قراءة نقدية القصيدة والعزف على وترين الشاعر حمد حاجي بقلم الناقدة جليلة المازني

قراءة نقدية: القصيدة والعزف على وتريْن
القصيدة:”تشدّ بفستانها نموذجا”
الشاعر:حمد حاجي
الناقدة: جليلة المازني
المقدمة:
ان عدسة كاميرا شاعرية الشاعر حمد حاجي وهي تتنقل بين اماكن متعددة ها هي اليوم تلج داخل البيت لتنقل لنا لقطة محكومة بالعاطفة وبالانسانية.ماهي تجليات العاطفة والانسانية في هذه اللقطة من اليومي
في حياة الشاعر؟
القراءة النقدية: القصيدة والعزف على وتريْن.
استهل الشاعر القصيدة بفعلين في صيغة المضارع المرفوع(تشدّ /تدورُ) الدال على الدوام والاستمرارية .ان هذه الزوجة تداوم على نفس نشاطها اليومي لتنظيف البيت وقد وصف الشاعر هيئتها استعدادا لنشاطها وصفا واقعيا.
فلطالما تشدّ ربة البيت (الزوجة) وهي تنظف البيت طرف فستانها بتبانها .
والتبان هوسروال قصير دأبت المرأة خاصة الريفية على ارتدائه تحت فستانها لتستر به مفاتنها في حالة تعريتها لسبب من الأسباب.
يُكنّ الشاعر لزوجته ربّة البيت كل الحبّ.
استخدم الشاعر تشبيها بليغا والتشبيه البليغ هو ما حذف منه أداة التشبيه ووجه الشبه وقد نعتبر ذلك استعارة باعتبار ان الاستعارة تشبيه بليغ حُذف منه المشبه او المشبه به .ان المشبه مقدّر بالسياق وهي الزوجة
وبالتالي فهو اعتبر الزوجة لؤلؤة ووجه الشبه يتجلى في الضياء والنور والجمال والقيمة المعنوية التي لا تقدّر بثمن اللؤلؤة.بل و يخاف عليها ويصونها في أغلى ما يملك..يقول :
فلؤلؤة صانها خافقي وفؤادي…
أخبئها في الحشاشة كالصدف.
ان الشاعر قد جعل الزوج لا يبخل عن زوجته بالتغزّل بها متعة ونشوة له وامتاعا وانتشاء لها.انه يشبعها عاطفيا ووجدانيا.
عادة ان الزوج العربي بمجرّد زواجه يكفّ عن التغزل بزوجته لانها اصبحت ملكا له ولا يغار عليها من أحد ويعتبر انه من المسلّمات انها بعد الزواج ليست في حاجة الى التغني بجمالها كما كان يفعل وهو في فترة ما قبل الزواج.
بيد ان الشاعر حمد حاجي يجعل الزوج يستفيق ليجعل حبّه يتجدّد يوما بعد يوم مع زوجته.
ان الشاعر يعْزف على وترْين فهو يغنّي على وتر الوجدان والعاطفة ويُحيي انغام وتر الانسانية في علاقة الزوج بزوجته .
ان الشاعر لا يكتفي بايقاظ الجانب الوجداني العاطفي عند الزوج لتاجيج مشاعر الحب بينهما لاكسابها مناعة وجدانية تجعلهما يتجاوزان كل صعوبات الحياة لاستمرارية لا العشرة بينهما فقط بل لاستمرارية الحبّ بينهما .
ان الشاعر لا يكتفي بالقول فحسب بل يتجاوزه الى الفعل .
باعتبار الزوجة خادمة نفسها ولم تكن مخدومة ان الزوج يقدم لها يد المساعدة شفقة عليها وايمانا منه بتقاسم الادوار حتى يشعرها بوجودها كانسان يجب احترامه ومعاملته الندّ للندّ .
ان الشاعر يريد ان يرتقي بالزوجة و ان يحرّرها من عبودية “سي السيّد”
انه يريد ان يشعرها بانها انسان من حقه ان ينعم بحياة زوجية يسودها التعاون وتقاسم الادوار وفي ذلك حفاظ على صحتها وصحة العائلة وصحة المجتمع.
انه يريدها زوجة بيقين المرأة التي تفيض وجدانا وعاطفة
انه يريدها زوجة بيقين المرأة الانسان بكل مقاييس الانسانية.
يقول: وأفتكّ منها سطل
غاسولها….كنت أخشى تصاب
أظافرها بالتلف
انه دائما يعزف على وترين متوازيين فيشعرها بوجودها كانسان ويغمرها بمشاعره التي تزيل تعبه وتعبها .
وساعة رتبت كل المواعين…
في حضنها |,كنت أعجل من رمية السهم
للهدف….
ان الشاعر يتوق الى هذه الحياة المتوازنة بين الزوجين وكلاهما فاعل فيها وجدانا وانسانية.
لعل الشاعر بهذه اللقطة النابضة بالحياة يحمّل نفسه كشاعررسالة في مسؤولية نجاح الحياة الزوجية .وباعتباره شاعر المراة بامتياز نراه ينتصر لها أينما كانت في البادية اوفي الحاضرة في البيت او خارجه.

الخاتمة:
ان حب الشاعر حمد حاجي للمراة جعله يحبّ كل أصناف النساء بلا استثناء ايمانا منه بقيمة النساء التي كرّمها الله بان خصّها بسورة” النساء” وهي من السور المطوّلة بل تحظى بالمرتبة الثالثة في ترتيب السور القرآنية.
شكرا للشاعر حمد حاجي على تفرّده في ابداعه وعلى ثورة قلمه.
بتاريخ : 05/03/2024