في مثل هذا اليوم5 يونيو1942م..
هجوم بريطاني مضاد على قوات ألمانيا النازية بقيادة إرفين رومل أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت نتائج هذا الهجوم كارثية على البريطانيين حيث فقدوا آلافًا من جنودهم ومئات المدرعات على الرغم من تفوقهم الكاسح.
طوال حملة شمال أفريقيا في الحرب العالمية الثانية كانت جزيرة مالطة (التي كانت تحت السيادة البريطانية) تشكل عائقاً أمام وصول الإمدادات إلى قوات المحور في شمال أفريقيا، إذ يغير منها المغاوير على السفن التي تحمل الإمدادات إلى قوات المحور، ولا تتراجع هجمات أولئك المغاوير إلاّ في حالة القصف الجوي المركز لتلك الجزيرة.
في نهاية أبريل 1942 (قبل معركة عين الغزالة) عقد مؤتمر في أوبرسالزبورج في مقر قيادة الزعيم الألماني أدولف هتلر المسمى وكر الذئب (و يقع في غابة قرب قرية فورست غورليتز في بروسيا الشرقية وحالياً في بولندا) حضره هتلر شخصياً إضافة إلى الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني، ورئيس الأركان الإيطالي أوغو كافاليرو، وقائد القوات الألمانية في جبهة البحر المتوسط ألبرت كسلرنغ، وقام هتلر بإبلاغهم بأن إرفين رومل (قائد قوات المحور في شمال أفريقيا) سيقوم بالهجوم الجديد في برقة بدون أن يحتل مالطة، على أن يتم احتلالها بعد احتلال طبرق.
قام كافاليرو بتحديد الخطوط العامة للحملة المرتقبة في عدة نقاط منها:”لايجب أن تستمر العمليات بعد 20 يونيو [1942]، وبحلول ذلك التاريخ يجب سحب الوحدات الجوية والبحرية المساعدة…يجب أن تستأنف العمليات في الخريف”، وهذا الموقف هو تأكيد لموقف سابق له الذي بينه في رسالة لكسلرنغ بتاريخ 3 مارس 1942 إذ قال:”لا يجب أن يكون هناك أي تقدم على الإطلاق بعد الاستيلاء على طبرق”.
بدأ رومل في 26 مايو شن هجومه في برقة الذي عرف باسم معركة عين الغزالة، واجهت قواته صعوبات أثناء المعركة، منها نقص الوقود، كادت أن تفشل هجومه، لكن إصراره وإدارته الجيدة للمعركة مكنه من دحر قوات الجيش الثامن البريطاني، الذي أبقى فرقة من جنوب أفريقيا في طبرق، وتراجع إلى مصر، وربما كان الجميع يتعقد أن حامية طبرق ستصمد إلى يستأنف الجيش الثامن هجومه ويحررها، أو على الأقل تصمد لوقت طويل نوعاً ما.
لكن طبرق سقطت في يد قوات المحور بعد حصار قصير في 21 يونيو، وقام المشير كسلرنغ بالمجيء جواً إلى أفريقيا لغرض مقابلة رومل وعندما تقابل القائدان احتدم النقاش بينهما، ففي حين كان كسلرنغ مصراً على تطبيق الخطة الأصلية (التوقف بعد احتلال طبرق)، كان رأي رومل وجوب التقدم فوراً قبل أن يعيد البريطانيون تنظيم قواتهم من جديد (ومن ثم الهجوم على ليبيا مرة أخرى)، وكانت وجهة نظر كسلرنغ أن التقدم إلى مصر، مع وجود قاعدة مالطة في يد البريطانيين، لا ينجح إلا بمعاونة سلاح الطيران، ولأن الطيران سينشغل بمعاونة القوات البرية، فلن يستطيع متابعة عملياته ضد مالطة، وبالتالي فإن خطوط إمدادات قوات المحور تصبح مهددة.
لم يصل القائدان إلى نتيجة، وفي النهاية وضع رومل كل من كسلرنغ، وكافاليرو أمام الأمر الواقع وأمر قواته بالتقدم إلى مصر، وكان هتلر يؤيده في ذلك.!!
Discussion about this post