في مثل هذا اليوم28 يناير1918م..
تأسيس الجيش الأحمر الذي ضم في صفوفه جنود من الجيش الروسي القيصري السابق، وكان هدف تأسيسه هو حماية الحدود من الغزو الخارجي وحماية الثورة.
فى مثل هذا اليوم من عام 1918 تم تأسيس الجيش الأحمر الذي ضم في صفوفه جنود من الجيش الروسي القيصري السابق، وكان هدف تأسيسه هو حماية الحدود من الغزو الخارجي وحماية الثورة. و بعد سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية، أي في 1946، غير اسمه ليصبح الجيش السوفييتي إلى أن إنهار الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991.
كان الجيش الأحمر يضم العديد من القبائل منها (القوقاز والجرمان …) ولم يكن للجيش ملابس عسكرية موحدة. وقد كان له دور كبير في الحرب العالمية الثانية، حيث ظهرت بسالته في معركة ستالينجراد وكبد الألمان خسائر فادحة. تعتبر هذه الموقعة نقطة تحول في الحرب الألمانية-الروسية، حيث كانت هذه أول هزيمة لألمانيا وأخذ الجيش الأحمر في التقدم حتي وقعت برلين في يده. وقد كان الألمان يخافون من الاستسلام لقوات الجيش الأحمر خوفا مما قد يفعلونه بهم، وقد انتقم الروس مما ارتكبه هتلر بحقهم. آثر بعض قادة الألمان الاستسلام لقوات الحلفاء خوفا من الروس ومنهم هيملر وغورينغ .
بعد الانقلاب على حكومة ألكسندر كيرينسكي الوقتية، في الليلة الفاصلة بين 24 و25 أكتوبر، لم يكن للبلاشفة سوى متطوعي الحرس الأحمر وبعض وحدات النخبة، لإرساء سلطتهم السياسية. وتحت ضوء دروس كومونة باريس (أول ثورة عمالية اشتراكية في العصر الحديث)، أراد البلاشفة امتلاك آلة حرب قوية لمحاربة القوات المعادية لهم. في 15 يناير، أصدر مجلس مفوضي الشعب أمرا لتحويل الحرس الأحمر إلى جيش العمال والفلاحين الأحمر. في 23 فبراير بدأ لأول مرة التجنيد الإجباري في بيتروغراد وموسكو بعد تسليح الشعب أجمع. وكانت أول معركة يدخلها الجيش الأحمر ضد الجيش الإمبراطوري الألماني خلال الحرب العالمية الأولى. أصبح يوم 23 فبراير عطلة رسمية في الاتحاد السوفيتي وهو يوم حماة الوطن.
لم تكن هذه القوة المسلحة بعد سوى مجندين متطوعين يقودهم في المعركة ضباط منتخبون يفتقدون إلى الخبرة العسكرية. الرجل الذي سيمكن من تنظيم وجعل الجيش فعال في القتال هو ليون تروتسكي، مفوض لقيادة الحرب من 1918 إلى 1924. أصبحت الخدمة العسكرية إجبارية من سن 18 إلى 40 سنة، حسب قرار 29 ماي 1918 ووضعت خطة المفوضين العسكريين أو فونكومات لتأطير هذا البرنامج. لتدارك نقص خبرة الإطارات ألحق بهم خبراء عسكريين، تم اختيارهم من طرف لجنة خاصة رئيسها ليف غليزاروف و كان جل الملحقين من قدماء ضباط الجيش الإمبراطوري الروسي، أطلق سراحهم من أجل هذه المهمة وأتُخِدَ عائلات وأقارب البعض منهم كرهائن لفرض ولائهم. بعد انضمام ألكسي بوروسيلوف سنة 1920، تم تعميم استعمال هذه الطريقة وبلغ عددهم 315000 في غشت.
تمكن الجيش الأحمر بفضل هذا النظام وبفضل تفوقه العددي أن ينتصر نهائيا على الجيوش البيضاء وذلك بالرغم من تدخلات القوى الأجنبية المباشرة أحيانا وخسارته ضد بولونيا. ثم بعد إخراج الجيش الياباني في أكتوبر 1922، أصبحت كل أراضي روسيا القيصرية تحت سلطته معلنا بذلك نهاية الحرب الأهلية.
أثبت الجيش الأحمر جدواه بإنقاذه للثورة خلال الحرب الأهلية، لكنه أستعمل من جهة أخرى كجهاز قمع ضد أفراد الشعب الروسي المناهضين للحكم البولشيفي أو القائلين بسياسات ومذاهب أخرى. فر الكثير من القرويين والمزارعين نحو الغابات خوفا من أن يرغموا على الالتحاق بالجيش الأحمر أو الأبيض ومن جمع الموارد الخشن لكليهما. كون هؤلاء «الجيوش الخضراء» وحاربوا الجيش الأحمر تارة والجيوش البيضاء تارة أخرى وأحيانا الإثنين في الآن ذاته. ردع الجيش الأحمر آلاف الثورات القروية التي اتخذت أبعاد مختلفة بالرغم من أن أربعة أخماسه هم من القرويين. في 1920، لم يتردد توخاتشفسكي في تفجير قنابل الغازات الكيميائية على المدنيين لإخماد ثورة تامبوف. وفي نفس السنة، انقلبت فرق تروتسكي على حليفها السابق، الفوضوي نيستور ماخنو وأنهوا تجربة المخنوفتشينا. تُعْنَى أيضا نهاية الاستقلال الحديث العهد لبعض مناطق الإمبراطورية القيصرية القديمة إلى الجيش الأحمر الذي استطاع ضم كل من ولايات أرمينيا (1921) وجورجيا (1922) عنوة بالرغم من الاعتراف الدولي بهما.
في مارس 1921، وبالرغم من أن الحرب الأهلية لم تكن قد انتهت بعد، تمرد بحارة كرونشتادت على الاشتراكيين، بعد أن كانوا قد قاتلوا بشدة خلال الصراع من أجل الثورة، وطالبوا بنهاية الحزب الواحد ورجوع السوفييت إلى السلطة وإلى حريات ثورة فبراير. بالتوازي مع الجانب الاجتماعي للمطالب، دخل زعماء المتمردين ومنهم بيتريتشونكو في محادثات مع الجيش الأبيض أملا في الدعم العسكري ضد البلاشفة. من جانب الجيش الأحمر، قاد توخاتشفسكي القمع. في مارس 1921، سقطت جزيرة كرونشتادت خلال غارة للجيش الأحمر، قتل خلالها الآلاف من بين الجنود والبحارة. كما أعدم المئات من المتمردين رمياً بالرصاص.
حدثت تصعيدات بين الاتحاد السوفيتي واليابان بعد التدخل العسكري للأخير في منشوريا في بداية الثلاثينات. وقع السوفييت ومنغوليا معاهدة صداقة لمدة عشر سنوات تنص على التعاون في المجال العسكري في 12 مارس 1936. تحولت التصعيدات، بعد عدة حوادث على الحدود، إلى حرب معلنة في غشت و شتنبر 1939 في خالخين غول (عرفت لدى اليابانيين تحت اسم حادث نومونهان) حيث كبد الجيش الأحمر تحت قيادة جوكوف الجيش الياباني هزمت ثقيلة ومخزية. وقع استعمال قواه المدرعات الحربية وسلاح مدفعية الأرياف لأول مرة خلال هذه المعركة، ووضعت خطة حربية خاصة تعتمد على التعاون المكثف بين وحدات المدرعات والمدفعية. خلال هذه المعركة وضعت خطط جديدة لاستغلال الطيران الحربي السوفيتي كقوات دعم للقوات الأرضية. الهزيمة التي تكبدها الجيش الإمبراطوري الياباني في منشوريا، قد تكون السبب الذي جعلها تتجنب مهاجمة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية. بعد هذه الهزيمة، ركزت الإمبراطورية اليابانية على سلاحها البحري لاحتلال أراضي جنوب شرق آسيا ومخزونها الكبير من الطاقة الخام من النفط والمواد الأولية التي كانت تنقص اليابان. من ذلك انتقال عداوة اليابان نحو الولايات المتحدة عوض الإتحاد السوفيتي.!!
Discussion about this post