكد ونحرص على ضرورة تطبيق نظام الاحتراف بأسرع وقت – ليس كخطوة مصلحية رخيصة وضيقة او الية انتخابية ميتة .. – بقدر ما يمثله من نظام عالمي متطور يجب ان ننتشل الواقع من خلاله ونؤسس للإصلاح الكروي والرياضي فيه .. لما تمثله كرة اليوم في شؤون الملف الحياتي للدول والمجتمعات ..
جازمين .. بان ذلك يتم العمل به – حصرا – وفقا لاستراتيجية تعتمد التخطيط واللجان واختمار الأفكار وانسجامها مع القانون المحلي وتطابقها مع الدولي ومن ثم العمل على المصادقة عليها من خلال الهيئة العامة عبر تثقيفها وطلب دعمها للمقترحات واقناعها بانها خطوات واجبة التطبيق عالميا فضلا عما تستبطنه من نتائج ايجابية تصب بصالح الأندية بكل الأحوال ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق !
Discussion about this post