الوهم والغباء السياسي بقلم الكاتب والباحث محمد سعيد

اَلْوَهْم وَالْغَبَاءِ اَلسِّيَاسِيِّ ! !

فِي عُصُورِ اَلشَّعْبَوِيَّةِ يَخْتَلِطُ اَلْحَابِلُ بِالنَّابِلِ وَيَعْتَقِدُ اَلْبَعْضُ أَنَّهُمْ يُدِيرُونَ اَلْعَالَمُ بِخَيَالِهِمْ قَصِيرٍ اَلنَّظَرِ . . . فَالسِّيَاسَةُ عِلْمُ وَالتَّارِيخِ اِبْنِ اَلْجُغْرَافْيَا وَالْجُغْرَافْيَا تُؤَثِّرُ عَلَى اَلسِّيَاسَةِ . فَإِذَا كَانَ اَلْبَعْضُ يَعْتَقِدُ أَنَّ سِينَارْيُو مَا حَدَثَ فِي ” 25 يَنَايِر ” سَوْفَ يَحْدُثُ بِنَفْسِ اَلسِّينَارْيُو فَهُوَ وَاهِمٌ لِأَنَّ اَلتَّارِيخَ لَا يُعِيدُ نَفْسَهُ كَمَا قَالَ اَلْفَيْلَسُوفُ اَلْيُونَانِيُّ ” هِرْقِلِيطِسْ ” مُنْذُ 5000 عَامٍ قَبْلَ اَلْمِيلَادِ اَلْمَعْرُوفِ بِالْفَيْلَسُوفِ ( اَلْبَاكِي ) لَا يَسْتَطِيعُ اَلْمَرِيءُ أَنْ يُعَبِّرَ اَلنَّهْرُ مَرَّتَيْنِ !!
ثُمَّ يَأْتِي فَيْلَسُوف آخَرَ وَيَقُولُ إِنَّ اَلْمِيَاهَ مُتَجَدِّدَةٌ فَحَرَكَةَ اَلتَّارِيخِ لَيْسَتْ ثَابِتَةً . وَمِنْ يَجْلِسُ فِي حَجَرٍ مُظْلِمَةٍ وَيَعْتَقِدُ أَنَّهُ فَيْلَسُوفُ عَصْرِه ويكتب ِ بُُوسْتَات وَحَدِيث مُرْسَلٍ لَا يَسْتَطِيعُ فَتْحَ اَلْخَرِيطَةَ اَلسِّيَاسِيَّةَ وَالِاقْتِصَادِيَّةَ لِمُحِيطِهِ اَلْجُغْرَافِيِّ وَيَقْرَأُ . لُعْبَةُ اَلشَّطْرَنْجِ تَغَيَّرَتْ مِنْ وَاقِعِ وَزَمَنِ مَا عَلَى اَلْمُسْتَوَى اَلْعَالَمِيِّ من عاِلْمُ اَلْحَرْبِ اَلْبَارِدَةِ ثُمَّ عَالَمِ صُعُودِ اَلرَّأْسِمَالِيَّةِ اَلْمُتَوَحِّشَةِ وَالْعَوْلَمَةِ وَالْقُطْبِ اَلْآحَادِيِّ اِنْتَهَى عَالَمٌ يُوَلِّدُ مِنْ رَحِمِ أَوْجَاعِ ضَرَبَاتٍ كُوفِيدْ 19 ” وَحَرْبٍ جِيُوسِيَاسِيَّةٍ ” وَنِظَامٍ عَالَمِيٍّ مُتَعَدِّدٍ اَلْأَقْطَابِ وَحُرُوب خَفِيَّةٍ وَتَكَتُّلَاتِ اِقْتِصَادِيَّةٍ تُعَانِي مِنْ اَلْأَوْضَاعِ اَلِاقْتِصَادِيَّةِ وَتَغَيُّرِ اَلْمُنَاخِ . فَأَصْدِقَاءُ اَلْأَمْسِ أَعْدَاءَ اَلْيَوْمِ ؟ وَعَالِمٌ اَلْيَوْمَ . عَالَمٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَيَّ مَرْكَزٍ لِلدِّرَاسَاتِ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيَّةِ أَوْ بَاحِثِ أَنْ يَتَنَبَّأَ غَدًا . عَالَمٌ مُتَغَيِّرٌ كُلُّ لَحْظَةٍ . يَنْتَظِرَ لَحْظَةً مِنْ اَلضَّغْطِ عَلَى اَلزِّرِّ اَلنَّوَوِيِّ وَكُلَّ دَقِيقَةٍ يَزْدَادُ اَلتَّضَخُّمُ اَلْعَالَمِيُّ وَارْتِفَاعٌ فِي اَلْأَسْعَارِ وَيَقْتَرِبُ عَدَدُ اَلْمِلْيَارِ نَسَمَةٍ تَحْتَ خَطِّ اَلْفَقْرِ ” وَاَللَّهِ غَالِب عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ اَلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ” مُجَمَّدٌ سَعْدْ كَاتِبٍ وَبَاحِثٍ