في مثل هذا اليوم 20 ابريل1854م..
قيام تحالف دفاعي بين النمسا وبروسيا ضد روسيا.
طالبت بريطانيا وفرنسا روسيا بالجلاء عن إمارتي الدانوب، وحددتا مهلة نهائية تنتهي في أواخر مارس/آذار من عام 1854، وقد تم تحديد هذا التوقيت الذي يتزامن مع تفكك جليد البلطيق قبالة ريفال (الاسم السابق لتالين عاصمة أستونيا) حيث كان البريطانيون يأملون في القضاء على جزء من أسطول البلطيق الروسي هناك.
ولطالما رأت بريطانيا أن أداتها الرئيسية للضغط على روسيا هي القوة البحرية في الشمال. وفي النهاية، كانت عاصمة روسيا على ساحل بحر البلطيق بالقرب من بولندا التي تمثل أيضا مصدر قلق أمني كبير للندن.
وانتهى الإنذار دون إذعان روسيا فقام الأسطول الأنجلو-فرنسي القوي في بحر البلطيق بتدمير القلعة الرئيسية في بومارسوند في أغسطس/آب من عام 1854.
في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1854، كان للحلفاء بالفعل جيش قوامه 60 ألفا في تركيا للدفاع عن إسطنبول. ثم انضمت النمسا إلى المطالب الفرنسية والبريطانية بأن تقوم روسيا بالجلاء عن إمارتي الدانوب، وهو ما وافق عليه القيصر نيكولاي الأول كي يتجنب دخول النمسا الحرب.
ومع انسحاب القوات الروسية من الإمارتين احتلتهما النمسا. وبحلول أوائل أغسطس/آب، أقامت القوات النمساوية حاجزا محايدا بين الطرفين المتقاتلين.
وقد أجبر ذلك جيش الحلفاء، الذي انتقل إلى فارنا على الساحل البلغاري، على تغيير استراتيجيته.
وتبنى الحلفاء في ذلك الوقت خطة بريطانية للإنزال في شبه جزيرة القرم في شمال البحر الأسود، ومهاجمة القاعدة البحرية في سيفاستوبول وتدمير الأسطول الروسي وحوض بناء السفن هناك.
توقع الحلفاء أن يستغرق هذا الأمر 12 أسبوعا، لكنه استمر لمدة عام شهد معارك برية كبرى واشتباكات عديدة بين جيشين كبيرين ومجهزين تجهيزا جيدا.
وكانت معركة ألما في 20 سبتمبر/أيلول من عام 1854 هي الأولى التي تم فيها استخدام البنادق الجديدة من قبل البريطانيين والفرنسيين، وهو الأمر الذي مكن الحلفاء من إخراج الروس من موقع قوي شمال سيفاستوبول.
لكن الحلفاء فشلوا في مهاجمة سيفاستوبول مباشرة، وساروا حول المدينة لبدء حصار منتظم من الجنوب، وقد أتاح ذلك للروس وقتا لتحصين المدينة وشن هجمات على الحلفاء من جيشهم المتمركز في شبه جزيرة القرم، وقد انتهت الهجمات الروسية بالفشل ولحقت بهم خسائر فادحة.
في ربيع عام 1855، بدأ الحلفاء في شق طريقهم إلى سيفاستوبول، وقطعت الزوارق الحربية البريطانية خطوط الإمداد الروسية عبر بحر آزوف.
بعد هجوم مضاد يائس أخير في أغسطس/آب من ذلك العام، قام الروس بالجلاء عن المدينة وإخلائها بعد اقتحام القوات الفرنسية لمعقل مالاخوف الحيوي في 9 سبتمبر/أيلول من عام 1855.
وقد شرع الحلفاء في تدمير الموانئ في أطراف الإمبراطورية الروسية.
مع حرص فرنسا على إنهاء الحرب وجني ثمار النصر، احتاجت بريطانيا إلى استراتيجية لضمان قبول الروس لنزع السلاح من البحر الأسود والتسوية الأوروبية للمسألة التركية.
ودعم حشد القوات البحرية لشن هجوم على كرونشتاد – سان بطرسبرغ مطالب الحلفاء، وفي أوائل عام 1856 قبلت روسيا المبادرة النمساوية الفرنسية.
ولم تقتصر العمليات العسكرية للحلفاء على شبه جزيرة القرم والبلقان، بل هاجم الحلفاء روسيا أيضا في البحر الأبيض والمحيط الهادئ، لكن كانت البطولات والخسائر الفادحة في شبه جزيرة القرم جنبا إلى جنب مع العمل التمريضي الرائد للممرضة البريطانية فلورانس نايتنغيل هو ما سيطر على الأعمال الأدبية.
بموجب معاهدة باريس الموقعة في 30 مارس/آذار من عام 1856 أعادت روسيا جنوب بيسارابيا ومصب نهر الدانوب إلى الدولة العثمانية، ووُضعت مولدافيا ووالاشيا وصربيا تحت ضمان دولي وليس روسي، كما وعد السلطان العثماني باحترام حقوق رعاياه المسيحيين، وتم منع الروس من الحفاظ على أسطول بحري في البحر الأسود أو إعادة تحصين بومارسوند.!!







Discussion about this post