فرانز كافكا
رائد الكتابة الكابوسية؟!
//////////////////////
في البداية، الكثيرون سيتساءلون ماهي الكتابة الكابوسية؟!
سنتعرف عليها من خلال قراءة هذه النبذة المختصرة عن حياة كافكا والتي تميزت بالمعاناة والحب والفقر والحلم والمرض.
فرانز كافكا هو تشيكي من أصول ألمانية يهودي الديانة ، ولد في براغ عام 1883 لأب متسلط لايعرف غير لغة الأرقام وأم تعيش في برج عاجي ، مما تعارض مع الروح الرقيقة الشفافة لكافكا ، التواقة للعزلة والهدوء والتأمل بعيدا عن صخب الحياة مما جعله يتأثر تأثراً بالغاً فانعكس ذلك على حياته وكتاباته.
وقد كان لعمل كافكا في شركة تأمين دوراً بالغاً بمعرفة كافة طبقات المجتمع بالإضافة الى حضوره الملتقيات والندوات الخاصة بالطبقة المثقفة للديموقراطيين والاشتراكيين وحتى الفوضويين ، كما خالط كبار الكتاب وتأثر كثيراً بالكاتب الكبير فون كلايست.
وتميزت كتابات كافكا
بين السوداوية والألم إذ كان يلتمس عبر دهاليز الصمت وحياً لرواياته.
وكما قلنا في البداية أن كافكا كان رائداً للكتابة الكابوسية وهي: أنه كان يرى أحلاماً على شكل كوابيس مزعجة فيعبر عنها بقلمه لذلك قيل عنه أنه كان غير متصالح مع الذات ومع المجتمع.
وقد قال عنه الكاتب الفرنسي جان غينيه:
إنني كل ما اقتربت من كافكا أجدني ابتعد عنه.
وذلك لأن كاتبنا يتمتع كان يتمتع بحالة نفسية خاصة ممزوجة بالسوداوية والألم ورفاهة الأحاسيس والحب ، وهذا الخليط لانستطيع أن نجده عند كاتب آخر.
كتب كافكا الكثير من القصص والمؤلفات إلا أنه أحرقها ولم ينج منها إلا القليل من مثل: المسخ والمحاكمة والعربي وطبيب ريفي وتأمل والقلعة.
وقد أوصى صديقه ماكس برود بحرقها بعد موته ، إلا أن الأخير لم يعمل برغبة كافكا وقام بنشرها.
كافكا والمرأة:
ومن خلال جولاته في أوروبة تعرف كافكا على فيليس باور فخطبها إلا أنه فسخ الخطوبة بعد شهر واحد ثم عاد بعد سنة وخطبها مرة ثانية وفسخ الخطوبة مرة أخرى وتعرف على يولي فوريتسك وبعد تحديد موعد الزواج لم يذهب فتعرف على ميلينا التي كان لها وضع آخر!
أما قصة حب كافكا لميلينا تتميز بأنه لم يلتق بها سوى مرتين وتميزت رسائله بالمحبة الجارفة .
ونستطيع أن نقول عنه أنه كان حباً تحت أستار الظلام لأنه كان حباً ميئوساً منه فقد كانت ميلينا متزوجة ومع ذلك الرسائل اليومية لم تنقطع بينهما سوى عاماً واحداً بسبب المرض.
ومن أشهر أقواله في حب ميلينا:
ميلينا أنت لست أمرأة بالنسبة لي، أنت فتاة ، لن أجرؤ على كتابة الرسائل لها بيد مهتزة معروقة تتناوبها نوبات البرودة والسخونة.
كما أنه كتب لها:
ميلينا إن كان يعشقك مليون إنسان فأنا أحدهم وإن كان يعشقك إنسان واحد فهو أنا.
آخر أيام كافكا:
وفي آخر أيامه اشتد عليه المرض (السل) فعاد إلى برلين لتعتني به شقيقته ومن ثم أدخل إلى مصحة وعندما امتد المرض إلى حنجرته أصبح يتألم عند تناول الطعام فامتنع عن الأكل إلى أن مات جوعاً.
ويشاء القدر أن ينتقل إلى العالم الآخر في نفس اليوم الذي ولد فيه:
فقد ولد في 3/ حزيران 1883 ورحل في 3 حزيران 1924.
عن عمر ناهز ال41 عاماً فقط ، بينما أعماله بقيت خالدة إلى الآن ، إذ أنه يعتبر من أفضل الكتاب الألمان.
ترجمة وإعداد: د. عبد العزيز يوسف آغا