ابن رشد هل هو علماني أم ملحد أم مؤمن؟!!
د. عبد العزيز يوسف آغا
///////////////////////////
ابن رشد هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد (الحفيد)، ولد في قرطبة في الرابع عشر من شهر نيسان سنة 1126م، وهو أحد كبار الفلاسفة في الحضارة العربية الإسلامية، وهو شخصية علمية متعددة التخصصات؛ فهو فيلسوف، وفقيه، وطبيب، وفلكي، وقاضي، وفيزيائي.
نشأ ابن رشد في أسرة بارزة في الأندلس مارست الزعامة الفقهية والفتوى، حيث كان جده المعروف باسم ابن رشد الجد شيخ المالكية، وإمام جامع قرطبة، وقاضي الجماعة، ومن كبار مستشاري أمراء الدولة المرابطية، وكان والده أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد فقيهاً في جامع قرطبة، وقاضياً، وله شرح على سنن النسائي، وتفسير للقرآن.
درس ابن رشد وحفظ كتاب الموطأ للإمام مالك على يدي أبيه، كما درس على أيدي العديد من الفقهاء؛ ومن أبرزهم: أبي جعفر بن عبد العزيز الذي أجاز له أن يفتي في الفقه، وفي الفلسفة وقد تأثر ابن رشد بابن لجة، وكان صديقاً لابن طفيل. وقد تولى ابن رشد القضاء في إشبيلية، ثم في قرطبة سنة 1169م. وعندما استقال ابن طفيل من الطبابة اقترح أن يكون ابن رشد خليفةً له في منصبه. وقد استدعاه الخليفة الموحدي أبو يعقوب وعينه طبيباً له، وقاضياً في قرطبة، كما استعان به في القيام بالعديد من المهام الرسمية، مما ساهم في تنقله في مختلف أنحاء المغرب.
فكر ابن رشد:
يرى ابن رشد عدم وجود تعارض بين الفلسفة والدين، كما آمن بسرمدية الكون، وقال أن الروح منقسمة إلى قسمين؛ أحدهما شخصي يتعلق بالشخص، والثاني إلهي، وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء فإن جميع الناس سواسية، كما ادعى أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأولى استناداً إلى الدين المعتمد على العقيدة التي لا يمكن إخضاعها للتدقيق والتمحيص، والثانية استناداً إلى الفلسفة.
وينطلق بآرائه الأخلاقية من مذهبي أفلاطون وأرسطو، حيث مع أفلاطون بالفضائل الأربعة الأساسية: العدالة، والحكمة، والشجاعة، والعفة.
مؤلفات ابن رشد: لابن رشد العديد من المؤلفات في أربعة تخصصات وهي: الفلسفة، والطب، والفقه، والأدب اللغوي، كما اختص بشرح التراث الأرسطي، وقد أحصى جمال الدين العلوي له 108 مؤلفات، 58 منها بنصها العربي، ومن أهم كتبه: أرسطو. تهافت التهافت. شرح أرجوزة ابن سينا. جوامع سياسة أفلاطون. بداية المجتهد ونهاية المقتصد. الكشف عن مناهج الأدلّة في عقائد الملّة.
وفاة ابن رشد :
توفي ابن رشد سنة 1198م في مراكش ودفن فيها، وبعد ثلاثة أشهر نقل جثمانه إلى قرطبة.
لكن وفاة ابن رشد لم تكن نهاية فكره فلقد انكب الباحثون على مؤلفاته للبحث فيها لمعرفة فيما اذا
كان ابن رشد مؤمناً خاصة عندما قال: أن النصوص الدينيّة بحاجة إلى التأويل والاجتهاد، وكان جازماً باستحالة القيام بمثل هذه المهمة من دون استخدام النظر العقليّ في قراءة الشريعة التي كانت في معظم احكامها تعتمد على النقل وليس العقل فكفروه.
كما ادعى العلمانيون والحداثيون
بأن العلامة الكبير أبا الوليد بن رشد الحفيد (ت595هـ) كان علمانيا!! لأنه كان يؤمن بأن هناك حقيقتين في الوجود: حقيقة عقلية تتضمنها الفلسفة، وحقيقة دينية جاء بها الوحي، وأن لكل منهما مجاله وأهله. ولهذا حاربه الفقهاء، بل أن هناك من السلاطين ورجال المُلك من أمر بإحراق كتبه.
من أهم أقوال ابن رشد:
-الحَسَن ما حَسَّنه العقل، والقبيح ما قبَّحَه العقل..
-مِنَ العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه.
-إن التخيل عبارة عن استخدام خاص للغة وتصوير أحد أركان الشعر.
-الأعمى يتحول بعيداً عن الحفرة حيث يسقط المبصر.
-كلما تعمقت في التشريح، كلما عرفت الله أكثر.
-إن الحكمة هي النظر في الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعة البرهان.
رحم الله ابن رشد فقد كان يمتلك فكراً متنوراً سبق أقرانه ممن عاصروه في ذلك الزمان وبقيت فلسفته تدرس إلى عصرنا هذا،،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،