قراءة لرباعية رشة عطر للشاعر دحمد حاجي بقلم الشاعرة و الناقدة فائزة بنمسعود تونس

___وقفة مع رباعية(رشة عطر)
للشاعر الدكتورHamed Hadji
_______________
كَرَشّةِ عِطْرٍ… كالنور، تدور مع الزائرين… تميل بأروقة الكُتُبِ
وفي حيثما ذهبت، أقتفيها… وعن رمشة العين لم تَغِبِ
مددتُ لها (الكرت) في غفلة الناس تفحصه الروح عن كثَبِ
وأعرفها تتهجى حروفي لأخلدَ في الذكريات وفي صفحة الذّهَبِ
________________
كتب الشاعر (ديك الجن)
قولي لطيفك ينثني .. عن مضجعي وقت الوسن
كي أستريح وتنطفي .. نار تأجج في البدن
وأنا أقول
قولي لعطرك يختفي عن ناظري
في رواق الكتبٍ
لأ هدأ ويستريح الفؤاد من لهب الشوق والتعبِ
__________
‎العطر لغة صامتة ساكنة تسري مع تموجات النسيم
‎وهذا الهواء ناقل (رَشّة العطر) لا يرحم القلب المستعد بالفطرةلاستقبال الأريج …والهوى لعوب يتصيّد المغرم
‎وقد يرفعه لسابع سماء في طرفة عين
‎وفي رفة قلب
‎العطر يربك القلب
‎والعطر جذاب يتخلّل الأعماق ويعزو الوجدان
‎العطر بطاقة سفر قد تكون للذكرى
‎وقد تكون لأزمنة أخرى
‎قد ترحل بنا إلى المكان كما هنا (أروقة الكتب)
‎واذا كانت العين تعشق قبل الأذن أحياناً كما جرت العادة
‎فهنا الأنف عشق قبل العين والأذن
‎وقد تفوّق على الحاستين الآنفتيْ الذكر
‎هو الفن الذي يجعل الذاكرة تتحدث
‎العطر هنا تحوّل إلى
‎ وجه ،مكان ،ألوان، مشاعر،ابتسامات مراوغات تحول إلى زوبعة أحاسيس
‎ممتزجة امتزاجا عجيبا في وجدان الشاعر الذي وجد نفسه يقتفي الأثر بكل حذر
‎متجنبا فضول الزائرين
‎وبكل غرور أخبرنا أنه متأكد من اهتمام
‎هذه(المرأة)به لحد أنها ألحقته بالسجل الذهبي
‎وقد يكون هذا السجل هو سجل عددٍ ضحايا عطرها الذين مشوا خلف تموجاتها،
‎ونصل لفخامة المكان الذي هو أروقة الكتب
‎والمكان هنا عابق بالمعرفة وعطر المعرفة جذّاب بدوره لمن يتبعونه كما عطر الحبيبة
‎والكتب تأتيها متفرقا مشتتا فتجمعك وترتّبك…
‎—بجولتي بين كلمات هذه الرباعية
‎حاولت أن أتخيّل حياة خالية من الكتب
‎فوجدت حتى مجرد التفكير في ذلك لا يستقيم ،فالكتاب هو ( صرخة)تصدر عن كاتب لتُسمع الباحثين عن المعرفة والمتعة فيهبّـون لاقتناء زاد الفكر والروح
‎وسالت نفسي ماذا لو لم تكن هناك كتب؟
‎وماذا لو لم يكن هناك حب وعطر؟
‎والحديث عن العطر والحب في (أروقة الكتب) هو اختيار وعن وعي من الشاعروكأنه يعلن عن إيمانه بقداسة
‎الكتب ويعلمنا أن الكتب مقدسة كما الحب وأن مكان الكتب له هيبة ووقار
‎ولا ندخله إلّا طاهرين متعطّرين
‎والعطر كما نرى جلّاب الهوى من حيث ندري أو لا ندري؟
‎ولا عطر يضاهي رائحة عطر الكتب مع عطر الحبيبة الذي يفوح في جميع أرجاء أروقة القلب والفكر
‎دامت ثورة قلمك المتجدد دكتور حمد
الشاعر
فائزه بنمسعود