في مثل هذا اليوم 26 اغسطس 1940م..
الطائرات البريطانية تقصف برلين للمرة الأولى وذلك ردًا على قصف الطائرات الألمانية للندن في اليوم السابق وذلك خلال الحرب العالمية الثانية.
تعرضت برلين، عاصمة ألمانيا النازية، إلى 363 غارةً جويةً خلال الحرب العالمية الثانية. قُصِفت من قبل قاذفة سلاح الجو الملكي بين عامي 1940 و1945، ومن قبل سلاح الجو الثامن التابع للقوات الجوية الأمريكية بين عامي 1943 و1945، والقوات الجوية الفرنسية بين عامي 1944 و1945 كجزء من حملة الحلفاء للقصف الاستراتيجي لألمانيا. تعرضت أيضًا لهجوم من طائرات تابعة لسلاح الجو الأحمر، وخاصة في عام 1945 عندما حاصرت القوات السوفيتية المدينة. أسقطت القاذفات البريطانية 45517 طنًا من القنابل، وأسقط الأمريكيون 23000 طنًا. نزح المزيد والمزيد من الناس مع استمرار القصف. فرّ 1.7 مليون شخص (40% من السكان) بحلول مايو عام 1945.
كانت برلين التي تبعد 950 كيلو مترًا (590 ميلًا) من لندن قبل عام 1941 في المدى الأقصى للقاذفات البريطانية، ثم أصبحت متاحة لقوات التحالف. كان قصفها ممكنًا ليلًا فقط في الصيف عندما تكون الأيام أطول والسماء صافية، مما زاد من خطر قاذفات الحلفاء. وقعت غارة سلاح الجو الملكي البريطاني الأولى على برلين في ليلة 25 أغسطس عام 1940، فأرسِلت 95 طائرة لقصف مطار تمبلهوف بالقرب من وسط برلين وسيمنزشتاد. أسقطت81 طائرة قنابلها على برلين وما حولها، وعلى الرغم من أن الضرر كان طفيفًا، لكن تأثيرها النفسي على هتلر كان كبيرًا. دفعت غارات القصف على برلين هتلر إلى إصدار أمر بنقل هدف لوفتفافه من المطارات البريطانية والدفاعات الجوية إلى المدن البريطانية، وأصبحت الدفاعات الجوية البريطانية أثناء معركة بريطانيا منهكةً ومرهقةً.
في الأسبوعين التاليين جرت خمس غارات متماثلة في الحجم، وكلها غارات ضئيلة الدقة على أهداف محددة، ولكن مع صعوبات الملاحة ليلًا، أسقِطت القنابل بشكل متفرق على نطاق واسع. خلال عام 1940 حدثت غارات إضافية على برلين، والتي لم تسبب سوى أضرار قليلة. تزايدت الغارات أكثر في عام 1941، لكنها لم تكن فعالة في تحقيق أهداف مهمة. برر رئيس هيئة الأركان الجوية لسلاح الجو الملكي البريطاني، السير تشارلز بورتال، هذه الغارات بقوله إن «إخراج أربعة ملايين شخص من الفراش إلى الملاجئ كان يستحق هذه الخسائر».
بدأ الاتحاد السوفيتي حملة قصف على برلين في 8 أغسطس 1941 امتدت حتى أوائل سبتمبر. نفذت القاذفات البحرية، التي تعمل من أرخبيل مونزوند (الأرخبيل الإستوني الغربي)، 8 غارات على برلين وحملت على متنها 3-12 طائرة في كل غارة. نفذت قاذفات الجيش، التي انطلقت من قرب لينينغراد، عدة غارات صغيرة على برلين. أسقطت 33 طائرة سوفيتية، إجمالا في عام 1941، 36000 كيلو غرامًا (79000 رطلًا) من القنابل على برلين. كانت حصيلة خسائر السوفييت القتالية والتشغيلية 17 طائرة مدمرة ومقتل 70 من أفراد الطاقم.
شن السير ريتشارد بيرس، قائد قيادة قاذفات سلاح الجو الملكي البريطاني، في 7 نوفمبر 1941 غارةً كبيرةً على برلين، إذ أرسل أكثر من 160 قاذفة قنابل إلى العاصمة. أسقطت أو تحطمت 21 قاذفة، وسببت ضررًا ضئيلًا بسبب سوء الأحوال الجوية. أدى هذا الفشل إلى طرد بيرس واستبداله (في فبراير 1942) بالسيد آرثر ترافرز هاريس، الذي آمن بكل من فعالية وضرورة قصف المنطقة. قال هاريس: «دخل النازيون في هذه الحرب بوهمٍ طفولي، اعتقدوا انهم سيقصفون الجميع ولن يقصفهم أحد. في روتردام، ولندن، ووارسو، وأماكن أخرى، وضعوا نظريتهم الساذجة حيز التنفيذ، زرعوا الريح والآن سيحصدون العواصف».
في الوقت نفسه، دخلت قاذفات قنابل جديدة ذات مدى أطول الخدمة، لا سيما أفرو لانكاستر، التي توفرت بأعداد كبيرة خلال عام 1942. خلال معظم عام 1942، كانت أولوية قاذفة القنابل الهجومية مهاجمة موانئ يو بوت الألمانية كجزء من جهود بريطانيا للفوز في معركة الأطلسي. خلال عام 1942 بأكمله، أطلِقت تسعة إنذارات جوية فقط في برلين، لم يكن أي منها خطيرًا. في عام 1943 فقط امتلك هاريس الوسائل والفرصة لوضع إيمانه بقصف المنطقة موضع التنفيذ.!!!!
الصورة أنقاض كنيسة القيصر فيلهلم التذكارية في برلين التي تضررت جراء قصف الحلفاء وأبقيت على حالها كنصب تذكاري
Discussion about this post