كفله بالرعاية قريبه الشيخ عبد اللطيف عبد القوي الشعبي شيخ «وادي شعب» وهو والد الشهيد المناضل فيصل. وقحطان هو ثالث أخويه، حيث يكبره شقيقان هما سعيد وقد توفي في سن الشباب وقبل انطلاق ثورة 14 أكتوبر بسنوات كثيرة، ومريم وقد توفيت في ثمانينات القرن الماضي بعد رحيل قحطان عن الدنيا.

في سن الطفولة قام قحطان برعي الأغنام في وادي شعب، وعندما كبر قليلاً انزله الشيخ عبد اللطيف إلى عدن للدراسة. في البداية تعلم قحطان في وادي شعب القراءة والكتابة وحفظ اجزاء من القرآن الكريم، وعندما كبر قليلاً أنزله الشيخ عبد اللطيف إلى عدن وألحقه بالدراسة في «مدرسة جبل حديد» التي كانت تعرف أيضاً ب «مدرسة أولاد الأمراء» وأحياناً تعرف ب«مدرسة أبناء الشيوخ» لوجود عدد من أبناء السلاطين وأهم الشيوخ يدرسون بها، وهذه المدرسة هي أشهر مدرسة في تاريخ عدن حتى اليوم، ولا تزال معالم المدرسة قائمة.

في أوائل الاربعينات من القرن المنصرم توجه قحطان في بعثة دراسية إلى السودان، وكان التعليم الجامعي هناك متطوراً لوقوعه تحت اشراف السلطات البريطانية حيث كان السودان يرزح حينئذٍ تحت الاحتلال البريطاني، واكمل قحطان تعليمه بتخرجه مهندساً زراعياً في كلية الزراعة بجامعة جوردون بالخرطوم ليكون أول مهندس زراعي بين أبناء الجزيرة العربية وهو أيضاً الوحيد بين رؤساء اليمن جنوباً وشمالاً المتخرج جامعياً (في 10 أكتوبر 2010 صدر العدد الأول من صحيفة «اليقين» اليمنية مزدانة بصور رؤساء اليمن شمالا وجنوبا وقدمت نبذات عنهم فذكرت أن قحطان الشعبي هو الأعلى تعليماً بين رؤساء اليمن..واشارت إلى أن الشعبي حاصل على بكالوريوس في الهندسة الزراعية وأن ثلاثة ممن خلفوه في الحكم حاصلين على الشهادة الابتدائية فقط وهم سالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل وعلي سالم البيض).

كانت الأراضي التي تتألف منها اليمن الديمقراطية عبارة عن اتحاد فيدرالي يتألف من سلطانات ومشايخ الجنوب تحت اسم اتحاد الجنوب العربي، ولكن بعد انتصار الثورة على المحتل الإنجليزي برزت فئة على حساب الفئات الأخري وسيطرت على مفاصل الدولة وتم إضافة اسم اليمن إلى الجنوب العربي.

ومنذ ذلك التاريخ أصبح اسم هذه الدولة هو اليمن الجنوبي والتي تقع في 6 محافظات هي عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة، وكانت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قد نالت استقلالها «زي النهارده»في ٣٠نوفمبر ١٩٦٧، برئاسة قحطان الشعبي الذي تمت الإطاحة به في الثاني والعشرين من يونيو عام ١٩٦٨ وأودع السجن إلى أن مات فيه.

وكانت اليمن الجنوبية بعد استقلالها قد أسست دولة حديثة اعتمدت النهج الاشتراكي الماركسي مما خلق أجواء للعداء بينها وبين جاراتها من الدول العربية مثل السعودية وعمان والجمهورية العربية اليمنية، فاستفحل العداء بين اليمن الجنوبية والشمالية وكثرت المناوشات والصراعات إلى أن تم الاندماج بين اليمن الشمالية والجنوبية في عام ١٩٩٠ ليشكلا الجمهورية اليمنية الموحدة.

ولكن بعد الوحدة لم يلتزم الطرف الشمالي بما قضت به معاهدات الوحدة وواصل الانفراد بالسيطرة على مفاصل الدولة بصفته الطرف الأقوى، مما حدا به لشن حرب على الجنوب في عام ١٩٩٤ إلى أن نجح في ضم الجنوب بالقوة إلى الشمال، فيما كان الرؤساء الذين تعاقبوا على اليمن الجنوبي قبل الوحدة فهم: قحطان محمد الشعبي وسالم رُبيع على وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس.!!