في مثل هذا اليوم20 فبراير 1991م..
إطلاق سراح عائلة الجنرال المغربي محمد أوفقير التي قضت في الاعتقال 20 سنة بسبب اتهام الجنرال بالضلوع في محاولة إسقاط طائرة الحسن الثاني.
توفيت أرملة الجنرال محمد أوفقير الأحد 15 ديسمبر2013 في مصحة بالدار البيضاء، وحسب الموقع المغربي H24info تعود أسباب الوفاة لـ “أزمة قلبية”. وكان الجنرال أوفقير الرجل الثاني في المغرب ووزير داخلية الملك الحسن الثاني.
وكانت حياة فاطمة أوفقير التي رحلت عن عمر 78 عاما مأسوية، قضت خلالها قرابة 20 سنة في سجون المغرب بعد أن عرفت ثراء الوسط الملكي ودوائر النفوذ.
في قصر حسن الثاني
ولدت فاطمة في 1935 وتغيرت حياتها وهي في 15 من العمر عندما التقت محمد أوفقير، وكان آنذاك عسكريا ويكبرها 15 سنة. “جاء أوفقير إلى البيت في إحدى ليالي رمضان، وكان يبدو غريبا. وقرر أن يتزوجني حين رآني. فكان أول رجل في حياتي. كان حنونا وشجاعا ونزيها” هكذا تحدثت فاطمة لـ Maroc Hebdo عام 2010.
وصعد الزوجان معا وفي فترة قصيرة سلم النفوذ. فصار محمد أوفقير جنرالا معروفا بصرامته. وكان مكلفا بالقضايا “الحساسة” في المملكة. ففي 1965، اتهم بالتورط في اغتيال المعارض مهدي بن بركة في باريس وحكمت عليه فرنسا غيابيا بالأشغال الشاقة مدى الحياة.
أصبح الجنرال أوفقير رجلا قويا وأساسيا للملك الحسن الثاني وعين وزيرا للداخلية عام 1967. فعاشت زوجته فاطمة التي عرفت بجمالها الفائق حياة البذخ في الوسط الملكي. ومر الزوجان بفترة صعبة أدت إلى الطلاق، لكنهما تزوجا ثانية وتصالحا مع ولادة ابنهما الأصغر والسادس عبد اللطيف عام 1969.
“قتلونا على نار هادئة”
في 1972 انقلبت الأقدار على العائلة. ففي 16 من أغسطس/آب، أطلقت ثلاث طائرات حربية النار على الطائرة الملكية خلال عودتها من رحلة إلى فرنسا. ونجا الحسن الثاني من عملية الاغتيال لكنه استدعى في نفس المساء وزير الداخلية الذي اتهم بالتخطيط لانقلاب. وعثر بعدها على محمد أوفقير مقتولا بخمس رصاصات في الظهر. أما المصادر الرسمية فأكدت أنه “انتحر”.
وهنا بدأت مأساة عائلة أوفقير وهبوطها إلى الجحيم. فسجن الحسن الثاني فاطمة وأطفالها في سرية تامة وفي زنزانات منفردة. وقطعت العائلة عن العالم مدة 19 سنة. حتى أن فاطمة فصلت عن خمسة من أبنائها الستة طيلة عشر سنوات. وقالت في المقابلة المذكورة أعلاه عام 2010 “قتلونا على نار هادئة، وظروف حياتنا ازدادت سوءا يوما بعد يوم. فكان الأكل يقل تدريجيا… وفي “بير جديد” كانت الزنزانات بدون كهرباء، وتقفل بأبواب مصفحة فيها فقط فتحة صغيرة. وسجن ابني البكر لوحده من سن 19 إلى 33″.
وفي 1987، نجح أربعة من أبناء أوفقير في الهرب من السجن وبعثوا رسالة إلى العالم حول وضعهم عبر إذاعة فرنسا الدولية. لكن عذابهم لم ينته هنا، إذ قرر الحسن الثاني وضع العائلة قيد الإقامة الجبرية في مراكش حتى عام 1991.
بين الخشية والإعجاب
ونشرت فاطمة أوفقير بعد أن استعادت حريتها مذكراتها في العام 2000 تحت عنوان “حدائق الملك”. لكن كتاب ابنتها مليكة أوفقير “السجينة” لاقى رواجا أكبر. ورغم أن سنوات السجن حطمت حياة أرملة الجنرال أوفقير، فقد ظلت من أنصار النظام الملكي. ففي 1999 وعند وفاة الحسن الثاني، اعترفت في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية بأن لـ “جلادها” خصال. فقالت “فعلوا بنا ما فعلوا، لأنه كان يشعر بالخطر. كل شيء انهار من حوله وخانه أناس كان يثق بهم. لكن الحقارة كانت خاصة ميزة مقربيه الذين تركونا نموت جوعا ودون علاج. الحسن الثاني كان من أكبر الوطنيين في تاريخ المغرب”.
وبعد أن عاشت بضعة أعوام في باريس، اختارت أرملة الجنرال منذ 2003 الاستقرار في بلادها. وكانت تتابع باهتمام السياسة في المغرب وتأسف لعدم تمكنها من لقاء الملك محمد السادس خلال الأعوام الأخيرة. فقالت في مقابلة نشرتها مجلة َActuel عام 2011 “كنت أود ذلك، لكنه لا يريد. فقد لقن فكرة أننا أعداء العائلة الملكية”.
وكانت فاطمة ترغب في مده ببعض النصائح حول مستقبل المغرب، فتقول بمرارة ” أحرز بعض التقدم لكن بعض الأشياء تعود إلى الوراء. فالفساد صار أخطر مما كان عليه، ولم يعد الناس يخافون من أي شيء: فهم لا يحترمون القوانين ولا حتى قانون السير. نشعر وكأن شيء ما يغلي، فالناس يريدون المزيد من الحرية… لكن كيف نرسي الديمقراطية؟ فالوصفة لا تكتب على الورق”.!!
Discussion about this post