رواية احبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الامين السعيدي قراءة بقلم الأستاذة سمية بن عمر

رواية”أحبها بلا ذاكرة” للروائي التونسي:الأمين السعيدي
صراع الذات البشرية بين الاولهية والحيوانية

بقلم:الاستاذة،سمية بن عمر

تحصلت على النص الاصلي قبل نشره من الروائي التونسي الشاب الأمين السعيدي
فغصت في تفاصيله،اعدت قراءته عدة مرات لمحاولة تحديد الامكنة والازمنة وفهم ادوار الشخصيات اولا ثم سبر الاغوار في فلسفة الكاتب التي امتدت عبر الفصول لتنتج نصا غريبا عجيبا
تتصارع فيه الشخصيات من اجل نحت الكيان وفهم اسرار الذات في صراعها المتواصل مع الطبيعة والمجتمع والسلطة والرغبات أمام قيود العقل وسلطة الجماعة أين يسبق الحلم الحرية في تجارب عدنان بطل الرواية.
يقوم النص اساسا على السرد الاسترجاعي حيث يتوقف الكاتب وهو يقود شخصياته نحو الخير والشر فيعود بنا الى حدث أو احداث قديمة لها صلة بالحاضر خادمة للنسق السردي العجيب في البنية والمضمون
فعدنان الذي ظن انه ثائر على التقاليد وسلطة الجماعة من اجل نحت الكيان وتحرير المجتمعات للمطالبة بحقها في العدل والحياة يجد نفسه مقيدا بحلم سبق الحرية وهذا الحلم المكبل ينتج شخصية مضطربة قلقة حين اكتشفت انها تحلم كما الجماعة وان النتائج تثبت اسبقية الحلم عن الحرية،فيفشل عندنان في فهم الحياة السياسة والاجتماعية والاخلاقية والفنية ومع ذلك يبدا من جديد،حين بلغ به العمر العقد الرابع فيذكرنا بسيزيف
تدورر احداث الرواية في اماكن معلومة توهمنا بالواقعية واماكن مجهولة تساهم في تأجح غرابة النص .
الحوار في الرواية يتراوح بين الضمني والمباشر بين شخصيات اختلافت فكريا وعقائديا واجتماعيا… ومع ذلك تتفق في الاضطراب والحيرة ومحاولة فهم الذات مما يحيلنا الى فكرة أساسية مسكوت عنها في جميع الفنون كيف يعود الإنسان الى نفسه من اجل نقدها وتصحيح اخطاءها
المغامرات التي يخوضها البطل وجل الشخصيات في الرواية هي مغامرات اعتراف بالفشل بين ذات متعلقة بالسماء وعقل يشدها الى الأرض وجسد يقودها الى الحيوانية
رواية “احبها بلا ذاكرة”هي مغامرة ثائر انقلب على تاريخ الادب ومناهجه، يطلب الثورة ويعمل من اجل ان تشمل كل شيء تعلق بالانسان والحياة.