في مثل هذا اليوم 17 سبتمبر1171 م..
مصر تعود إلى الخلافة العباسية بعد موت آخر الخلفاء الفاطميين العاضد لدين الله.
عادت مصر إلى تبعيتها الاسمية للخلافة العباسية في بغداد بعد وفاة آخر الخلفاء الفاطميين، العاضد لدين الله، في عام 1171 م / 567 هـ [1، 3]. انتهت بذلك دولة الخلافة الفاطمية، وألغيت الخلافة الشيعية، ليصبح صلاح الدين الأيوبي حاكماً لمصر وأعادها إلى المذهب السني، وألغى الاعتراف بإمامة الفاطميين
سقوط الدولة الفاطمية وعودة مصر للمذهب السني .
عندما تولّى صلاح الدين الأيوبي وزارة مصر في 26 مارس عام 1169م، وكان عمره حينها لا يزيد عن اثنين وثلاثين عاماً، عزم على تحويل البلاد إلى المذهب السني، وأمر أن يُدعى في خطبة الجمعة للخليفة العباسي بدلاً من الخليفة الفاطمي.
وكان الخليفة الفاطمي العاضد مريضاً يشرف على الموت، فأخفى عنه صلاح الدين حقيقة أنّه أطاح بدولته، وقال:
«دعوه يموت في سلام»
وفي 10 محرّم 567هـ / 1171م تُوفي الخليفة العاضد، وهو الخليفة الفاطمي الرابع عشر وآخر الخلفاء الفاطميين العبيديين. وبموته انتهت الخلافة الفاطمية في مصر بعد أن استمرت نحو مئتي عام.
وبعد وفاة العاضد، تولّى صلاح الدين حكم مصر منفرداً، ولُقّب بـ السلطان الناصر صلاح الدين. وكان عليه أولاً أن يتصدّى للفتن الداخلية التي كانت تُحاك ضد دولته الوليدة.
ومن أبرز تلك الفتن: محاولة بعض الشيـ..ـعة العلويين إعادة الخلافة الفاطمية، وكان من بينهم عمارة اليمني شاعر الفاطميين. حيث تآمروا مع ملك صقلية النورماندي، ودفعوا إليه الأموال ليهاجم السواحل المصرية بأسطوله، فإذا خرج صلاح الدين للتصدي له، يثب المتآمرون على من بقي من جنده في القاهرة لإعادة الخلافة الفاطمية.
لكن صلاح الدين علم بالمؤامرة، فأرسل مدداً إلى الحامية في الإسكندرية لصدّ الهجوم الصلـ..ـيبي، وقبض على مدبّري الانقلاب وأعدمهم، وكان منهم عمارة اليمني.
⚔️ أخذ صلاح الدين على عاتقه تحويل مصر إلى المذهب السني بسياسة الإزاحة والإحلال: إزاحة المذهب الشـ..ـيعي وإحلال المذهب السني مكانه.
ففي أيامه الأولى بالحكم:
أمر بإلغاء أصول المذهب الشيعي في العبادات: مثل الأذان بـ (حي على خير العمل) بدلاً من (حي على الفلاح)، والجهر بالبسملة في الصلاة .
أعاد العمل بسننٍ اندثرت مثل: صلاة الضحى وصلاة التراويح.
أتلف وأحـ..رق الكتب الشيـ..ـعية.
ألغى جميع الأعياد المذهبية للفاطميين.
كما قام بمنع صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وجامع الحاكم، واستمر هذا المنع نحو مائة عام، حتى أعاد الظاهر بيبرس فتح الجامع الأزهر للصلاة سنة 1266م بعد اندثار المذهب الشيـ..ـعي من مصر.
كذلك حذف صلاح الدين من النقوش الدينية على العملة عبارة: «عليٌّ ولي الله»، وأطلق الألسنة للتشكيك في نسب الفاطميين إلى آل البيت.
✦ وحرص على ترسيخ المذهب السني بإنشاء المدارس التي تدرّس المذاهب الأربعة:
المدرسة الناصرية (1170م) بجوار الجامع العتيق للمذهب الشافعي.
المدرسة القمحية للمذهب المالكي.
المدرسة السيوفية للمذهب الحنفي.
المدرسة الصلاحية (1176م) التي حملت اسمه.
كما عزل صلاح الدين قضاة الشـ..ـيعة ودعاتهم، حتى اختفى المذهب الشيـ..ـعي من مصر شيئاً فشيئاً، إلى أن نُسي تماماً.!!!!!!