في مثل هذا اليوم 8 نوفمبر1942م..
حكومة فيشي الفرنسية تقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة في ذروة الحرب العالمية الثانية.
فرنسا الفيشية (بالفرنسية: Régime de Vichy، نظام فيشي) (10 يوليو 1940 – 9 أغسطس 1944) هو الاسم المتداول لنظام الدولة الفرنسية (بالفرنسية: État Français) التي تزعمها الماريشال فيليب بيتان خلال الحرب العالمية الثانية. كانت طبيعة النظام سلطوية، وتتسم بمعاداة السامية. كانت الدولة مستقلة رسميًا، لكنها تبنّت سياسة التواطؤ مع ألمانيا النازية التي احتلّت أجزاءً في الشمال والغرب الفرنسيان، وأكملت احتلال باقي فرنسا الأوروبية (فرنسا متروبوليتان) في نوفمبر عام 1942. كانت باريس عاصمة الدولة ظاهريًا، لكن حكومة فيشي تأسست في مدينة فيشي السياحية، والواقعة ضمن «المنطقة الحرّة» غير المحتلة. بقيت حكومة فيشي مسؤولة عن الإدارة المدنية لفرنسا ومستعمراتها أيضًا.
بدأت الجمهورية الفرنسية الثالثة الحرب العالمية إلى جانب الحلفاء في سبتمبر عام 1939. في 10 مايو عام 1940، غزت ألمانيا النازية فرنسا. تمكّن النازيون من عبور خطوط الحلفاء سريعًا عبر تجاوز خط ماجينو الدفاعي وغزو فرنسا من الأراضي البلجيكية. بحلول منتصف يونيو، كان الوضع العسكري في فرنسا مخيفًا، وبدا من الواضح أن الفرنسيين سيُهزمون في معركة الدفاع عن فرنسا الأوروبية (فرنسا متروبوليتان). بدأت الحكومة الفرنسية مناقشة إمكانية توقيع هدنة. استقال رئيس الوزراء الفرنسي بول رينو من منصبه بدلًا من توقيع الهدنة، وحلّ محله الماريشال فيليب بيتان، أحد أبطال الحرب العالمية الأولى. عقب فترة قصيرة، وقّع بيتان هدنة 22 يونيو عام 1940. في 10 يوليو، حُلّت الجمهورية الثالثة فعليًا بعدما منحت الجمعية الوطنية الفرنسية سلطات دكتاتورية لفيليب بيتان.
في فيشي، أسس بيتان حكومة استبدادية أبطلت العديد من السياسات الليبرالية، وفرضت رقابة صارمة على الاقتصاد. برزت شهرة الكاثوليك المحافظين في تلك الفترة، وفقدت باريس مكانتها الطليعية في الفنون والثقافة الأوروبية. فُرضت على وسائل الإعلام رقابة صارمة، وروّجت الأخيرة الدعاية المعادية للسامية. بعد شروع ألمانيا في عملية بارباروسا خلال شهر يونيو عام 1941، انتهجت وسائل الإعلام موقفًا معاديًا للشيوعية أيضًا. وفّرت شروط الهدنة بعض الامتيازات، كإبقاء السلطة الفرنسية على قوات البحرية والإمبراطورية الاستعمارية، وتجنّب الاحتلال الكامل للبلاد على يد ألمانيا. على الرغم من تعرّض حكومة فيشي الفرنسية إلى ضغوط جمّة، رفضت الأخيرة الانضمام إلى قوى المحور، وبقي البَلدان في حالة حربٍ رسمية. في المقابل، حكم فرنسا الفيشية نظامٌ سياسي متواطئ مع دول المحور.
اتخذت فرنسا بعد الحرب موقفًا رسميًا من حكومة فيشي باعتبارها دولة دمية بيد الألمان. رفض المؤرخون منذ سبعينيات القرن الماضي هذا الادعاء، قائلين أن «لحكومة فيشي أجندات سياسية خاصة، سعت إلى تحقيقها بدون أي ضغط يُذكر من طرف ألمانيا». اعتقلت ألمانيا مليوني سجين فرنسي من أسرى الحرب، وفرضت العمل الإجباري على الذكور الشباب. احتُجز الجنود الفرنسيون رهينة لضمان تقليص القوة العسكرية لحكومة فيشي، ودفع إتاوة باهظة من الذهب والطعام والمؤن لألمانيا. طُلب من الشرطة الفرنسية جمع اليهود والمجموعات الأخرى «غير المرغوب بها»، كالشيوعيين واللاجئين السياسيين، ويُقدر عدد القتلى من اليهود الفرنسيين بنحو 72500 شخص.
دعم عامة الشعب الفرنسي النظام الجديد، لكن الرأي العام انقلب على الحكومة الفرنسية والقوات الألمانية، تدريجيًا، عندما لاحت في الأفق معالم خسارة ألمانيا في الحرب العالمية، وتزايد تدهور الظروف المعيشية في فرنسا. عملت المقاومة الفرنسية بالتنسيق مع حركة شارل ديغول خارج البلاد، وتعاظمت قوتها مع مرور فترة الاحتلال. عقب عملية غزو نورماندي على يد قوات الحلفاء في يونيو 1944، وتحرير فرنسا في وقتٍ لاحق من ذلك العام، نُصّبت الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية الحرة في السلطة، وترأسها الجنرال شارل ديغول.
أُلقي القبض على آخر المنفيين من حكومة فيشي في جيب زيغمارينغن خلال شهر أبريل عام 1945. أدانت الحكومة المؤقتة فيليب بيتان بالخيانة، وحكمت عليه بالإعدام، لكن ديغول عدّل الحكم ليصبح سجنًا مدى الحياة. أُدين 4 مسؤولين بارزين من حكومة فيشي بجرائم ضد الإنسانية، على الرغم من عدة مسؤولين آخرين في ترحيل اليهود إلى معسكرات الاعتقال النازية، وارتكاب انتهاكات بحق السجناء وأعمال وحشية بحق أعضاء المقاومة.!!
Discussion about this post