في مثل هذا اليوم 26 ابريل1938م..
الفاشيون الإسبان يقصفون بلدة غيرنايكا بقنابل تزن 200 كجم ويبيدونها، قاد القصف الجنرال دافيلا بمساعدة سلاح الجو النازي الألماني.
قصف غرنيكا (26 أبريل 1937) كان قصفا جويا على قرية غرنيكا، الواقعة في إقليم الباسك خلال الحرب الأهلية الإسبانية. نفذ القصف فيلق كوندور التابع سلاح الجو الألماني وفيلق التدخل السريع من سلاح الجو أفياسيون الإيطالي، بناء على طلب من الجبهة القومية الإسبانية. أطلق على العملية الاسم الرمزي «عملية روغن».
يعتبر هذا القصف إحدى الغارات الأولى على سكان مدنيين عزل ينفذها سلاح جو حديث، على الرغم من أن مدريد على سبيل المثال تعرضت للقصف مرات عديدة في السابق منذ عام 1936. ومع ذلك بموجب القوانين الدولية المختصة بالحرب الجوية حينذاك يمكن اعتبار غرنيكا هدفا عسكريا شرعيا، نظرا لاستخدامها مركز اتصالات قريب من الجبهة. لم تُحرّم الهجمات على المناطق الحضرية إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
لا يزال عدد الضحايا موضع جدل؛ أحصت حكومة الباسك 1,654 قتيلا، بينما قدرت دراسة إسبانية العدد بحوالي 126 قتيلا (عدّل مؤلفو الدراسة هذا التقدير لاحقا إلى 153). مصدر آخر استخدمته كلية الحرب الجوية ادعى أن عدد القتلى المدنيين كان 400. بينما يشير الأرشيف السوفييتي إلى مقتل 800 شخص في 1 مايو 1937، لكن هذا العدد لا يأخذ بالحسبان الضحايا الذين توفوا لاحقا متأثرين بجراحهم أو الجثث التي اكتشفت لاحقا تحت الأنقاض.
كان هذا القصف موضوع اللوحة الشهير المضادة للحرب التي رسمها بابلو بيكاسو. كما أنها صُوّرت على خشيب للفنان الألماني هاينز كيفيتز الذي قتل لاحقا أثناء مشاركته القتال تحت لواء الألوية الدولية.
غرنيكا
لطالما كانت قرية غرنيكا (رسميًا: غرنيكا لومو)، الواقعة في مقاطعة بيسكاي البشكنشية على بعد 30 كيلومترًا إلى الشرق من مدينة بلباو، مركزًا ذا أهمية كبيرة بالنسبة للباسكيين. كانت شجرة البلوط المعروفة باسم غرنيكاكو أربولا (شجرة «غيرنيكا» في إقليم الباسك) تمثل الحريات التقليدية للباسكيين الذين عدوها رمزًا لشعبهم. لم تكن غرنيكا جزءًا من هوية الباسكيين فحسب، بل كانت تعد أيضًا العاصمة الروحية لهم، وعرفت بكونها موطنًا لحرياتهم. صُنع في قرية غرنيكا السلاح الإسباني الشهير أسترا أونسيتا يي سيا سا (Astra-Unceta y Cia SA) الذي حصلت عليه قوات الجيش والشرطة الإسبانية بدءًا من عام 1912. كان عدد سكان غرنيكا، عندما بدء القصف، 7 آلاف شخص، وكانت جبهة القتال تبعد عن القرية حوالي 30 كيلومتر.
خريطة توضح تقدم قوات الجبهة القومية في شمالي إسبانيا عام 1937.
الوضع العسكري
تمكنت قوات الجبهة القومية بقيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو من اقتحام العديد من الأراضي التي كانت تسيطر عليها حكومة الجمهورية الإسبانية الثانية. سعت حكومة الباسك (هيئة إدارية إقليمية مستقلة شكلها القوميون الباسكيون) إلى الدفاع عن مقاطعة بيسكاي وأجزاء من مقاطعة غيبوثكوا بجيشها المتواضع. كانت غرنيكا خلال الهجوم بمثابة نقطة إستراتيجية محورية بالنسبة للجيش الجمهوري الإسباني، إذ حالت دون استيلاء القوميين على مدينة بلباو التي كانت تعتبر مفتاحًا لإنهاء الحرب في شمالي إسبانيا. كانت غرنيكا أيضًا تقع على مسار تراجع الجيش الجمهوري من مناطق شمالي شرقي بيسكاي.
لم تكن قرية غرنيكا، قبل غارة فيلق الكندور، منخرطة بالمعارك بشكل مباشر، وذلك مع وجود قوات تابعة للجيش الجمهوري الإسباني في المنطقة؛ إذا تمركزت 23 كتيبة من جيش الباسك في الجبهة الواقعة إلى الشرق من غرنيكا. كان في القرية أيضًا كتيبتان من جيش الباسك، دون وجود أي دفاعات جوية ثابتة فيها، وكان يُعقتد بأنه من غير الممكن تأمين غطاء جوي مناسب للقرية، بسبب الخسائر الأخيرة التي كان قد مُني بها سلاح الجو التابع للجيش الجمهوري الإسباني.
يوم التسوق
كان يوم 26 أبريل يومًا للتسوق في المنطقة. تواجد أكثر من 10 آلاف شخص في عاصمة الباسك السابقة. كان من الممكن ليوم التسوق أن يجذب الناس من المناطق المحيطة بغرنيكا إليها للقيام بالأعمال التجارية التي اشتملت على قيام المزارعين المحليين ببيع محاصيلهم الزراعية الأسبوعية لأهالي القرية.
ثمة نقاش تاريخي حول إقامة السوق في يوم الاثنين بالذات، إذ أمرت حكومة الباسك، قبل القصف، بمنع إقامة الأسواق لمنع ازدحام الطرق، ووضعت قيودًا على الاجتماعات الكبيرة. من المتفق عليه من قبل معظم المؤرخين بأنه كان من الممكن ليوم الاثنين «أن يكون يومًا للتسوق».!!







Discussion about this post