جيهان محمد علي سندريلا الخريف
المرونة في الإحساس تطور يضيف للعمل الفني جمالاً
لوحات الفنانة جيهان تحمل العالم على منح فنها ميزة التألق والإبداع
ج / 8 عصمت شاهين الدوسكي
من عفریني حیث الطبیعة الساحرة في سوریا إلى فضاء أوربا (النمسا ) حیث العوالم الفنیة التشكیلیة تحاول الفنانة ” جيهان محمد علي ” أن تجد لھا أسلوبا خاصاً مبتكراً في الفن التشكیلي وهنا نحاول أن نشمل الجزء المھم الذي یسلط بدوره على الأجزاء الأخرى في العمل الفني وھو دور رؤیة المرأة ،فالمرأة صوت الحیاة ولوحة الواقع بكل ألوانه الطیفیة وعندما یمتزج اللون بالفصول الأربعة یكون تاریخ أرض ووطن وإنسان مھما یكن مهاجراً،مغترباً رغم أصبحت صورة الھجرة والغربة داخل الوطن أصعب وأقسى من الهجرة والغربة خارج الوطن ،الفن بكل معطیاته یجسد واقع قد یكون غریباً أو قریباَ منا ،فكل الثورات الفنیة لھا مؤیدیھا ومعارضیھا وثورة الفن قائمة بذاكرة متقدة عبر تحولات زمنیة مرتبطة بأبسط المدلولات الیومیة بحس مرھف وأدراك واعي وألوانھ وفرشاته وأدواتھ وأسلوبه ،یحس أنه أمام عمل فني یحتاج إلى إحضار الإیحاء الروحي
والإحساس ،عندما یستفیق الفنان وفي ذھنھ الفني رؤیة فنیة متجلیة یقف أمام المساحة البیضاء التي تكون مطیعة لرؤیته والذاكرة المتقدة وحضور الخبرة الفنیة والتقنیة العالیة في التعامل مع كل هذه الموجودات الذهنية الفنیة وهنا بوسع الفنان أن یمیز أن یكون أو لا یكون كونه یجمع كل خیوط الشمس للعمل الفني ،رؤیة المرأة وإحساسھا یلعب دوراً مھما في بناء الصورة الفنیة مرونته الجمیلة ،فالمرونة في الإحساس تطور فكري یضیف للعمل . الفني جمالاَ وبریقاَ الفنانة سندریلا الخریف ” جيهان محمد علي ” أدركت ما ترید برؤيتها وإحساسھا المرن بالأشیاء ففعلت ما ترید لتسعد القلب والروح حتى لو كان بسرعة البرق ،لوحاتھا تصرخ بصمت لتقول ما لا یقال بوجه المجتمع والواقع وتتمرد بقوة بوجه الخطایا ،لأن نبع الخطایا من رحم المجتمع كما قال الدكتور أحسان عبد القدوس ( الخطایا لا تولد معنا لكن المجتمع یدفعنا إلیھا …)، أسلوبھا الضمني للألوان للإحساس للفكر ھي الروح المغتربة عن الوطن عن أماكن الطفولة والحنین ألیھا ،عن ھذا العالم المتناقض ،ألوانھا أسلوبھا یعبر عن رؤيتها عن ما بداخلھا ،في لوحاتھا ترى المرأة حلم ،ولادة ،سندریلا الخریف،تمرد ،صرخة ،وهيام في الواقع ولا واقع في الوجود ولا وجود ،في أغلب لوحاتھا تعلن المرأة أساس الحیاة ونورھا ودفئھا وحنانھا رغم التسلط ألذكوري ظاهريا ،فلا یمكن مسح دور عظیم كدور المرأة في الحیاة مھما كلف الأمر ،كلما نضجت المرأة وازدادت نضجاً احتوت كل المكونات والمحركات الفعلیة للقدرة على التغییر والعطاء ،وعطاء المرأة لا ینضب مھما كانت قسوة الغربة وألامھا وجراحاتھا التي تشكل تكوین الفنان وتجعلھ أكثر أحساساً ورؤیة ، فمن محراب الغربة یولد الحلم والأمل والعطاء
،تحس في لوحات الفنانة المتألقة جيهان ألوان متمیزة تسرق النظر وعناصرھا منقاة برؤیة جمالیة عالیة وأشكالھا تعلن عن وجودھا وجزیئاتھا المتقدة تنصهر مع الألوان لكنھا كالجمرات تبث حرارة ولظى تشعر المتلقي بالدفء والحنان وكبلورات الثلج الصغیرة تبث البرودة حسب مضمون اللوحة ،كالشاعر عندما یصور في قصیدة حالات البركان ولھب النار وفي صور شعریة أخرى الأمطار والثلوج والضباب تذهب التصورات والإحساس الذهني إلى هنا وهناك ،یتجلى ھذا الإیحاء والرؤیة والتماثل بین الرسم والشعر ھو إیحاء كامل متشابه في كل منھما مع أخذ النظر في الأدوات المستعملة المختلفة لكل منھما وقد یكون نجاحھما تشابھ في الفكرة والمضمون وربما یتعلم أحدھما من الآخر إیحاءاً ،ویستند ویؤازر بعضھما بعضاً وجوھر الأمر أن الفن واحد والأسالیب والأطر مختلفة ولكل فن له عالم خاص ولا یمكن أن یحل محل الفن الآخر ،فالرؤیة الفنیة والتقنیة والشكل والمضمون والخبرة تحتاج إلى أحساس یقظ ومشاعر راقیة وثورة داخلیة لكي یتجلى العمل الفني كما یراد له زاهيا منفعلاً مؤثراً ،فاختیار الوسائل الفنیة یجب إن تكون برؤیة صحیحة غیر ضبابیة وبضوابط وھذا من شأنھ أن یعزز العمل الفني المنظم أكثر من الإسراف في الوسائل فالوسائل المثالیة المختارة كالخط ودرجة اللون والمزج وقیمتھا وتأثیرھا واللون نفسھ والمساحة وھي غیر متحررة من المضمون والرؤیة وبناء الشكل الفني یحتاج بالضرورة إلى عمق في التعامل مع أدق التفاصیل وھذا الذي أحست الفنانة المتألقة سندریلا الخریف في التعامل مع أدواتھا ووسائلھا الفنیة ورؤيتها الجمیلة جازماً برأیي أن وجھ المرأة وملامحھھا ونظرتھا وتقاسیم وجھھا وشعرھا لھ أثر فني كبیر یؤثر مع أجزاء المضمون الفني باختلاف وجهات المدارس التشكیلیة المختلفة ،ما توحي الفنانة سندریلا الخریف جيهان ھو انقلاب على الذات والمجتمع والواقع لإیجاد منقذ ما حتى لو كان مركوناً في الخیال الفني .
لإیقاظه من سكونه ووحدته وبعده وظلامه ،والخریف هنا لیس وهناً كما یظن البعض بل لھ عطاءه الروحي والمعنوي والظاهري ومؤثر في الحیاة بشكل كبیر أكبر مما یتصوره العقل ویحس به القلب وتذوب فیه الروح ،والخریف بألوانه وهدوئه له جمال ساحر خاص حتى النسمة فیھ حنونة ،حلم المرأة وجمالھا ورؤيتها وثورتها وتمردھا الجسدي والفكري والروحي كأنثى ناضجة تخرج من الواقع ،فالخروج من الواقع المؤلم إنقاذ للروح للقلب للإحساس ولو لمدة ولحظات قصیرة ،رؤیة المرأة بكل مكنوناتھ وشكلھا تصور الوطن الواقع الجبل البحر الغربة الدفء الحنان بفصول السنة كاملة بلا وھن وانكسار ،وسندریلا الخریف الفنانة جيهان أیقظت الرؤیة الجمیلة للفصول الغائبة عن نظر الإنسان بكل جمالھا وآلامھا فھي واعیة بكل الطرق الفنیة التي تتطلع فیھا إلى العالم وتستوعب ما تحس وتشعر بھ أن كان قریباً أو بعیداً ،تأثیر لوحاتھا ممیز في الطبیعة والأماكن والأشخاص والألوان ھذا فضلاً عن الواقع المؤثر جمالیاً وسوداویاً ،فھي من الفنانات المحظوظات الأقویاء صاحبة الإصرار العنید التي تمكنت من اجتیاز مراحل الحیاة دون الارتكاز لمرحلة معینة دون الأخرى بقدر ماھي مرور ذھني فني لھا بحیث یدفع بالفنان إلى الأمام والفنان لا یدثر برداء حب الذات النرجسي لأن عملھ الفني بمضمونھ ھوحالة تحویل لنفسه الدرجة وتلك ترتفع وتقل أحیاناً ،الفنانة سندریلا الخریف جيهان تحب عملھا برؤيتها الخاصة فتندفع اندفاعاً إبداعیاً أصیلاً وتھیمن علیھ بھیمنة خلاقة حقیقیة وتعلم بموهبتها ورؤيتها كیف تصبغ لوحتھا لتحمل العالم على منح فنھا میزة الشرعیة والتألق . والإبداع والصدارة رغم كل الفصول
————————–
الفنانة سندریلا الخریف جيهان محمد علي من منطقة عفریني في سوریا عام 1972م أقامت أربع معارض في سوریا مقیمة في النمسا أقامت ثلاث معارض في فینا أقامت معرضان في إقلیم كیرنتن شاركت في معارض جماعیة مع فنانین من دول العالم لھا أسلوب خاص في الفن التشكیلي .
