في مثل هذا اليوم 28 مايو1812م..بقلم سامح جميل..

في مثل هذا اليوم 28 مايو1812م..
الإمبراطورية الروسية توقع مع الدولة العثمانية «معاهدة بوخارست» والتي كان من أهم شروطها بقاء ولايتي الأفلاق والبغدان تحت السيطرة العثمانية.
معاهدة بوخارست هي معاهدة وقعتها الدولة العثمانية مع الإمبراطورية الروسية. وُقعت المعاهدة في 28 مايو 1812 في بوخارست. كان من أهم شروطها بقاء ولايتي الأفلاق والبغدان خاضعين للسيطرة العثمانية. وتنازلت فيها الدولة العثمانية عن بسارابيا لروسيا.
حاول العثمانيون عقد اتفاق مع روسيا مماثل لما جرى بين إنكلترا وروسيا ولكنه فشل، واشتعلت نار الحرب بينهما، وهُزم العثمانيون واستولى الروس على بعض المواقع وعزل الصدر الأعظم ضياء يوسف باشا وتولى مكانه أحمد باشا الذي انتصر على الروس، وأجلاهم عن المواقع التي دخلوها وساءت العلاقات بين فرنسا وروسيا، وكادت تقع الحرب بينهما، فطلبت روسيا الصلح مع الدولة العثمانية، وعقدت بين الطرفين معاهدة بخارست والتي نصت على بقاء الأفلاق والبغدان وبلاد الصرب تابعة للدولة العثمانية. وقد مكن الصلح السلطان محمود من القيام ببعض الإصلاحات والقضاء على الثورات والتمرد في الدولة ولما علم الصربيون بمعاهدة بخارست، وإعادة خضوعهم للدولة العثمانية، قاموا بالثورة غير أن القوات العثمانية أخضعتهم بالقوة، وفر زعماء الحركة إلى النمسا، ولكن أحدهم وهو ثيودور فتش أظهر الولاء للعثمانيين وخضع للسلطة العثمانية وحصل على امتيازات خاصة من الدولة.
.
■ خلفية تاريخية … معاهدة بوخارست 28 أيار / مايو 1812 م
.
هناك خمس معاهدات سلام وُقـِّعت في بوخارست
– المعاهدةالاولي
معاهدة بوخارست (1812) – 28 مايو 1812، وعقدت عند نهاية الحرب الروسية التركية، تنازلت فيها الدولة العثمانية عن بسارابيا إلى روسيا هذة المعاهدة هي محور حديثنا
– المعاهدة الثانية
معاهدة بوخارست (1886) – 3 مارس 1886، عند نهاية الحرب الصربية البلغارية
– المعاهدة الثالثة
معاهدة بوخارست (1913) – 10 أغسطس 1913، عند نهاية حرب البلقان الثانية
– المعاهدة الرابعة
معاهدة بوخارست (1916) – 4 أغسطس 1916، معاهدة التحالف بين رومانيا والوفاق (فرنسا وبريطانيا وروسيا
– المعاهدة الخامسة
معاهدة بوخارست (1918) – 6 مايو 1918، معاهدة بين رومانيا والقوى المركزية. ولم يُصدَّق عليها بسبب هزيمة القوى المركزية
.
وفيمت يتعلق معاهدة بوخارست 1812 والتي تمت بين روسيا والدولة العثمانية
.
■ الحرب مع روسيا
لقد نشبت حرب بين كلا الدولتين العثمانية و الروسية في عهد السلطان محمود الثاني وكانت قيادة الجيش العثمانى للصدر الاعظم ” يوسف ضيا باشا ” الذى سبق وانهزم امام الحملة الفرنسية والان امام روسيا وهذا يدل على عدم إلمامه بفنون الحرب .
.
واستولى الروس على مدائن ” اسماعيل و سلستريه و روستجق و نيكوبلى و بازارجق ” فى سنتى 1809 و 1810ثم عزل و تولى مكانه من ” احمد باشا ”
.
وهو الذى قاد الجيش العثمانى فى 60.000فى سنة 1811 وانتصر عليهم و اضطرهم لإخلاء مدينة روستجق فأخلوها فى 5 يوليو 1811 م مكرهين بعد ان هدموا اسوارها و قلاعها بالالغام و أضرموا النار فى منازلها و عبروا نهر الطونة ولكنهم سرعان ماعادوا فأحتلوها .
.
من حسن حظ الدولة العثمانية ان فى هذا الوقت فترت العلاقة بين فرنسا ” نابليون ” و روسيا وكانتا على وشك الدخول فى حرب لذلك اسرعت روسيا على مهادنة الدولة العثمانية لتأمننها من الاشتراك مع فرنسا ضدها وبالتالى بدأت المفاوضات بين كلتا الدولتين فى مدينة ” بوخارست ” و بع مدوالات طويلة توصل الفريقان الى توقيع معاهدة بوخارست
.
■ معاهدة ” بوخارست “
اهم شروط معاهدة بوخارست 28مايو 1812 م
بقاء ولايتى الافلاق و البغدان تابعتين للدولة العليا
رجوع الصرب الى حوزتها مع بعض الامتيازات
ان تسيطر روسيا على اقليم بساربيا و احد مصبات الدانوب
.
لقد نظر نابليون لمعاهدة ” بوخارست ” انها غدر من الدولة العثانية فهو كان مستغل حروب روسيا وانهماك جزء كبير من جيشها مع الدولة العثمانية فى الهجوم عليها و حرق موسكو والتوغل فى اراضيها وما اشبة الليلة بالبارحة فى معاهدة ” تلست ” غبر ان تلك المعاهدة لم تتضمن بنود سرية مثل ” تلست.
.
■ أثر معاهد بوخارست على الصرب
لقد وقع الخبر عليهم وقع الكارثة فقد ضاع ما بذلوه من الانفس و الاموال للحصول على السلطة و المطلقة و التحرر من سيطرة الدولة العثمانية فثاروا عليها فأرسلت لهم الدولة جيشا أرجعهم الى حظيرتها فهاجر عدد كبير من الثوار الى النمسا و المجر ماعدا شخص واحد ” ميلوش أوبرينوفتش ” اظهر الاعتراف بسيادة الدولة العثمانية حتى عينته الدولة شيخا للبلد و رجع الموظفين العثمانيين لوظائفهم و السباه لاقطاعاتهم .
.
لقد عمل ” ميلوش اوبرينوفتش ” على اضرام النار فى الهشيم فكا يحرض اهل بلدته على الثورة ضد الدولة العثمانية وعندما انس منهم الاستعداد للقيام كرجل واحد انتهز فرصة عيد الزحف سنة 1815 م الذى يحتفل به المسيحيون قبل عيد الفصح فأنتهز تجمعهم و نشر بينهم لواء العصيان و طلب من الذين هاجروا من الثوار بالرجوع وقاموا بمحاربة الدولة العثمانية و التى ارسلت لهم جيشا واستمر القتال لما يقرب من سنتين حتى تم الاتفاق على الرجوع للدولة العثمانية بشرط
1. ان لاتتدخل الدولة فى شئونهم الداخلية
2. تحصيل الضرائب يتم بمعرفتهم
3. ان يعين لادارة البلاد و تحصيل الضرائب مجلس مؤلف من اثنى عشر عضوا ينتخبهم الاهالى من اعيان الامة وهم ينتخبون رئيسا لهم
4. ان تكتفى الدولة العثمانية بمراقبة و احتلال الحصون و القلاع
.
لقد وافقت الدولة العثمانية على تلك الشروط و عين من يدعى ” مرعشلى باشا ” واليا للصرب و اعطيت له تعليمات شديدة تقضى بمعاملة الصربيين بالرفق و اللين كى يحافظوا على ولاء الدولة و لايسعوا للثورة مرة اخرى .
ثم عين ” ميلوش اوبرينوفيتش ” رئيسا لمجلس الصرب وكان بمثابة مجلسا للنواب اطلق عليه ” سوبرانيا ” وصارت بذلك الصرب مستقلة تقريبا.!!