فى مثل هذا اليوم 27مارس1329م..
البابا يوحنا الثاني والعشرون يصدر بياناً له في الجمهورية الدومينيكية الزراعية يدين بعض كتابات ميستر إكهرت باعتبارها هرطقة
يستر إكهَرت (بالألمانية: Meister Eckhart) (1260 – 1328) فيلسوف وعالم لاهوت كان مسيحيا ولد فيما يعرف الآن بألمانيا، درس في أحد المعاهد الدينية وتخرج وحصل على رتبة عالية في الكنيسة، وعمل في فرنسا كمعلم لاهوتى، اثارت افكاره بعض الاورثوذكسيين المتخوفين من كل جديد وادى ذلك لاتهامه بالهرطقة، كما أن فكره كان مشابها أحيانا لفكر جماعة اخوية الروح الحرة والتي كانت الكنيسة تحاربها بشدة، كتب دفاعا عن نفسه واعلن انه يتراجع مقدما عن أي من كتاباته التي ترفضها الكنيسة، وقبل صدور الحكم توفى لياتى الحكم بتحريم عدة اقوال له والتحفظ على بعض اخر مع اعتبار إكهرت توفى مسيحيا طاهرا لانه كان أعلن انه سيسحب أي اقوال ترفضها الكنيسة. وبالرغم من رفض الكنيسة له إلا أن تلاميذه ظلوا يحترمونه ويلقبونه بالمعلم المقدس، كان له عدة اتباع مثل تاولر وسوزو وزويسبرويك وغيرهم ممن عرفوا بباطنى الراينلاند أو (اصدقاء الله). ظل إكهرت أحد أهم رموز الإصلاح إلى لوثر. ولكن شهرته خفتت بعد ذلك وظل منسيا إلا أن احيا الثيوصوفى فرانز بفايفر فكره الافلاطونى الجديد وقام بنشر مقاطع كثيرة له باللاتينية والألمانية.
فكر إكهرت
كان إكهرت يعتمد فكرا باطنيا افلاطونى الطراز. كان يرى ان الاله الأعلى godhead من المستحيل ادراكه بالعقل والحواس، لانه لا يدخل في عالم الحواس أو الكثرة. فهو الواحد فقط، ليس الها «شخصيا» أي انه لا يفكر أو يشعر أو يتكلم، مجرد نوع من «النور الصافى» إذا ما استخدمنا لغة الرمز. ويتجلى الاله اللاشخصى في صورة الله، أي ان الله هو صورة شخصية للاله الأعلى اللاشخصى، فالله يفكر ويحب ويكره ويعرفنا، الله هو الاب ونحن الأبناء، من هنا ياتى تفسير إكهرت للثالوث المسيحي، كيف يكون الله أبا وابنا وروحا قدس ومع ذلك هو اله واحد؟ الإجابة بسيطة من وجهة نظر الفلسفة الإكهرتية. الاله الأعلى واحد فقط، الاب هو الاله الشخصى في السماء اما الابن فهو بداخل كل واحد منا كلنا أبناء الله لكننا لا ندرك جوهرنا الالهى الكائن بنا (يحب إكهرت تسمية ذلك الجوهر بقمة الروح) وقمة الروح ليست هي الروح، فلكل واحد منا روحا تختلف عن روح الآخر اما القمة فهي كيان لاشخصى أي انه يتطابق فينا كلنا، تخيل اننا صفحات مختلفة مكتوب على كل واحدة منها كلاما مختلفا عن الصفحة الأخرى، فبياض الصفحة وحد بنا اما الاختلاف فهو بالحروف وترتيبها. لكن عندما تصل الروح لقمتها تنسى كل ما هو بها من معلومات وحروف وكلمات ولا يبقى بها الا البياض فقط، ومن ثم استطيع ان اقول اننى اصير كل الناس عندما لا اعود نفسى، انظروا لهذه العبارة
«من وجد نفسه يضلها اما من اضل نفسه فهو يجدها» كيف يكون هذا؟ إذا وجدت نفسك التجريبية (أي الروح فقط) فانت بذلك تهتم بالمعلومات والكلام المكتوب فيك، لكنك تنسى بياضك الاصلى، تنسى روحك الترانسندنتالية. وعندما تنسى نفسك، عندما تمحو الحروف والكلمات، فانك ترى بياض الصفحة الذي كان تختبئ رواء الكلام، أي انك تعود طفلا. ومن هنا فعبارة المسيح هذه تصبح واضحة جدا في ظل الفكر الإكهرتى (أو الباطنى عموما):
«لحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات» اما الروح القدس فهو رابطة الابن بالاب، أي انه اشتياق الإنسان للعودة لله، ولذلك إذا لم يشعر الإنسان بالرغبة في الاتحاد بالله، فلن يخلص ابدا ومن هنا أيضا يظهر معنى آية كهذه:
«كل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له.واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له.»
ولا يرى إكهرت خلق العالم كفعل كاى فعل، الله ياتى، يقول للكون كن فيكون، ثم يذهب الله لفعل أي شيء والكون يظل موجودا، فإكهرت يرى ان الله لابد ان يبقى بالكون ليظل الكون موجودا، أي انه إذا ما خرج الله من جوهر أي شيء، لعاد هذا الشئ للاشئ الذي كانه قبل أن يكون!!
Discussion about this post