لا روح في المهجر .. يا ثائر !!
حسين الذكر
كثيرة هي مشاهد الاعتزاز بالوطن – اي وطن كان – فلا افضلية لوطن عمن سواه .. هنا نتحدث عن الولادة والنشئة والتاريخ والاهل والاقارب والخلان وكل مستلزمات صناعة الضمير والوجدان .. حيث يكون الانسان جزء من تربة ارضه وبيئته التي لا يقوى على فراقها ابدا .. اذ ان كثير من الغرز والناموس الخفي والارث … بالاضافة الى مجاهيل تراكمات اخرى تعمل جاهدة لاعادة صياغة الانسان بما تسوقه اليه ذاته ..
لم يعد هناك بلد لا توجد فيه جاليات لاسباب وضرورات متعددة متنوعة .. وهذه الجاليات المتواصلة مع جذورها عبر اجهزة وبرامج التواصل التي تعد من نعم التقنيات والعولمة – اذا ما احسن التعاطي معها حضاريا – .. مع كل ما توفر في بلدان الغرب او الدول المتقدمة للجاليات سيما العربية منها … الا ان اغلبهم يتمنون العودة الى احضان الوطن الام الذي لا بديل ولا عوض عنه .. تحيل بين عودتهم اليه ملفات عدة ، تتوفر لهم في دول المهجر لكنها عصية عليهم في بلدانهم مع انها تعد من اساسيات الحياة وضرورات الانسان .. منها ( الامن والسكن والخدمات … ) ..
راعتني كلمات الشاب ثائر خلف جارنا الذي غادر العراق مع بديات التغيير متجها صوب بلاد العم سام التي فتحت ابوابها لالاف الاسر العراقية لغاية في نفس يعقوب .. وقد عاش هناك الكثيرين وعاد جزء منهم واخرين – الا قلة – يتمنون اليوم توفر مستلزمات العودة ليعودوا فورا .. فلا فرق بين من يهجر وطنه تحت عنوان الاغتصاب والاحتلال او ضعف الامن والعوز وسوء الخدمات ..
سالت ثائر عن رايه في دول المهجر والغربة ، فقال : ( هنا يتوفر كل شيء لنا .. ما لا يمكن ان نحصل على معشار منه في بلداننا .. جراء بيئة يحكمها القانون ويسودها مبدا التحضر وعصرنة الانسان .. بصورة تجعل منا نعيش جنة مصنوعة بعقل الانسان على الارض .. لكنها للاسف بالنسبة لنا نحن المغتربين والمهجرين …. تعد جنة بلا روح مهما قدمت وملكت .. اذ ان الروح تساق بلا هوادة نحو مصاف دولة اخرى تتكدس بها مثالات وجمالات اشياء كثيرة نجهله كنهها لكنها متربعة مستيدة على مقبض كل شيء فينا … بتواصل مستدام وانقياد تام الى حيث ربوع الوطن .. ذلك الوطن الام الذي لا بديل سواه ..
Discussion about this post