ماذا لو بقلم الأديبة والناقدة التونسية فائزة بنمسعود

______مــاذا لــــو. ؟_____

ماذا لو اخذ البحر مكان السماء
واخذت السماء مكان الأرض
هل سنعفى من طوفان يومي؟
وهل سيسكن كل منا نجمة لها شرفة
تطل على الأرض
وهل سنزرع حدائقنا
غيابا وصدا أم حبا ولقاء ؟

—وماذا لو كنت أنتَ جار الله
وجئتك لتتوسط لي عنده
أن يقربني من الجنة زلفى
وماذا لو طلبتَ رشوة
وانا لا املك الا وجه الله
وفي عرفك وجه الله عملة
عفا عنها مصرفك المفلس من الحسنات
—ماذا لو سمع الله حديثنا
ونفاك على سور الأعراف
في الجانب الغربي لجهنم
—ماذا لو كنتُ أنا أنت
قلبك قلبي
وانا اجوس في شرايينك
أجد انك كتبتني في كل قطرة من دمك
قصيدة واسكنتني الوريد
تسقي حدائقي بدمك وتذود على وردي
وتقتلع أشواكي
ويداك داميتان تحتضن وردي
وتحنو على خدي
—ماذا لو كنتَ قطرة ماء يتيمةًتسعى
وأتيتك عطشى على حافة الرمق الأخير
ووحدك تروي ظمإي
فهل تقدم حياتك قربانا فداء لحياتي
أم نتبادل الإيثــار ونموت معا؟
—ماذا لو بحثت عنك في عينيّ
وعثرت عليك متلبسا بحبي
وماذا لو بحثت عني في عينيك
ووجدتني متلبسة بحبك
فما عقوبة الحب مع سبق الاصرار والتعشّق؟
—ماذا لو على جناح الهوى سافرنا ليلا
واعترضنا الله
ونظرنا في وجهه باحتشام وحياء
ورتلنا أمانينا سرا
وتساءلتُ :ترى ما كانت أمنيتك؟
وقرأت أنت أمنيتي في تقاسيم وجهي
والأمنيات عارية النوايا
—ماذا لو معا نهرب
من الذكريات والمواعيد
ونفرغ رفوف الماضي والحاضر
ونسعى لبلوغ المستقبل بلا ذاكرة
—ماذا لو رايتك
من وراء ستائري الخجلى
تغازلها بحرف يجرح جرحي
وتنشدها قصيدا
وأبكي ويهتز عرش الرحمان لدمعي
—-ماذا لو جبتني من الشرق إلى الغرب
وكنتَ رعشة في مواسم العناق
ومعا كسرنـا حواجز النسيان