في مثل هذا اليوم 7مارس1995م..
وفاة نجيب الكيلاني، أديب مصري.
نجيب الكيلاني (1 يونيو 1931 – 7 مارس 1995) هو شاعر وروائي مصري.
مولده
ولد الدكتور نجيب عبد اللطيف إبراهيم الكيلاني في أول يونيو عام 1931م الموافق المحرم من عام 1350 هـ ولد في قرية شرشابة التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية بمصر، وكان أول مولود يولد لأبية وأمه، وعلى غرار عادة أهل الريف في هذا الوقت التحق نجيب الكيلاني بكُتَاب القرية في سن الرابعة، حيث تعلم القراءة والكتابة والحساب وقدراً من الأحاديث النبوية الشريفة وسيرة الرسول ﷺ، وقصص الأنبياء وقصص القرآن، وكانت أسرته تعمل بالزراعة، وكان منذ صغره يمارس العمل مع أبناء الأسرة في الحقول.
تعليمه ونشأته
التحق بالمدرسة الأولية ثم مدرسة الإرسالية الأمريكية الابتدائية بقرية سنباط ثم قضى الثانوية في مدينة طنطا وأخيرًا التحق بكلية الطب بالقاهرة عام 1951م، وبعد تخرجه عمل بوظيفة «طبيب امتياز» في «مستشفى أم المصريين» بالجيزة عام 1961م ثم طبيباً ممارساً بقريته ثم انتقل ليعمل في وزارة النقل والمواصلات، وتسلم عمله في القسم الطبي بهيئة السكك الحديدية، ثم سافر إلى دولة الكويت ليعمل طبيباً هناك، وذلك في اليوم الحادي والثلاثين من شهر مارس 1968م ثم انتقل منها إلى دولة الإمارات العربية وقضى بها ما يقرب من ستة عشر عاما.
تزوج الكيلاني عام 1960 من الأديبة الإسلامية «كريمة شاهين» شقيقة الأديبة الإذاعية المصرية «نفيسة شاهين» ورزق بثلاثة ذكور هم الدكتور جلال، والمهندس حسام، ومحمود المحامي، كما رزق بأنثى واحدة هي د. عزة.
اتصف ببشاشة الوجه وروح الدعابة والتواضع الجم، وهو الخطيب المفوه صاحب الفكر المتفتح يقول عنه أحد أبنائه تشعر بأن خلقه القرآن، يرى الخالق في كل معاملاته، يتحامل على نفسه من أجل إسعاد أهله وذويه ولم تكن طموحاته كبيرة في الدنيا لأنه كان يحمل قوة إيمان عميقة وتواضعا جم. تحمل الكيلاني آلام مرضه دون أن يبث همه وألمه لأحد حتى أقرب الناس إليه، فقد صبر على آلام الكبد الوبائي سي ثم آلام السرطان مستمسكًا بحبل الله وأنى له أن ييأس أو يخنع وهو الراضي بقضاء الله وقدره.
الكيلاني والإخوان
انضم نجيب الكيلاني لدعوة الإخوان في وقت مبكر من حياته حيث أثرت في أفكاره، ومعتقداته، وزودته بالكثير من المعارف، والعلوم الدينية، والدنيوية، وكان لها أبلغ الأثر في تكوين عقليته السياسية. بدأ الكيلاني التعرف على جماعة الإخوان المسلمين في مدينة زفتى من خلال الاحتفال الذي أُقيم بميت غمر احتفالاً بمناسبة الهجرة النبوية، وذلك عام 1948م وكان سبب التفافه حول هذه الجماعة؛ أنه وجد فيهم أسلوبا جديداً في الخطابة، والاحتفال بالمناسبات الدينية، فتفتح قلبه وعقله لما سمعه منهم، وكان مما لفت نظره الهتافات التي يرددونها، حيث كان من المألوف – في ذلك الوقت- أن أغلب الأحزاب يهتفون بحياة الزعماء، والأشخاص البارزين عندهم، ولكنه سمع في تلك الليلة هتافاً من نوع آخر سمع (الله أكبر ولله الحمد، الله غايتنا، الرسول زعيمنا، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا، الموت في سبيل الله أسمى أمانينا).
كانت هذه المحاضرات التي يعقدها الإخوان المسلمون علي حد قوله:- «أثرى وأقوى هذه المراكز في العطاء الفكري، والثقافي الموجه، فلقد كان الإخوان المسلمون يضعون برنامجاً حافلاً بالمحاضرات المختلفة، التي تضم الفكر، والأدب، والتاريخ، والسياسة، والاقتصاد، والتوعية الصحية، وكانوا يربطون بين هذه الموضوعات كلها برباط الإسلام، كما كانوا يقيمون المهرجانات الشعرية، والمسرح الإسلامي، والألعاب الرياضية».
حتى إنه تعرض للاعتقال أكثر من مرة، فبعد حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م اعتقل عبد الناصر كثير من الإخوان المسلمين وقدمهم للمحاكمة وحكم عليهم بأحكام متفاوتة، وترك أسرهم دون عائل فقام بعض الإخوة بجمع التبرعات من بعضهم وتقديمهم لأسر الإخوان المعتقلين في المحافظات ومساعدتهم في المعيشة فعلم نظام عبد الناصر بذلك فقام باعتقال كل من ساعد هذه الأسر وقدمهم للمحاكمة تحت مسمى تنظيم التمويل وكان نجيب الكيلاني أحد هؤلاء الذين اعتقلوا في يوم 7 من شهر أغسطس 1955 م، حيث سيق إلي السجن الحربي وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة أعوام إلا أنه حصل على عفو صحي وخرج بعد أن قضى بالسجن 40 شهرًا.
جوائز حصل عليها
حصل على جائزة الرواية 1958 والقصة القصيرة
ميدالية طه حسين الذهبية من نادي القصة، 1959،
المجلس الأعلى للفنون والآداب، 1960،
جائزة مجمع اللغة العربية، 1972،
الميدالية الذهبية من الرئيس الباكستاني، 1978.
سمات مؤلفاته
استطاع الأديب الراحل نجيب الكيلاني أن يثبت أنه وثيق الصلة بواقع الحياة، ويقف شامخا في مواجهة الآداب الأخرى، ويرد علميًّا على الإبداعات التافهة، عبر حياة جادة كانت حافلة بالعطاءات الأدبية كما قال العلامّة «أبو الحسن الندوي».
معروف عنه أنه الأديب الوحيد الذي خرج بالرواية خارج حدود بلده، وطاف بها ومعها بلدانا أخرى كثيرة، متفاعلا مع بيئاتها المختلفة، فكان مع ثوار نيجيريا في «عمالقة الشمال» وفي أثيوبيا في «الظل الأسود»، ودمشق في «دم لفطير صهيون»، و«على أسوار دمشق»، وفي فلسطين «عمر يظهر في القدس»، وإندونيسيا في «عذراء جاكرتا»، وتركستان في «ليالي تركستان» والتي تنبأ فيها بسقوط الشيوعية منذ أكثر من ثلاثين عاما. والأديب عامة إن لم يملك تلك القدرة على الاستشراف والتنبؤ بجوار الرؤية الفنية فلا خير في كثير من أعماله.
آراء الأدباء فيه
يرى د. جابر قميحة أن الكيلاني لديه إحساس عميق بتكثيف الجمال الفني المرتبط بالغموض أحيانًا في بعض أعماله، إلا أنه لا ينسى مسئوليته تجاه القارئ، وخوفه من أن يقع في براثن الفهم الخاطئ، فتراه في كل أعماله ينبض بخيوط الوعي المتيقظ، التي تجعل من كتاباته الروائية متعة خاصة وقتًا مكتملاً.
كما يؤكد د. حلمي القاعود على أن نجيب الكيلاني كان فريدًا في فك الفضاءات المكانية والمجالات الزمانية في أعماله عبر احترافه وحفاوته بالتحليل الدقيق والمنمنمات، واستطاع أن يملأ الساحة بالبديل الصحيح؛ حيث يعتبر أغزر الكتاب إنتاجًا على الإطلاق، بينما يأتي «نجيب محفوظ» والسحار في المرتبة الثانية من حيث الكم!
حيث قال عنه نجيب محفوظ في عدد أكتوبر عام 1989: «إن نجيب الكيلاني هو منظّر الأدب الإسلامي الآن»؛ ذلك لأن مقولاته النقدية، وأعماله الروائية والقصصية تشكل ملامح نظرية أدبية لها حجمها وشواهدها القوية، التي عززتها دراساته حول «آفاق الأدب الإسلامي» و«الإسلامية والمذاهب الأدبية»، و«الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق» و«مدخل إلى الأدب الإسلامي»، و«تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية».
وفاته
توفي عن 63 عاما في 2 شوال 1415 هـ الموافق 7 مارس عام 1995.!!
أعجبني
تعليق
مشاركة
Discussion about this post